أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، أن المنظمة فقدت الاتصال مع الجهات التابعة لها داخل مستشفى الشفاء بغزة، وسط أنباء عن تعرض المستشفى لهجمات وحصارها بالدبابات، فيما أعلنت حكومة غزة أن مجمع الشفاء يواجه الموت دون تدخل دولي.
وفي منشور على منصة "إكس"، قال غيبرييسوس ليل السبت/الأحد: "أمر مثير للقلق والخوف الشديد. المنظمة فقدت الاتصال مع مراكزها في مستشفى الشفاء بغزة، وسط أنباء مرعبة عن تعرض المستشفى لهجمات متكررة".
وأضاف: "هناك تقارير تفيد بأن بعض الذين فروا من المستشفى قد تعرضوا لإطلاق النار أو أصيبوا أو قُتلوا، وتشير آخر التقارير إلى أن المستشفى كان محاصرًا بالدبابات".
وأكد أن المنظمة "تشعر بقلق بالغ بشأن سلامة العاملين في مجال الصحة، ومئات المرضى والجرحى، بما في ذلك الأطفال الذين يحتاجون إلى أجهزة دعم الحياة، والنازحين الذين لا يزالون داخل المستشفى".
وأردف: "تدعو منظمة الصحة العالمية مرة أخرى إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة باعتباره السبيل الوحيد لإنقاذ الأرواح والحد من مستويات المعاناة المروعة".
كما "تدعو منظمة الصحة العالمية أيضًا إلى عمليات إجلاء طبي مستدامة ومنظمة وآمنة ودون عوائق للمرضى المصابين بجروح خطيرة. كما يجب أن يحصل جميع الرهائن على الرعاية الطبية المناسبة ويتم إطلاق سراحهم دون قيد أو شرط"، وفق غيبرييسوس.
وفي سياق متصل، قال مكتب منظمة الصحة العالمية الإقليمي لشرق البحر الأبيض المتوسط في سلسلة منشورات على منصة "إكس"، ليل السبت/ الأحد إن موظفيها أبلغوا عن نقص المياه النظيفة بالمستشفى.
وأضافت أن "مخاطر أخرى تتعلق بالوظائف الحيوية المتبقية بالمستشفى، بما في ذلك وحدات العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي والحاضنات، والتي سيتم إغلاقها قريبًا بسبب نقص الوقود، مما يعرض حياة المرضى لخطر مباشر".
وأردفت: "تعرضت وحدة العناية المركزة لأضرار جراء القصف، كما تضررت مناطق المستشفى التي كان تأوي النازحين. وبحسب ما ورد توفي مريض عندما انقطعت الكهرباء عن المستشفى".
ودعا المكتب الإقليمي إلى "استكمال عمليات الإجلاء الطبي المستمرة والمنظمّة والآمنة للمرضى المصابين بجروح خطيرة والمرضى إلى مصر عبر معبر رفح الحدودي".
وفي السياق قال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن المؤسسات الدولية تركت المستشفيات، ومجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، تواجه الموت دون تدخل.
جاء ذلك في تصريح صحفي مكتوب صادر عن المكتب الحكومي، تحت عنوان: "المؤسسات الدولية تركت المستشفيات، ومجمع الشفاء يواجه الموت دون تدخل".
وأضاف المكتب: "ندين ونستنكر تخلي المؤسسات الدولية عن مجمع الشفاء الطبي، وتركه يواجه الموت دون تدخل منهم".
وطالب "منظمات الصليب الأحمر، والصحة العالمية، والأمم المتحدة، وجميع المنظمات الدولية، بالتوجه الفوري والعاجل إلى مجمع الشفاء الطبي، لحمايته من الكارثة التي يتعرض لها".
وحمّل المكتب الحكومي "المجتمع الدولي، وجميع المؤسسات الدولية، المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية، وسلامة جميع الجرحى والنازحين المتواجدين في جميع المستشفيات، وخاصة في مجمع الشفاء الطبي، الذين ينتظرون القتل من قبل جيش الاحتلال مع سابق الإصرار".
ويتعرض مستشفى الشفاء ومحيطه منذ مساء الجمعة، لقصف من جانب الجيش الإسرائيلي بزعم "وجود مقر للمسلحين الفلسطينيين" فيه، وهو ما نفاه المكتب الإعلامي الحكومي في غزة مرارا.
وفي وقت سابق السبت، أعلن مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية، أن "جثث الشهداء متكدسة، وسنحاول دفنهم داخل المستشفى الذي يتعرض ومحيطه لقصف مستمر من الجيش الإسرائيلي".
من جانبها، أعلنت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، السبت، أن "39 طفلا في قسم العناية بمستشفى الشفاء، مهددون بالموت في أي لحظة، جراء انقطاع الأكسجين، تزامنا مع قصف جوي ومدفعي كثيف يتعرض له المستشفى ومحيطه".
ومنذ 36 يوما، يشن الجيش الإسرائيلي حربا جوية وبرية وبحرية على غزة "دمر خلالها أحياء سكنية على رؤوس ساكنيها"، وقتل 11078 فلسطينيا بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنا وأصاب 27490 بجراح مختلفة، بحسب مصادر رسمية، حتى ظهر الجمعة.