تجاهلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" خلال الأسبوعين الأخيرين، أخبار عضو مجلس القيادة الرئاسي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُّبيدي، وذلك منذ عودته إلى عدن في الشطر الأخير من الشهر الماضي، في مؤشر على عمق الخلافات داخل مجلس الحكم المنقسم في البلاد.

وعاد الزبيدي إلى عدن في الـ21 من الشهر الماضي، ومنذ ذلك الحين نشرت له الوكالة الحكومية خبرا واحداً يتعلق بترؤسه في اليوم التالي 22 يوليو، اجتماعاً في قصر معاشيق، اجتماعا ضم وزير الدولة، محافظ عدن أحمد لملس، ووزير الكهرباء المهندس مانع بن يُمين، ونائب محافظ البنك المركزي محمد باناجة، ومدير عام البنك الأهلي أحمد بن سنكر.

وغابت أخبار الزبيدي عن الوكالة منذ ذلك التاريخ، رغم لقاءاته التي عقدها بمسؤولين وسفراء، من أبرزهم القائم بأعمال السفير البريطاني تشارلز هاربر، و"روكسانا" رئيسة القسم السياسي في مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، ووفد من التحالف العربي، واجتماعاته بالقيادات العسكرية والأمنية في عدن والضالع، ولقائه بأفراح صالح الزوبة المدير التنفيذي للجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين، وباللواء سند جميل سعيد رئيس مصلحة الأحوال المدنية والسجل المدني، وغيرها، وكلها أخبار في العادة لا تتجاهلها الوكالة الحكومية.

ويشير هذا التجاهل إلى الخلاف المتصاعد داخل مكونات مجلس القيادة الرئاسي، والذي يضم ثمانية أشخاص من مختلف التوجهات يجمعهم رفض الحوثي، والموقف من تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين في البلاد.

والخلافات بين مكونات مجلس القيادة موجودة منذ التأسيس، لكنها تصاعدت في الآونة الأخيرة، عقب تصعيد الانتقالي المدعوم من الإمارات في محافظة حضرموت، شرق، والتي يسعى للسيطرة عليها في طريق استكمال مشروع الانفصال الذي يطالب به، فيما ترفض السعودية تمدده في المنطقة التي تعتبرها منطقة حيوية لأمنها.

وبادر الانتقالي في شهر مايو الماضي، الى تعيين عضوي المجلس الرئاسي المدعومين من الإمارات "فرج البحسني، وأبوزرعة، عبدالرحمن المحرمي"، إلى قيادته، كنواب لرئيس المجلس، تلا ذلك إعلان مكونات حضرموت إنشاء مجلس حضرموت الوطني، بعد شهر من المشاورات في الرياض، وهي خطوات زادت مستوى الصراع داخل مكونات المجلس الرئاسي.

ومؤخراً أعادت الإمارات نائب رئيس الانتقالي البحسني إلى المكلا، في مهمة لملمة صفوف أتباعها هناك، عقب الضربة التي تلقوها بتشكيل مجلس حضرموت، وأجرى البحسني حراكاً نشطاً والتقى بقيادات الانتقالي وأخرى في مؤتمر حضرموت الجامع، وزار قوات النخبة المحسوبة على الانتقالي، وقيادة المنطقة العسكرية الثانية، قبل أن يغادر يوم أمس الأول الأحد، إلى عدن.

ورحبت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعها اليوم الثلاثاء، بالبحسني، وأشادت "بحرصه على القدوم إلى العاصمة عدن لحضور الاجتماع"، وفقا لموقع المجلس على الإنترنت.

واستمع الاجتماع من البحسني "إلى شرحٍ موجزٍ عن تفاصيل لقاءاته التي عقدها في محافظة حضرموت مع القوى السياسية والمجتمعية، والمشايخ والشخصيات الاجتماعية والقبلية، مؤكدا أنه لمس من خلال تلك اللقاءات، حرصا كاملا على قضية الجنوب، وتأكيد على أهمية حضرموت، وموقعها ضمن الجنوب في الماضي، والحاضر، والمستقبل".

وأشاد المجلس بـ"تحركات اللواء البحسني في محافظة حضرموت، وجهوده لتوحيد الصف الحضرمي، وتقوية نسيجه الاجتماعي، وتحصينه من كل المحاولات التي تستهدفه، مجددة التأكيد على أن حضرموت كانت وستبقى عمق الجنوب الاستراتيجي، وهويته الضاربة في جذور التاريخ، وركيزة أساسية في مشروع الدولة الجنوبية الفدرالية المنشودة".