[ الممثلة عبير محمد تتحدث عن الدراما اليمنية ]
أعربت الممثلة اليمنية الشابة عبير محمد، عن وصول الدراما اليمنية بعد خمس سنوات إلى مرحلة المنافسة العربية، وخروجها من الصندوق التقليدي القديم حتى يظهر اسم اليمن بأكبر مسارح العالم، كما حصل مع فيلم "المرهقون" الذي استحوذ على جوائز دولية مرموقة هذا العام.
وأفردت الممثلة المثيرة للإعجاب جزء كبير من حديثها في حوار خاص مع "الموقع بوست"، ضمن سلسلة حوارات مع (وجوه يمنية) عن تجربتها الثرية والفريدة في فيلم "المرهقون" للمخرج عمرو جمال، ودورها الصعب الذي كان بمثابة تجربة حقيقية لموهبتها المدفونة منذ نعومة أظافرها.
سردت تفاصيل بداياتها في مجال التمثيل انطلاقا من مسلسل غربة البن، وسر نجاحها الكبير في أداء دورها بشكل مبهر، ومساندة شقيقتها الفنانة القديرة شروق ودفع بها نحو هذا الظهور المميز.
وننوه هنا إلى أنه بالإمكان الاستماع للحوار كاملا في منصات بودكاست التابعة لـ "الموقع بوست"، وفي صفحاتنا على فيسبوك، وتويتر، وقناتنا في يوتيوب التي ستظهر تابعا في هذه المادة.
نص الحوار:
* كيف كانت بدايتك مع التمثيل؟
** كانت البداية في مسلسل غربة البن الجزء الأول الذي جاء بالصدفة دون ترتيب، لكن كان لدى شغف منذ طفولتي بمتابعة الأفلام والبرامج والمشاركة في المسرح المدرسي والانشطة الفنية والرياضية.
في الجامعة، كان طموحي أدرس إعلام، لكن ذهبت للدراسة بقسم اللغة الفرنسية وظل هاجس الإعلام يلازمني.
لكن مخرج فيلم المرهقون عمرو جمال هو الشخص الحقيقي الذي لمس الموهبة بعيدا عن المظهر الخارجي.
* كان واضح هذا بالفيلم في تجسيدك للدور بشكل جيد ومبهر.. هل كان للفنانة القديرة شروق محمد بصمة حقيقية لتجسيدك هذا الدور الصعب؟
**الممثلة والفنانة شروق محمد هي شقيقتي الكبرى، وكانت تؤمن بالفن بعيدا عن الوساطات كما يعتقد الناس.
وأول مشاركة في غربة البُن كانت شروق بطلته، وحينها لم يكن عندي أي خلفية عن التمثيل وكانت تساعدني، أما في فيلم "المرهقون" فكانت السند الحقيقي، لأن دوري كان صعب جدا.
قدمت شقيقتي شروق لي في الفيلم الدعم النفسي والمعنوي من خبرتها المهنية والفنية التي ظهرت بها بالفيلم.
*هل نشأتك في عائلة فنية كان له دور لما وصلتي إليه اليوم؟
**نعم، كنت أشاهد نجاح شقيقتي شروق اثناء التمثيل، حيث كانت تعود لأخذ استشارتي لثقتها في رأيي الفني، لأي متذوقة للفن بشكل جيد.
كما كانت والدتي مهتمة جدا بالكتب والروايات والفن عموما وحتى صوتها جميل وشقيقي أيضا هذه التنشئة ساعدتني كثيرا وعملت لي خلفية ثقافية.
*هل هناك نوع من الدراما تميلين إليها أو تعبرين عنها كامرأة؟
** الدراما قادرة أن تغير الممثلة ليس فقط كمتلقي ومشاهد، هناك قناعات وأفكار كثيرة تغيرت بعد الفيلم، وقرارات اتخذتها، فما بالك عندما يكون متلقي سيتغير كثيرا في قناعاته وقراراته.
أميل حاليا للسينما أكثر من الدراما، لكني في نفس الوقت أشتغل أعمال درامية حيث كانت بداياتي هناك.
السينما واقعية أكثر وهي تعبر عن قناعاتي، وأميل للأدوار الواقعية.
* كيف تلاحظي دور المرأة اليمنية في الأفلام والدراما؟
**المرأة موجودة كمشاهدة أكثر من وجودها ممثلة.
التمثيل يطغي عليه الرجل، وأشعر بأن المرأة كممثلة لايزال ضعيف، حيث يتم إسناد بطولات المسلسلات والأدوار المهمة للرجال، وتبقى المرأة كضيفة شرف.
في اليمن لانزال محتاجين مزيد من الوقت لوجود كتّاب يسندوا أدوار مهمة للمرأة الممثلة.
* برأيك ما المعوقات التي تمنع وجود المرأة اليمنية بشكل كبير في الدراما؟
**على قدر وجود ممثلات ابتعدن عن التمثيل لارتباطهم الأسري والتزاماتهم المنزلية، هناك ممثلات لم يحصلن على حقهن من الاهتمام، ويجب الدفع بوجوه جديدة وعمل ورش وتدريبهن.
*أين تكمن المشكلة؟
** المشكلة الحقيقية في الكتابة وصناع الدراما الذين يفتقروا للمهارات الفرد الكافية للجانب النسائي في الدراما.
كما يعود إلى أن الكتّاب عودوا المشاهد على عدم وجود كم كبير للممثلات.
في الدول العربية حضرت المرأة بشكل كبير والسبب يعود إلى وجود كتّاب أفردوا مساحة واسعة للممثلات.
*ماذا تحتاج المسلسلات اليمنية اليوم لمناقشة قضايا المرأة بشكل حديث؟
**نحتاج أن نناقش في المسلسلات قضايا النساء اليمنيات وما يعانين خلال جلوسنا مجتمعات لنتحدث عن قضايانا داخل المسلسل الذي تعبر عن مشاكل اليمنيات، كاختيار قرارات السفر دون محرم وشريك حياتها المناسب في إطار المعقول.
حتى اليوم، لا وجود لدراما تعبر عن قضايا النساء، وانما تعبر عن الصراع الحاصل بالمنطقة عن شخص يحب واحدة وتزوجها، دون مناقشة واقعنا كبنات من خلال المشاكل التي نواجهها بالمنزل والشغل ومع شريك الحياة.
من الضروري الخروج من حياة الماضي والصراعات، حيث أن الجمهور جاهز ومستعد لأي تغيير نحو مناقشة قضايا الحاضر للنساء.
* ما الذي ينقص الممثلة اليمنية لتبرز نفسها في الدراما أو الافلام؟
**لدينا قصور في الجانب الأكاديمي، وعدم وجود معاهد تدرس الفن.
أغلب الممثلين باجتهاد شخصي اشتغلوا على أنفسهم وآخرين غادروا البلاد لدراسة الدراما.
حاليا نحتاج إلى دراسة واختيار بشكل صحيح المجال المناسب للظهور جيدا، لكن قلة الأعمال الدرامية التي تعد في اليمن موسمية خلال شهر رمضان، وافتقار انتاج سينما طوال السنة، كما هو حال الدول الأخرى التي يوجد هناك تنوع بالحضور والأدوار.
* ما الذي أضاف لك دورك في فيلم المرهقون؟
**السينما لها طابع خاص، كونه كان أول فيلم يمني طويل، وكنا نأخذ وقت طويل لتصوير المشهد الواحد، ولهذا كانت تجربة ثرية بالنسبة لي كممثلة مهم جدا التنوع بين الدراما والمسرح والسينما.
*برأيك كيف سيكون الفن بعد خمس سنوات.. هل سيكون دور المرأة كبير ويعبر عن قضاياها؟
** الدراما تتطور بشكل مستمر لوجود كادر شاب مؤهل من تمثيل إلى التصوير والإخراج والإضاءة، وهذا التطور لا يمكن أن ننكره، لكن هناك قصور في بعض الجوانب، واتمني بعد خمس سنوات أن نتجاوزها ونصل إلى مرحلة المنافسة العربية ونخرج من الصندوق التقليدي القديم ونناقش مشاكلنا العصرية.
كما أتمنى أن نوصل بعد خمس سنوات للعالمية، ويستمر تردد اسم اليمن بأكبر مسارح العالم، كما حصل معانا في فيلم "المرهقون" وحصلنا على جوائز.