[ صالح الجبواني دعا السعودية إلى أن تراجع حساباتها في اليمن (الجزيرة) ]
قال وزير النقل اليمني المستقيل صالح الجبواني إن الجيش الوطني اليمني (القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي) كان سيبدأ حملة عسكرية قبل رمضان لاستعادة زنجبار وعدن من أيدي المليشيات الموالية للإمارات، لكن السعودية منعته من ذلك، وأعادت وحداته العسكرية إلى ثكناتها.
وأضاف الجبواني في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر أن هذا السلوك السعودي أدى بما سماها "مليشيات الإمارات" -في إشارة إلى المسلحين التابعين للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات العربية المتحدة- إلى أن "تعلن ما سمتها الإدارة الذاتية" في جنوب اليمن في نهاية أبريل/نيسان الماضي.
واعتبر الجبواني -الذي استقال من منصبه في نهاية مارس/آذار الماضي بعد خلاف مع رئيس الحكومة- هذا الإعلان "خروجا عن الدستور اليمني وخرقا للقانون الدولي وإنشاء لسلطة غير شرعية"، كما اعتبر أن هذا السلوك "قوبل بالبرود من قبل المملكة العربية السعودية".
وتساءل الجبواني موجها خطابه إلى السعوديين "لماذا تتعاملون مع هذه الأوضاع في عدن بهذه الطريقة؟ هل أنتم مشتركون بهذه المناورة؟"، وتابع "لم يتم الجواب، بل تم التسويف والمطالبة بتنفيذ اتفاق الرياض".
وقال إن الجيش اليمني على الرغم من كل ذلك "قام بحملته العسكرية الجديدة في أبين لاستعادة زنجبار وعدن"، لكن الإمارات استدعت أسطولا من السفن محملا بالدبابات والمدفعية وصواريخ كاتيوشا والصواريخ الحرارية والألغام، وأمدّت "مليشياتها" بكل هذه الأسلحة الحديثة "لتقف سدا أمام الجيش الوطني كي لا يدخل عدن وزنجبار".
وتابع الجبواني "فوجئنا بأن السعودية سلمت جزيرة سقطرى للإماراتيين، هناك أكثر من ألف جندي سعودي في سقطرى، وهم ليسوا سياحا هناك، بل جاؤوا للحفاظ على مؤسسات الشرعية اليمنية في محافظة أرخبيل سقطرى، لكنهم أفسحوا الطريق للمليشيات الإماراتية لتحتل المحافظة وتسيطر على المعسكرات في حديبو (عاصمة المحافظة) وتنزل العلم اليمني وترفع أعلام الإمارات وأعلام دولة الجنوب السابقة وعلم السلطنة المهرية".
وأضاف المسؤول اليمني "كنا نعول على تدخل سعودي قوي باعتبار المملكة تدخلت في اليمن وأنشأت التحالف لاستعادة الشرعية واستعادة صنعاء من مليشيا الحوثي، وإذا بنا نرى انقلابا مليشياويا جديدا في عدن".
وقال إن ذلك يعني أن "هناك تواطؤا في ما جرى في سقطرى، وأن هناك تآمرا على الشرعية اليمنية"، معتبرا أن "وجود السعودية والإمارات في اليمن بعدما جرى في سقطرى هو وجود غير شرعي، ويجب أن يواجه من قبل أبناء الشعب اليمني بموقف حاسم".
وتابع الجبواني "سقطرى أرض يمنية، ولن نترك شبرا من أرض اليمن لأي غازٍ أو محتل مهما كانت التضحيات"، وقال إن على ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد "أن يدرك أن ذرة واحدة من تراب اليمن تساوي قصوره وملكه وعرشه، واليمنيون سيضحون بأرواحهم من أجل بلادهم، واليمن ليس كباريها في دبي ولا فندقا للمتعة".
ودعا السعودية إلى "أن تراجع حساباتها إذا أرادت جوارا جيدا مع اليمن، وإذا ظلت على ما هي عليه اليوم فسيكون لليمنيين شأن آخر إزاء الوجود السعودي في اليمن".