عاشت صنعاء في آخر ساعة من مساء أمس وأول دقائق الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، على وقع دوي انفجارات عنيفة إثر غارات مكثفة شنتها مقاتلات أمريكية وبريطانية على أهداف ومواقع تابعة لجماعة الحوثي، بعدد من مناطق العاصمة اليمنية، في الوقت الذي امتدت تلك الضربات إلى محافظات أخرى شمال وغرب ووسط البلاد.
في مشهد ينذر بتصاعد حدة المواجهات بين جماعة الحوثي من جهة وواشنطن ولندن من جهة أخرى، حيث تتدحرج حدة العمليات الهجومية للحوثيين وعمليات القصف من قبل واشنطن ولندن بشكل تصاعدي منذ أول هجوم جوي استهدف صنعاء في الـ 12 من يناير الماضي، ما يجعل مستقبل المواجهات مفتوح على مصراعيه ولا يمكن التنبؤ بتبعاته ومآلاته، بالرغم من ارتباط الهجمات والمواجهات بالحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ الـ 7 من أكتوبر الماضي، غير أن الأحداث الجارية في البحر الأحمر تعد مشهدا فارقا لجماعة الحوثي وخصومها منذ سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014م.
شنت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، الساعات الماضية، غارات جديدة مكثفة على مواقع تابعة لجماعة الحوثي بعدد من المحافظات، حيث تحدث سكان محليون لـ "الموقع بوست"، عن سماع دوي انفجارات عنيفة في صنعاء، في الوقت الذي تحدثت وسائل إعلام الحوثيين بوجود سلسلة غارات على مواقع للجماعة بالعاصمة صنعاء.
وبحسب مصادر مطلعة فإن الغارات بلغت قرابة عشرين غارة في صنعاء وعمران والحديدة وتعز وحجة، في الوقت الذي تركزت تلك الغارات بشكل لافت في صنعاء، حيث شملت مواقع وأهداف متعددة للحوثيين من بينها: جبل عطان وجبل النهدين ومعسكر الصيانة ومحيط التلفزيون ومعسكر خشم البكرة شمال صنعاء.
المصادر أشارت إلى أن الغارات استهدفت مواقع للحوثيين في مديريتي حيفان ومقبنة بمحافظة تعز، وفي جبل "ضين" بمحافظة عمران وفي محافظتي حجة والحديدة غرب البلاد.
وذكرت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، أن الطيران الأمريكي البريطاني شن 3 غارات استهدفت مصنعا للمبيدات الحشرية في حي النهضة بمديرية الثورة، و6 غارات في منطقة عطان و3 غارات منطقة النهدين وغارتين استهدفت جبل عرام في همدان بيت انعم و3 غارات منطقة صرف في بني حشيش وغارتين استهدفتا مزارع الجر بمديرية عبس بمحافظة حجة، وغارتين في منطقة قراضة بمديرية حيفان جنوب تعز، وغارة بمنطقة شمير بمديرية مقبنة غرب تعز.
البنتاغون: استهداف مخازن للأسلحة
وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أن القوات الأمريكية والبريطانية قصفت 18 هدفا للحوثيين في اليمن، فيما نقلت سي إن إن عن مسؤول أمريكي تأكيده أن الضربات في اليمن شملت أهدافا متعددة للحوثيين بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وبحسب المسؤول الأمريكي فإن "الضربات شملت استهداف مراكز قيادة وسيطرة ومواقع رادار ومرافق تخزين أسلحة تحت الأرض".
وقال وزير الدفاع الأمريكي إن قواتنا شنت مع قوات بريطانية ضربات ضد أهداف عسكرية في مناطق يسيطر عليها الحوثيون باليمن، مشيرا إلى أن الضربات تمت بدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا
تعطيل قدرات الحوثيين
وأوضح وزير الدفاع الأمريكي أوستين، أن الضربات هدفت لتعطيل وإضعاف قدرات جماعة الحوثي المدعومة من إيران على شن هجماتهم المتهورة ضد السفن الأمريكية والدولية، لافتا إلى أن "الضربات استهدفت 8 مواقع شملت منشآت تخزين أسلحة وصواريخ وأنظمة جوية ورادارات"
وأكد وزير الدفاع الأمريك أن بلاده لن نتردد في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأرواح وضمان التدفق الحر للتجارة.
وأردف: "سنواصل التوضيح للحوثيين أنهم سيتحملون العواقب إذا لم يوقفوا هجماتهم غير القانونية".
أكبر هجوم عسكري منذ أسبوعين
صحيفة واشنطن بوست نقلت عن مسؤولين أمريكيين القول بأن الضربات هي أكبر عمل عسكري ضد #الحوثيين منذ أسبوعين، و"استهدفت البنية التحتية والأسلحة التي يستخدمها الحوثيون لتنفيذ هجماتهم"
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الأحد، تنفيذ 18 غارة جوية جديدة على مواقع وأهداف لجماعة الحوثي في اليمن، في ظل استمرار الهجمات الحوثية في البحر الأحمر والتي لم تتأثر بفعل تلك الغارات حيث تدعى واشنطن ولندن أنها استهدفت قدرات الحوثيين العسكرية وقللت من تأثيرها غير أن تلك المزاعم تتنافى مع الهجمات المتواصلة في البحر الأحمر وخليج عدن وحققت العديد منها أضرارا في سفن تابعة للملكة المتحدة أو واشنطن.
18 غارة
وقالت المركزية الأمريكية في بيان لها على منصة إكس، إنه و "في 24 فبراير، في حوالي الساعة 11:50 مساءً (بتوقيت صنعاء اليمن)، نفذت قوات القيادة المركزية الأمريكية جنبًا إلى جنب مع القوات المسلحة البريطانية، وبدعم من أستراليا والبحرين وكندا والدنمارك وهولندا ونيوزيلندا، ضربات ضد 18 هدفا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن.
وأضافت: "استهدفت هذه الضربات التي شنها هذا التحالف متعدد الأطراف المناطق التي يستخدمها الحوثيون لمهاجمة السفن التجارية الدولية والسفن البحرية في المنطقة، مشيرة إلى أن هجمات الحوثيين غير القانونية أدت إلى تعطيل المساعدات الإنسانية المتجهة إلى اليمن، وأضرت باقتصادات الشرق الأوسط، وتسببت في أضرار بيئية.
وأوضح البيان أن الأهداف شملت منشآت تخزين أسلحة تابعة للحوثيين تحت الأرض، ومنشآت تخزين الصواريخ، وأنظمة جوية بدون طيار للهجوم أحادي الاتجاه، وأنظمة دفاع جوي، ورادارات، وطائرة هليكوبتر.
ولفتت إلى أن هذه الضربات تهدف إلى "إضعاف قدرة الحوثيين وتعطيل هجماتهم المتهورة وغير القانونية المستمرة على السفن التجارية الدولية والسفن الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن".
وأشارت إلى أن "الهدف من هذا الجهد متعدد الجنسيات هو الدفاع عن أنفسنا وشركائنا وحلفائنا في المنطقة واستعادة حرية الملاحة من خلال تدمير قدرات الحوثيين المستخدمة لتهديد القوات الأمريكية والقوات الشريكة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة".
وقالت بأن "هذه الضربات منفصلة ومتميزة عن إجراءات حرية الملاحة المتعددة الجنسيات التي يتم تنفيذها في إطار عملية Prosperity Guardian ".
هجوم جديد قبالة سواحل جيبوتي
هيئة التجارة البحرية البريطانية، أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، وقوع حادث قبالة سواحل جيبوتي، في ظل تصعيد وتوتر تشهده المنطقة بفعل الهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وقالت البحرية البريطانية في بيان لها على منصة إكس بأنها تلقت تقريرا عن وقوع حادث على بعد 70 ميلا بحريا شرق ميناء جيبوتي.
وأشارت إلى أنها تقوم بالتحقيق، في الوقت الذي نصحت السفن بالعبور بحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه إلى UKMTO.
استهداف سفينة بخليج عدن
وفي وقت لاحق، من إعلان البحرية البريطانية عن وقوع هجوم جديد قبالة سواحل جيبوتي، أعلنت جماعة الحوثي، استهداف سفينة نفط أمريكية في خليج عدن، بعد وقت قصير من شن مقاتلات أمريكية وبريطانية 18 غارة على مواقع وأهداف للحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات.
وقال الناطق العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع في بيان له على منصة إكس، بأن جماعته نفذت "عملية عسكرية استهدفتْ من خلالِها سفينةَ نفطية " TORM THOR" الأمريكيةَ في خليجِ عدن بعددٍ من الصواريخِ البحرية.
وأضاف بأن سلاحُ الجوِّ المسير التابع للجماعة قام باستهدافِ عددٍ من السفنِ الأمريكيةِ الحربيةِ في البحرِ الأحمرِ بعددٍ من الطائراتِ المسيرة.
وأكد أن جماعته "ستواجه التصعيدَ الأمريكيَّ البريطانيَّ بالمزيدِ منَ العملياتِ العسكريةِ النوعيةِ ضدَّ كافةِ الأهدافِ المعاديةِ في البحرينِ الأحمرِ والعربيِ".