قالت مجلة "إيكونوميست" إن الحرب في اليمن الذي يجوع فيه الملايين تدور في حلقة لا متناهية، والمذبحة تتبع الأخرى.
وذكرت المجلة الانجليزية في افتتاحية عددها الأسبوعي، الجمعة، والتي خصصتها للحديث عن الحرب في اليمن، أن المجاعة التي يعانيها السكان كان يمكن تجنبها، فالحكومة الشرعية يدعمها تحالف تقوده السعودية التي تقصف المدنيين، في حين تجند جماعة الحوثيين المدعومة من إيران الأطفال، وتقصف بقنابلها المناطق المدنية بدون تمييز.
وأشارت افتتاحية "إيكونوميست" التي ترجمتها صحيفة "القدس العربي"، إلى أن جهود التسوية السلمية بين الأطراف اليمنية لم تحقق أي تقدم، لكنها اعتبرت أن الاتفاق على تبادل 1081 أسيراً ومعتقلاً نهاية سبتمبر الماضي، زاد الآمال الضعيفة التي كانت قد تلاشت عقب ترتيب عملية تبادل لـ15 ألف أسير عام 2018 لم يتم تطبيقها.
ولفتت المجلة إلى الثمن الإنساني للحرب التي قتلت في سنواتها الست عشرات الآلاف من الناس، وأضرت بملايين اليمنيين، وقتلت في أغسطس الماضي مدنيين أكثر من أي شهر منذ عام 2019.
وأضافت أنه وفوق هذا ينهار الاقتصاد اليمني وينتشر كوفيد-19 بدون قدرة للسيطرة عليه، بالإضافة إلى ناقلة نقط صدئة راسية على الشاطئ تحمل على متنها 1.1 مليون برميل، وتواجه خطر الغرق وتسرب النفط منها مما قد يخلق كارثة بيئية.
وقالت "إيكونوميست": "وسط هذه القائمة من المشاكل، يواجه اليمن كارثة أهم وهي المجاعة، فثلثا سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليون نسمة بحاجة لمساعدات غذائية، وملايين منهم يقفون على حافة الجوع كما تقول الأمم المتحدة ويجب إطعامهم".
وشددت المجلة على أن "المجاعة التي حذرت منها هيئات الأمم المتحدة، تتعلق بجيران اليمن الأثرياء الذين واصلوا الحرب بالسلاح والمال".
وتساءلت: "هل لدى جيران اليمن الأثرياء الأدب لإنقاذ الشعب اليمني بالطعام والدواء؟ وهل سيسمح أطراف الحرب المعاندين بوصول المساعدات للمحتاجين؟".
واعتبرت المجلة أن طلب الأمم المتحدة مبلغ ملياري دولار لدعم جهود الإغاثة في اليمن قبل عامين، كان وقتاً جيداً لطلب الدعم، منوهة بأن السعودية كانت راغبة بإصلاح صورتها التي تشوهت بسبب الحرب وجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي، وكانت الإمارات التي قادت القوات البرية في اليمن حتى العام الماضي في حملة علاقات عامة، وإلى جانب الكويت، قدم البلدان بسخاء، وتم انقاذ الكثير من الأرواح.
واستدركت المجلة الإنجليزية "إلا أن السعوديين والإماراتيين والكويتيين باتوا يواجهون في الفترة الأخيرة أولويات أخرى".
وكانت السعودية استضافت مؤتمراً دولياً في يونيو الماضي، لدعم اليمن وتعهدت بتقديم 500 مليون دولار، ومنذ ذلك الوقت قللت المملكة من التزاماتها إلى 300 مليون دولار، ولكنها تعتبر أفضل من الإمارات التي لم تلتزم بشيء هذا العام.
وانتقد مارك لوكوك، منسق شؤون الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة، عدم إيفاء السعودية والإمارات والكويت، بالتزامهم تجاه مساعدة اليمن، وقال: "من المستهجن بمكان أن تعد تقديم المال، وتعطي الناس الأمل بأن المساعدات في الطريق إليهم، وبعد ذلك تبدد آمالهم بفشلك بالوفاء بوعدك".
تقول المجلة إن قطع التحالف لسفن الوقود عن المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين زاد من مشاكل اليمن، بالإضافة إلى أن الحصار أدى إلى زيادة الأسعار وإغلاق الخدمات الحيوية بسبب نقص الوقود.
وأشارت إلى أن السعودية أودعت عام 2018 ملياري دولار في المصرف المركزي اليمني بعدن، وكلها ذهبت تقريبا، في وقت شهدت فيه أسعار العملة انهياراً أثر على معدلات التضخم وتسبب بزيادة في الأسعار.
وأكدت أن "استمرار الغارات السعودية المزعومة على المزارع والحقول وضرب المحاصيل لا يساعد في تخفيف الأزمة".
وتحدثت المجلة عن رغبة السعودية بالخروج من الحرب في اليمن بطريقة تحفظ ماء وجهه، ربما تقوم بالضغط على الحوثيين، لكن تجويع المحافظات الشمالية الواقعة تحت سيطرة الجماعة "لن ينجح".
وختمت المجلة: "لا تبدو الحكومة أو جماعة الحوثيين، حريصتان على الشعب اليمني أكثر من حرص الداعمين لهما"، مضيفة: "ولا يحتاج منع المجاعة الكثير.. فقط مساعدات مالية أكثر من دول الخليج ورفع الحصار وتعاون أكثر من الحوثيين".