كشف موسى العيزقي مؤسس ورئيس حركة رفض اليمنية الصحافي والناشط، في حديث له نشرته صحيفة «الشرق الأوسط»، عن أسرار ما قبل سقوط اليمن بيد المتمردين الحوثيين، واتفاق تقاسم اليمن بين الحوثيين والحراكيين والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح، برعاية إيرانية ومباركة أحزاب وميليشيات لبنانية وعراقية تعمل وفق أجندات طائفية.
وأكد العيزقي، أن دبلوماسيًا يمنيًا رفيع المستوى يقيم في لبنان، كشف له الكثير من الأسرار التي مكنت الحوثيين من دخول صنعاء والاستيلاء على بعض المدن والمحافظات اليمنية ﻻ سيما الجنوبية.
ونقل العيزقي عن الدبلوماسي قوله إن اتفاقًا من خلف الكواليس «حوثيًا حراكيًا صالحيًا» وقع لتقاسم اليمن برعاية إيرانية ودعم من حزب الله، وبإسناد من الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية، بحيث يكون الشمال تحت السيطرة الحوثية «دينيًا ومرجعيًا» والصالحية «سياسيًا» والجنوب تحت السيطرة الحراكية.
وذهب إلى أن هذا المخطط - في حال تنفيذه يضمن لإيران دولتين يمنيتين شمالية شيعية وجنوبية موالية، والأهم من هذا كله إثارة القلاقل على الحدود الجنوبية للسعودية، والوصول إلى باب المندب الذي تراه إيران أهم من حصولها على البرنامج النووي.
وقال العيزقي إن دخول الحوثيين صنعاء لم يكن محض صدفة، فهو نتاج لمخطط وسلسلة من الاتفاقات واللقاءات المشبوهة التي وقعت في بيروت وطهران وبغداد، وبتوجيهات مباشرة من عناصر في نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح الحالم بالعودة إلى السلطة في اليمن من جديد، ولو من خلال نجله أحمد، والانتقام من غرمائه السياسيين.
من جهته، صادق العميد ركن سمير الحاج، مستشار رئيس الأركان والمتحدث باسم الجيش اليمني، على صحة الرواية، واقتراب السيناريو الذي طرحه المصدر الدبلوماسي مما حدث على أرض الواقع، مرجحًا أن السقوط المدوي والسريع الذي حدث لصنعاء واللافت للانتباه ناتج عن المخطط الصفوي.
وأكد الحاج ورود معلومات للجيش اليمني عن اتفاقات لثلاثة أطراف (حوثي - حراكي - صالحي)، بتسليم صالح للمعسكرات ومخازن الأسلحة وجميع مقدرات الدولة والجيش لكل من الحوثيين ومجاميع كانت تنشد الانفصال عبر انهيار صنعاء.
وبيّن المتحدث باسم الجيش اليمني أن انهيار صنعاء وقع على أيدي أفراد كانوا يحملون رشاشات كلاشنيكوف، تمكنوا من الاستيلاء على معسكرات مدججة بالأسلحة الثقيلة التي تشمل المدرعات وغيرها، وهو ما يثير الريبة، ويشير بوضوح إلى وجود خيانات في صفوف الجيش بناء على اتفاقيات عقدت في عواصم معادية للشعب اليمني.
وكشف موسى العيزقي، مؤسس ورئيس حركة رفض اليمنية الصحافي والناشط، لـ«الشرق الأوسط» عن لقاء ثلاثي سري عقد في لبنان برعاية إيرانية وبدعم من حزب الله، جمع يحيى صالح ممثل المؤتمر ونائف القانص ممثلاً عن الحوثيين والقوى الموالية لهم، وحسن يحيى بن زيد ممثلاً للحراك الانفصالي الموالي لإيران، مبينًا أن اللقاء عُقد في مبنى خاص تابع لحزب الله قريب من سفارة إيران في لبنان، وتحديدًا في الضاحية الجنوبية التي تقع تحت سيطرة حزب الله.
وزاد: «الاجتماع وقع برعاية مباشرة من حزب الله والسفير الإيراني لدى بيروت، وأن أهم ما جرى الاتفاق عليه، هو تشكيل خلية سرية رباعية مناصفة بين الحوثيين والمؤتمرين، تكون مهمتها الإدارة والإشراف على التمويل وقيادة المظاهرات، على أن يتولى السفير الإيراني في صنعاء مهمة التنسيق والتواصل المباشر بين أعضاء الخلية والجانب الإيراني وحزب الله».
وبالعودة إلى العميد سمير الحاج، بيّن أن حزب الله كان له دور في التدريب والتأهيل للاستعداد للخطة المرسومة لسقوط صنعاء، وظهر هذا الدور جليًا في الوقت الحالي من خلال تصريحات حزب الله الصريحة في موالاتهم للحوثيين واستمرارهم في العمل معهم.
وزاد بأن حزب الله لعب دورًا آخر عن طريق مؤسسات إيرانية موجودة في اليمن، كالمستشفى الإيراني وبعض التجار المحسوبين على إيران الذين أدخلوا بضائع لتبييض الأموال دون تسلم قيمتها كي تدار في الشارع اليمني.
واستند في كلامه إلى ما خلصت إليه المعارك الدائرة في المناطق المتاخمة لصنعاء التي أثبتت وجود شخصيات داخل اليمن لقيت حتفها على يد الجيش اليمني وقوات التحالف غير يمنية جرى تغيير هوياتها، بهدف عدم معرفتها في حال القبض عليها أو قتلها.
وبيّن أن ما حدث هو ما خُطط له من قبل دخولهم اليمن، عندما دمر الحوثيون المركز الآلي لإصدار الجوازات والبطاقات الثبوتية الشخصية في اليمن الذي استمر تحت سيطرتهم لمدة تجاوزت الأسبوعين، مما أثار حفيظة الناس، وما جعلهم تركوه مدمرًا بالكامل بعد استكمال ما أرادوا من تغيير هوية بعض الشخصيات وإتلاف جوازات واستصدار بطاقات مزورة.
ولفت إلى أن وضع الميليشيات الحوثية والعفاشية في أسوأ مراحلها، وأن الانهيار زاد أشده بعد تعيين الفريق علي محسن الأحمر، مما استدعى الرئيس المخلوع علي صالح لاستجداء القبائل اليمنية المتاخمة لصنعاء للثبات على موقفها، وهو ما يؤكد خوفهم وانهيارهم غير المسبوق، مبينًا أن القبائل بدأت تحجم عن إرسال أبنائها إلى المعارك، لأنهم اكتشفوا خذلان الحوثي وصالح لهم وإرسالهم لأهلهم من القبائل مقتولين، مما جعلهم يتأففون من تصرفاتهم ويحجمون عن إرسال أبنائهم.
وأكد العيزقي أن الاجتماع خلص أيضًا إلى تعهد صالح بتوجيه المعسكرات والألوية الموالية والخاضعة له تحت المؤتمرين بعدم التصادم مع العناصر الحوثية أثناء الدخول والسيطرة على المعسكرات.
واتفق حضور الاجتماع على أن يبدأ الحوثيون بتسيير مظاهرات كبيرة، والحشد ضد الرئيس هادي وحكومة باسندوة وإثارة الشارع ضدهما، بالتزامن مع خروج مسيرات وتنصيب مخيمات في كل من عمران، صعدة، وحجة، تمهيدًا لدخول صنعاء.
وتعهد علي صالح - آنذاك - بتوجيه أنصار المؤتمر للانخراط في المظاهرات باسم أنصار الله الحوثيين، فضلاً عن إقناع قيادات في الجيش، بالعمل لصالح الحوثي ومشروعه.
وأضاف العيزقي أن تحالفًا صنعه الرئيس السابق علي صالح مع الحوثيين ضد الرئيس هادي وحزب الإصلاح ومعقلهم السياسي والعسكري، الذي كان يشكل أمامهم عائقا كبيرًا، خصوصًا أنهم يمتلكون نصف الحقائب الوزارية ورئاسة الوزراء، ولهم شعبية كبيرة وثقل سياسي وشعبي كبير. واختتم حديثه قائلاً: «إن المخطط الحوثي بدأ بالفعل عندما تحرك الحوثي شمالاً وبدأت المحافظات تتساقط».