قتل الخميس، قائد قوات الحزام الأمني التابع للانتقالي المدعوم إماراتيا عبداللطيف السيد جراء انفجار عبوات ناسفة، مع عدد من مرافقيه في مديرية مودية بمحافظة أبين جنوبي اليمن في ظل توترات تشهدها المحافظات الجنوبية.

وتأتي حادثة إغتيال "السيد" بعد أسبوع، من تعيين قيادة مليشيا المجلس الانتقالي عبد اللطيف السيد بقيادة الحزام الأمني في أبين، وإطلاق حملة ما سمتها "سيوف حوس"، عقب فشل حملة سهام الشرق التي كان يقودها مختار النوبي، ومضى على انطلاقها عام كامل دون تحقيق اي إنجاز.

وخلال العملية قتل الشيخ محمد بن كريد الجعدني حيث يعد أحد وجهاء أبين وكان مؤخرا قد لعب دورًا بارزًا في مبادرة قبلية قادها للإفراج عن اللواء فيصل رجب من سجون الحوثيين.

يشار إلى أن عبد اللطيف السيد في أوائل العام 2011 كان زعيماً لفصيل من تنظيم القاعدة أسقط "جعار"، مركز مديرية "خنفر"، كبرى مدن محافظة أبين، جنوبي البلاد، وأصبح الرجل بعد أن أنشأت الإمارات تشكيلاتها المليشياوية في جنوب اليمن قبل سنوات قائدًا لقوات الحزام الأمني أحد كيانات تلك المليشيات.

وأثارت الحادثة الجدل والرأي العام في الأوساط اليمنية، وسط اتهامات بقرار تصفية العميد السيد مسبقا، وخلافات داخلية في أوساط الإنتقالي، بالتزامن مع شكوك في الحادثة هل وقعت بقصف أم بتفجير عبوات ناسفة.

صراع داخلي

وقال الأكاديمي والخبير في الشؤون العسكرية، الدكتور علي الذهب -في تغريدة على منصة "إكس" تويتر سابقا- صراع داخل الحزام الأمني، التابع للمجلس الانتقالي (انفصالي) في محافظة أبين اليمنية، بعد قيام رئيس المجلس، عيدروس الزبيدي، بإسناد مهمة قيادة حزام أبين إلى عبد اللطيف السيد قبل يومين؛ حيث لقي الأخير حتفه قبل قليل ـ ظهر الخميس ـ".

وأشار إلى أن المئات من عناصر القاعدة استقطبوا إلى الحزام الأمني، ضمن خطة "استتابة " كشف عنها في 2016. مضيفا بالقول "أنا لا أبرئ القاعدة من العملية، ولكن الصراع في الحزام تشترك فيه تيارات تابعة لها".

تصفية مسبقة

الناشط سالم النهدي كتب قائلا : "الانفصاليون قاموا بتعيين إبن أبين عبداللطيف السيد في نفس المنصب الذي يشغله أصلاً قائد حزام أمني أبين بغرض إظهار إنهم غير مناطقيين ويحبّونه ولكن يبدو قرار التصفية الجسدية له قد أُتّخذ حينها واليوم ينعونه رحمة الله عليه راح ضحية مشاريع سياسية بغرض رمي التهمة على خصوم الانفصاليين".

قصف طيران

الناشط جابر محمد ناصر، فقد نشر صورة لبقايا السيارة التي كان يستقلها القيادي في مليشيا الانتقالي عبداللطيف السيد، مشيرا إلى أن اعلام الانتقالي يقول بأن الانفجار سببه عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق الاسفلتي! مضيفا: "من يدقق في الصورة سيعرف أن السيارة تعرضت لضربة طيران وليس تفجير عبوة ناسفة. ثم اي عبوة ناسفة هذه التي يمكن زرعها على طريق اسفلتي او على أحد جوانبه دون ان يلاحظها أحد؟".

وأردف: "الرجل جرى التخلص منه بضربة طيران ولا جدال في ذلك، يتبقى معرفة الجهة المنفذة والتي لن تخرج عن جهتين، إما الولايات المتحدة، او الامارات".

تشييع مبكر يثير تساؤلات

الصحفي عامر الدميني تساءل في منصة "أكس" بالقول: "لماذا بدى الاستعجال واضحا في تشييع عبداللطيف السيد بعد ساعات من مقتله في #أبين. أليس هو قائد عسكري وقتل في مواجهة مسلحة ويستحق جنازة عسكرية، وتشييع رسمي؟"

الناشط عبدالله العولقي كتب على منصة "إكس" معلقا بالقول: "نعتذر.. أكد لي مصدر من ابين ان حطام المدرعة السابقة ليس لحادثة التفجير اليوم، على كل لماذا تم دفن جثمان السيد اليوم دون اي تحقيقات او مراسيم؟"

وأضاف: "دفن جثمان الشهيد عبداللطيف السيد بهذه السرعة يغتال الصباح ويدفن الظهر بدون فحص او تحقيق او تشييع رسمي وحضور قيادات انتقالي امر يثير التساؤل ؟".

أما الناشط أحمد الحاج فقد نشر معلقا على الحادثة بالقول: "زميلي وابن مدينتي جعار، الشهيد عبداللطيف السيد، كان مقاتل شجاع ومتواضع تعرض السيد لأكثر من عملية اغتيال من القاعدة، جسمه كله "مرقع" وجزء اخر معطل، كقائد للحزام أعاد الاستقرار لزنجبار وجعار اليوم يجب اختيار البديل المناسب بلاش "زنط" حتى لا تعود المدينة للفوضى الامنية؛؛!!؟؟".

إشادات ونعي

رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أشاد في برقية عزاء ومواساة الى أسرة العميد عبداللطيف محمد حسين السيّد، قائد قوات الحزام الامني بمحافظة ابين، أشاد بمناقبه وشجاعته في معركة تحرير المحافظات الجنوبية من الحوثيين، ومحاربة التنظيمات الارهابية المتخادمة معها. معربا عن خالص تعازيه وعظيم مواساته لعائلات الشهيد السيد، ومرافقيه، وفق وكالة سبأ الرسمية. 

السفارة الأمريكية لدى اليمن، نشرت في حسابها على منصة "إكس" نعي للعميد السيد قائلة: "بلغنا مقتل قائد قوات الحزام الأمني بمحافظة أبين، عبداللطيف محمد حسين بافقيه (السيد) وعدد من مرافقيه صباح هذا اليوم. وإننا إذ نرفع خالص التعازي بهذا المصاب الجلل لنؤكد استمرار دعم الولايات المتحدة لليمن في مكافحة الإرهاب واجتثاثه".

وزير الدفاع الفريق محسن الداعري نشر بيان نعي على صفحته بموقع "‘إكس" مؤكدا أن  السيد كان "رأس حربة في محاربة التنظيمات الارهابية وملاحقة عناصرها وله ادوار بطولية ومواقف شجاعة، وباستشهاده خسر الوطن وقواته المسلحة قائدا استثنائيا ومقاتلا عنيدا".

ونعى رئيس مجلس الوزراء معين عبدالملك، العميد عبد اللطيف السيد، مشيدا بأدواره في مقارعة الحوثيين، ومواقفه المشهودة في محاربة التنظيمات الإرهابية المتخادمة معها، وقيادته الشجاعة للعمليات العسكرية ضد فلول العناصر الإرهابية في محافظة أبين، مؤكدا ان المعركة الوطنية ضد الإرهاب والانقلاب مستمرة حتى تخليص كامل ارض الوطن من شروره وافعاله الاجرامية.

إدارة أمن محافظة أبين أشادت في بيان نعي بمقتل العميد عبداللطيف السيد قائد الحزام الامني بمحافظة أبين، مشيرا إلى أن "مسيرته مثالاً في الإقدام واستشعار المسؤولية وسمو الهمة وصلابة الإرادة وحسن القيادة فقد كان قائداً صلباً عرفته جبهات وميادين الشرف والبطولة، وسطر اعظم ملاحم وتضحيات البطولات الخالدة".