قتل مئات الأشخاص وأصيب آلاف آخرون في تركيا وسوريا جراء زلزال قوي ضرب فجر اليوم الاثنين جنوب تركيا، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، الذي يشمل طلب المساعدة الدولية.
وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش (جنوبي تركيا)، على عمق 7 كيلومترات فجر اليوم، في حين قدر المعهد الأميركي للزلازل قوة الهزة الرئيسية بـ7.8 درجات، وقدرها معهد رصد الزلازل الأوروبي بـ7.5 درجات.
واستمر الزلزال في كهرمان مرعش نحو دقيقة، وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وفق مقاطع مصورة بثت على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية إنها سجلت 78 هزة ارتدادية، إحداها وقعت ظهر اليوم وضربت مجددا كهرمان مرعش وبلغت قوتها 7.6 درجات.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، مساء الاثنين، ارتفاع عدد قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي البلاد إلى 1498 شخصا.
وأفاد رئيس إدارة الكوارث والطوارئ التركية يونس سيزر في تصريح صحفي الإثنين، أن 1498 شخصا لقوا مصرعهم جراء الزلزال الذي ضرب ولاية قهرمان مرعش وبلغت قوته 7.7 درجات، مضيفا أن عدد المصابين ارتفع إلى 8 آلاف و533 شخصا، فيما بلغ عدد المباني التي تدمرت بفعل الزلزال 2834.
وقبل ذلك أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العدد الإجمالي لضحايا الزلزال ارتفع إلى 912 قتيلا و5383 مصابا، إضافة إلى تهدم 2818 بناية، مؤكدا إنقاذ نحو 2500 شخص من تحت الأنقاض.
وأضاف أردوغان أن الزلزال خلّف خسائر كبيرة، وأن السلطات استنفرت كل الوسائل لتجاوز آثاره، مشيرا إلى أن الإحصاءات الأخيرة تفيد بأن قوة الزلزال بلغت 7.7 درجات على مقياس ريختر.
وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وهاتاي وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض، كما تضررت موانئ ومطارات وطرق برية، وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية.
وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال أغسطس/آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول.
وفي سوريا، ضرب الزلزال محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وظهر اليوم الاثنين ضربت هزة أرضية جديدة العاصمة دمشق واللاذقية وعددا من المحافظات، وفقا لوكالة الأنباء السورية الرسمية.
وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة (شمال غربي البلاد) إن ما لا يقل عن 221 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 419 آخرون، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنها بحاجة لمساعدة دولية.
بدورها، أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد ضحايا الزلزال وصلت إلى 371 قتيلا و1089 مصابا، في حين قالت وزارة الدفاع السورية إنها تستنفر كافة وحداتها ومؤسساتها في جميع المحافظات لتقديم المساعدة العاجلة للمتضررين، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض، وإسعاف المصابين، وإزالة آثار الدمار.
كما شعر بالزلزال سكان في كل من لبنان والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض المناطق في مصر. وقالت هيئة الرصد الزلزالي العراقية إن هزات ارتدادية ضربت مناطق في البلاد من دون تسجيل خسائر.
عمليات الإنقاذ
وتوجه الرئيس التركي إلى مقر إدارة الطوارئ والكوارث التركية للإشراف على عمليات البحث والإنقاذ، وكان أردوغان قال إن كل الوحدات المعنية في حالة تأهب تحت إشراف إدارة الكوارث والطوارئ.
وتلقى أردوغان إحاطات من ولاة 8 ولايات متضررة، وأعرب في تغريدات على تويتر عن تمنياته بتجاوز كارثة الزلزال بأقل الخسائر وفي أسرع وقت ممكن.
وبعيد الزلزال مباشرة، أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن فرق الإنقاذ من كل الولايات تتجه للمناطق المتضررة، في حين قال وزير الصحة إن فرق الإسعاف البري والجوي تعمل في 81 موقعا من المناطق المتضررة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع التركية إن القوات المسلحة أنشأت ممرا جويا للمساعدات إلى مناطق الزلزال، وأضافت أن الوزير خلوصي أكار وقادة القوات التركية توجهوا إلى جنوبي البلاد لتنسيق عمليات المساعدة والإنقاذ.
وأضافت الوزارة -في بيان- أنها أنشأت مركزا لتنسيق عمليات المساعدة التي ستقدمها القوات المسلحة التركية لفرق إدارة الكوارث والطوارئ.
وبالتزامن، أعلن الهلال الأحمر التركي أنه يرسل وحدات الدم تباعا للمناطق التي تأثرت بالزلزال ودعت المواطنين للتبرع بالدم.
وأظهرت مقاطع مصورة انتشال عالقين تحت ركام المباني المدمرة في مدن تركية وسورية.
وفي تفاصيل الخسائر، أفاد والي ملاطيا بمقتل 23 شخصا وإصابة 420 آخرين في الولاية، في حين أكد والي شانلي أورفا مصرع 15 شخصا وإصابة 30 جراء انهيار 17 مبنى.
كما أعلن والي ديار بكر مصرع 6 أشخاص وإصابة 79 وتهدم 6 مبان في المدينة، وأكد والي عثمانية مقتل 5 أشخاص إثر انهيار 34 مبنى جراء الزلزال.
من جهته، قال رئيس الشؤون الدينية التركية علي أرباش إنه بإمكان المواطنين الذين تضررت منازلهم في منطقة الزلزال البقاء في المساجد.
المساعدة الدولية
وفي حين تتواصل عمليات الإنقاذ، أعلنت دول عدة استعدادها لمساعدة تركيا وإرسال فرق متخصصة للمساهمة في جهود مجابهة الكارثة.
وكانت أذربيجان أول دولة تعلن إرسال فريق بحث وإنقاذ إلى تركيا يضم 370 شخصا للمساعدة في إزالة آثار الزلزال.
كما أعلن وزير الخارجية الباكستاني بيلاوال بوتو زرداري أن فرق بحث وإنقاذ ستغادر إلى تركيا في أقرب وقت ممكن.
من جهتها، قالت إيران إنها مستعدة لتقديم المساعدات لتركيا وسوريا وإرسال فرق الإغاثة إلى البلدين.
وفي موسكو، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة لتركيا، في وقت أعلنت فيه وزارة الطوارئ الروسية تجهيز طائرتين تحملان فريق بحث وإنقاذ يضم 100 شخص لإرسالهما إلى تركيا.
وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن وجه وكالات الإغاثة الأميركية لتقييم المساعدات الممكنة لإغاثة المنكوبين.
كما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إن الحلفاء يحشدون الدعم لتركيا.
وفي الإطار نفسه، قالت المفوضية الأوروبية إن الاتحاد الأوروبي سيرسل فرق إنقاذ ويستعد لمساعدة تركيا بعد الزلزال. وكان وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستروم قال إن بلاده تمد يد العون لتركيا من خلال الاتحاد الأوروبي ورئاستها له لتنسيق الدعم بشأن الزلزال.
كما عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساعدة عاجلة، وصدر عرض مماثل عن المستشار الألماني أولاف شولتز، وكذلك أعلنت بريطانيا استعدادها لتقديم المساعدات لتركيا وقدمت التعازي في الضحايا.
وفي أثينا، قال وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس إنه اتصل بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم مساعدة فورية في جهود الإنقاذ.
وفي كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده مستعدة لتقديم المساعدة اللازمة للشعب التركي الذي وصفه بالصديق.
بدوره، أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين استعداد تل أبيب لمساعدة تركيا، وتحدث عن إعداد خطة بهذا الشأن.