لاقت عملية اغتيال اللواء الركن ثابت جواس قائد محور العند بانفجار سيارة مفخخة شمالي العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد تنديدا واسعا بين أوساط اليمنيين، في ظل تساؤلات بشأن المستفيد من تلك الجريمة.

وقتل اللواء جواس، بإنفجار سيارة مفخخة مساء اليوم الأربعاء بالقرب من محطة "اليمدا" في المدينة الخضراء شمالي عدن، مع ثلاثة من مرافقيه.

وتبنت جماعة الحوثي ضمنيا، عملية اغتياله، عبر تغريدة لرئيس لجنة الأسرى والمعتقلين لدى جماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى، بعد وقت وجيز من مقتله الذي علق على الحادثة مستدلاً بالآية القرآنية "إنا من المجرمين منتقمون" ومرفقاً صورة اللواء الركن ثابت جواس.

ويعد اللواء الركن ثابت جواس، أحد أشهر القيادات العسكرية التي قادت جبهات القتال ضد جماعة الحوثي خلال الحروب الست التي شهدتها محافظة صعدة ما بين 2004 و2006م، ويعتقد أنه القيادي الذي قتل على يده مؤسس جماعة الحوثي، حسين بدر الدين الحوثي في محافظة صعدة شمالي اليمن.

ونعت الرئاسة اليمنية والحكومة وقيادة الجيش وقيادات سياسية وايضا ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي العميد جواس، كما وصفوا رحيله بالخسارة الكبيرة لقائد عسكريا شجاعا ومقاتلا مقداما يقف بشجاعة وثبات في مقدمة الصفوف، وخلد تاريخا من النضال والتضحية في مختلف المنعطفات.

وتوالت ردود فعل اليمنيين بشأن توقيت عملية الاغتيال والمكان، في العاصمة المؤقتة التي تخضع لسيطرة الانتقالي المدعوم إماراتيا، متسائلين هل اخترق الحوثيون تشكيلات الانتقالي أم بِيع الرجل لصالحهم؟

وفي السياق قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، إن "اغتيال الشهيد جواس يؤكد فحسب التحرير الناقص جدا لعدن"، في إشارة منها إلى مليشيات الانتقالي المدعومة إماراتيا لعدن وبعض المحافظات الجنوبية.

سفير اليمن في المغرب عز الدين الصبيحي وصف اغتيال جواس بخسارة الوطن لأحد أبرز أبطال الجمهورية.

وقال "سيشهد التاريخ أن اللواء جواس كان أكثر القادة صلابة ضد ميليشيات الحوثي وضد الإنقلاب على مؤسسات الدولة".

وأضاف "نعم تعمل قوى الظلام دوما على ضرب كل خطوة استقرار، كما تعمد على زعزعة الأمن وخلق التشظي واستهداف كل رمز مع اليمن الواحد المستقر". متابعا بالقول "لكن سيبقى اليمن الكبير، ويعود منتصرا يا جواس".

وزير الشباب والرياض نايف البكري نعى جواس بالقول "يرتقي العظماء إلى السماء بعد ترك سيرة طيبة وعطرة، نودعهم بفخر وعزة نتاج تاريخهم العظيم في البذل والتضحية والعطاء".

وقال "رحم الله الشهيد البطل اللواء ثابت مثنى جواس الذي طالته يد الغدر والخيانة اليوم في المدينة الخضراء، لقد عجز الأعداء عن مواجهته في ميادين القتال والعزة والشرف والكرامة، ولم يكن أمامهم من طريق سوى طريق الخيانة".

وأضاف البكري "كان البطل ثابت كما هو اسمه في حروب صعدة، وقف كالطود الاشم يبث الحماس والعزيمة في الابطال ويتقدم الصفوف، عاش جواس عظيماً منحازاً للقيم والثوابت الوطنية، مشاركاً في معارك الدفاع عن الوطن في مختلف الجبهات".

الكاتب الصحفي عامر الدميني كتب "وراء كل جريمة مخطط ومتآمر وممول ومنفذ ومستفيد، من المستفيد من اغتيال جواس؟ وفي هذا التوقيت تحديدا؟

وقال "كل جريمة تحدث تقع المسؤولية على عاتق الجهات الأمنية في نطاقها"، متسائلا في القوت ذاته بالقول: هل فشلت تشكيلات الأمن التابعة للانتقالي في عدن عن حماية المدينة أم هناك خونة يعملون لصالح جهة ما؟

وتابع "لا يُسر اغتيال جواس سوى الحوثيون، فهم من يعتبرون أنفسهم في عملية ثأر مع الرجل، الذين يعتبرونه قاتل قائد التمرد حسين الحوثي في صعدة 2004".

وبشأن ما سبق يتساءل الدميني بالقول: هل اخترق الحوثيون تشكيلات الانتقالي في عدن؟ أم جرى بيع جواس لصالح الحوثيين بتواطؤ أطراف في عدن؟

وأردف "للأسف فاغتيال جواس يلحق باغتيالات قيادات عسكرية وسياسية سابقة وقعت في عدن، ولم يتم الكشف عن مرتكبيها حتى اليوم، فالحكومة والانتقالي والتحالف مسؤولين جميعا عن هذه الجرائم، وتكرارها ودفنها وضياع ملفاتها".

وختم الدميني منشوره بالقول: متى سيرتوي هؤلاء من دماء الناس في عدن؟

وزير الأوقاف السابق أحمد عطية هو ايضا قال "فقدت اليمن اليوم قائدا عسكريا من طراز كبير، واجه طيلة حياته مليشيات الحوثي من 2004  إلى اليوم".

وأضاف "معالجة الخلل الأمني الموجود في عدن، يبدأ بتوحيد القرار الأمني والعسكري عبر تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض، بغير ذلك ستستمر الفوضى والعبث".

"لم يعد جواس يشكل أي خطر على الحوثي، مؤخرا كان الرجل قد صار عنصرا يدور في فلك الإمارات"، بهذه الكلمات علق الكاتب الصحفي محمد دبوان المياحي.

وقال المياحي إن "كان هناك من طرف يُرجّح رغبته في تصفية الرجل، فهي ذات الدولة العامل معها"، مضيفا "القول بأن الحوثي هو من استهدفه، حديث أقرب للربط العاطفي، الحوثي حقير؛ لكن من المهم ألا ندع حقارته تغطي نذالة الحليف الغادر".