ردود فعل متباينة في أوساط الجنوبيين حول المظاهرة الحاشدة بشبوة
- خاص الإثنين, 17 أغسطس, 2020 - 04:42 مساءً
ردود فعل متباينة في أوساط الجنوبيين حول المظاهرة الحاشدة بشبوة

[ تظاهرة حاشدة في شبوة دعما للشرعية ]

تباينت ردود فعل اليمنيين الجنوبيين من التظاهرة الحاشدة أمس الأحد، التي شهدتها مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة الداعمة للحكومة الشرعية ضد ما يعرف بالمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيا.

 

وجدد المتظاهرون فيها وقوفهم خلف القيادة السياسية ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية، وتأييدهم الكامل للشرعية والجيش الوطني في دحر المليشيات الانقلابية وهزيمة المشروع الإيراني في اليمن، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

 

وأكد المتظاهرون أن ادعاء احتكار تمثيل القضية الجنوبية ورفع لافتة التفويض الشعبي أمر لا يتسق مع قيم الديمقراطية ويهدد السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار كونه يؤسس لحالة من الإلغاء والتهميش والإقصاء ويقود للعنف والفوضى، وأن هذا السلوك يمثل اعتداء صارخا على تطلعات الشعب اليمني في الحرية والكرامة، ويمثل إساءة بالغة لشعب عظيم يرفض الوصاية عليه أو اتهامه بالقصور، وأن رفع السلاح في وجه الشعب وجيشه وأمنه لهو أصدق تعبير عن فقدان تلك القوى لأي مشروعية شعبية.

 

وتساءل الناشط السياسي المناضل أحمد أمزربة: ما الذي جعل هذه الحشود في شبوة تهتف للوحدة؟، مضيفا "نفس السؤال الذي يفترض نوجهه اليوم وجهناه بالأمس لحشود لودر في أبين".

 

 وأكد أمزربة في منشور على صفحته بالفيسبوك أن ما حدث في لودر وشبوة "يمكن أن يتكرر في مناطق ومحافظات أخرى من الجنوب، رغم أنها نفس الحشود التي هتفت يوما ما للانفصال بسبب ظلم الوحدة من إقصاء وتهميش".

 

إلى ذلك اعتبر مدير شرطة عدن الأسبق اللواء شلال علي شائع رفع علم ما سماه "الاحتلال اليمني" في أي قطعة أرض جنوبية خيانة لدماء الشهداء والجرحى وجريمة لا تغتفر.

 

وقال في تغريدة على تويتر "اختلفوا مع الانتقالي لكن لا تختلفوا مع قضية الشعب الجنوبي التي ضحى لأجلها الكثير من الشهداء"، حسب زعمه.

 

بدوره، قال الصحفي عوض كشميم إن فعالية شبوة التي نظمها الائتلاف الوطني الجنوبي اليوم جسدت مشروع اليمن الاتحادي الجامع للكل.

 

وفي تعليقه على الفعالية الحاشدة في شبوة، قال كشميم: "بعيدا عن التوظيف السياسي وفقا للحسابات الذاتية على طريقة أين أكون.. فعالية شبوة اليوم جسدت الموقف الجمعي لمشروع اليمن الاتحادي الجامع للكل وتحددت ملامحه بالمناصفة بين الشمال والجنوب".

 

وأضاف: "بمعنى إعادة روح التوازن السياسي والعسكري في هرم السلطة والقرار والمصالح".

 

وتابع كشميم قائلا: "هذا البناء الحقيقي للمعادلة الوطنية سياسيا واجتماعيا بعيدا عن الاستئثار بالغلبة السكانية والعسكرية أيا كان تموضعها وينطبق هذا المسار التوافقي على جميع القوى".

 

وأردف: "ينظم ذلك التوافق السياسي مرجعية دستورية تجرم مد اليد للخارج أو تدخل أي قوى إقليمية في اليمن، ويبقى الوصول للسلطة عبر آلية ديمقراطية لا يختزل أدواتها أي طرف سياسي ولا عسكري ولا قبلي".

 

وتابع كشميم: "الحل الحقيقي والواقعي هو التوازن الوطني الجامع لدولة تعبر عن مصالح كل اليمنيين تضع حدا للفساد والمحسوبية مع قطيعة للماضي بكل صراعاته وحروبه ومآسيه".

 

وأكد قائلا: "أثبتت التجارب والوقائع أنه لا يمكن أن يكون الحل في اليمن جزئيا وبعيدا عن الاستثمارات الخاصة للقضايا الوطنية والدينية ولا حلول تستدعي عودة الماضي الذي فرضه التقاسم الدولي لمعسكرين كبيرين في فترة الحرب الباردة، فاليوم الوضع مختلف جدا بعد مرور أكثر من ربع قرن من حرب الأيديولوجيات".

 

واختتم كشميم بالقول: "نريد وعيا يمنيا يكرس فكر التعايش وتوازن المصالح.. نريد نستقر ونعيش مثل شعوب العالم بعيدا عن تجار الجروب والمليشيات".

 

في حين قال الناشط الحقوقي أنيس الشريك إن المشروع الجنوبي ليس ملكية خاصة للمجلس الانتقالي الجنوبي بل مشروع وطني أكبر بكثير.

 

 وأضاف "اختلفوا مع المجلس الانتقالي ولا تختلفوا مع المشروع الوطني للجنوب، تنافسوا على حمل هذا المشروع وقضية الشعب الجنوبي العادلة وليس العكس".

 

وأردف قائلا: "كونوا جزءا أصيلا من هذا المشروع الجنوبي وليس جزءا من المجلس ولا تكونوا الطريق المؤدية ضد المشروع الجنوبي نكاية لهذا أو ذاك".

 

أما القيادي في الحراك الجنوبي علي باثواب فقد نوه إلى أن محاولة بعض الأطراف التقليل من قوة وضخامة الفعالية التي شهدتها عتق هي محاولة للقفز على الواقع، لافتا إلى أن هناك خللا ساد الجنوب عقب العام 2015 ويجب إصلاحه.

 

وشدد على أن محاولات إنكار تغير المزاج الشعبي لن تجدي نفعا، مشيرا إلى أن شبوة كان لا يجرؤ فيها أحد على رفع العلم الجمهوري واليوم يتم رفعه بكثافة.


التعليقات