شارك الكونغرس الأمريكي بنشاط في السياسة الأمريكية تجاه اليمن منذ خريف 2015، بعد أشهر قليلة من بدء الحرب الأهلية في البلاد، وقد ركزت هذه المشاركة على ضمان أن تساعد الولايات المتحدة في تقليل الخسائر المادية، التي يتسبب بها التحالف الذي تقوده السعودية، وحماية تدفق المساعدات الإنسانية ودعم محاولات دبلوماسية لإنهاء الصراع.
وكتب دانيال إيغل وتريفور جونستون في مقال نشره موقع “ذا هيل” القريب من الكونغرس أن إدارة الرئيس جو بايدن التزمت بسياسة يمنية تتوافق على نطاق واسع مع هذه الأهداف، وأشار الكاتبان إلى أن وزير الخارجية الأمريكية، انتوني بلينكن، أكد في مكالمته الأخيرة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة أن الولايات المتحدة تدعم حلاً دبلوماسياً للصراع يضمن أن اليمن موحد ومستقر وخال من النفوذ الأجنبي.
وأوضح الكاتبان أن لديهما عدة أفكار قد تكون مفيدة للكونغرس لأنها تعتبر خيارات للمضي قدماً، وقالا إن الدراسة التي قاما بها قد توصلت إلى أن السلام الدائم يتطلب تلبية احتياجات اليمن الأكثر إلحاحاً مع العمل بالتوازي لتطوير المؤسسات الاقتصادية والسياسية والأمنية في اليمن، بالإضافة إلى الالتزام المستمر بالمساعدة الإنسانية، ويشير هذا النهج إلى أن الكونغرس يمكن أن يركز جهوده بثلاث طرق للمساعدة في بناء سلام دائم في اليمن.
وقال الخبير الاقتصادي إيغل والعالم السياسي جونستون إن الالتزام بالإصلاح الاقتصادي وبناء المؤسسات إلى جانب المساعدة الإنسانية يمكن أن تفعل الكثير لمعالجة المظالم الاقتصادية، التي قوضت الاستقرار في اليمن، وأشارا إلى أن بعض برامج الكونغرس الممولة بشكل متواضع نسبياً مثل صندوق الشراكة الفلسطينية، مثل صندوق الشراكة الفلسطينية، الذي يلزم وزارة الخارجية بتقديم ما لا يقل عن 50 مليون دولار لمدة 5 سنوات للفلسطينيين، يمكن أن يكون أداة فعالة لدعم هذه الإصلاحات المطلوبة.
واقترح الباحثان التركيز على قضية التمكين والاستثمار في هياكل الحكم المحلي، وقالا إن الدراسات أثبتت عامل الحرمان السياسي في صعود الحوثيين وفي تشققات السياسة، وأشارا إلى أن اليمن لديه تاريخ طويل من الحكم المحلي القوي، وقد يكون البرنامج الأمريكي المصمم على غرار برنامج فريق الاستجابة التابع لوزارة الخارجية الأمريكية أداة قوية للمساعدة في عمليات الانتقال في المؤسسات السياسية من القاعدة إلى القمة.
وتناول المقال ضرورة ضمان أمن المواطنين اليمنيين، وقالا إنه على الرغم من استعداد إدارة بايدن بالتزام عسكري في اليمن إلا أن التعاون الأمني يوفر خياراً بديلاً، وقد تركز الجهود على أمن الحدود والبحر للمساعدة في ضمان استقرار اليمن ، ومن المرجح أن تواجه عمليات التدقيق تحديات قياسية في فرز المليشيات والقوات البديلة، التي يمكن دمجها في قوات الأمن اليمنية، ويمكن أن ينظر الكونغرس في الأحكام القانونية للمساعدة في تبسيط هذه العملية على الرغم من أنه قد يرغب في توخي الحذر لتجنب التضحية بالمساءلة والعناية الواجبة.
وأكد إيغل وجونستون أنه يمكن تنفيذ هذه الخيارات الثلاثة لتعزيز الإصلاح المؤسسي المطلوب، والذي يمكن ان يفعل الكثير لمواجهة التحديات الإنسانية والاقتصادية والأمنية المعقدة والحوكمة، والتي تشكل الصراع اليوم على المستوى الوطني.
وخلص المقال إلا أنه في حين أن المجتمع الدولي، بقيادة المبعوث الخاص للأمم المتحدة، لا يزال حاسماً لحل النزاع وإحلال سلام دائم في اليمن، فإن القيادة لأمريكية ضرورية وقد فاتها بشدة خلال السنوات القليلة الماضية، كما أن الكونغرس يمتلك الأدوات اللازمة للمساعدة في تشكيل هذا الجهد، ويمكن أن يلعب دوراً مهماً في إنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في اليمن.