تستضيف منصة تيك توك العشرات من مقاطع الفيديو التي تمجد عنف مرتزقة مجموعة فاغنر الروسية، وشُوهدت هذه المقاطع مليارات المرات، بحسب تقرير إخباري جديد.
وأرسلت مجموعة فاغنر مرتزقة لأوكرانيا بأعداد كبيرة.
وقالت "نيوزغارد"، التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها والتي تركز على التضليل عبر الإنترنت، إن بعض الفيديوهات تظهر إعدام مرتزق روسي سابق.
وقالت المنصة إنها ستتخذ إجراءا ضد أي محتوى يخرق سياساتها.
وذكرت "نيوزغارد" أنها حددت 160 مقطع فيديو، على المنصة التي تبث فيديوهات قصيرة، "تلمح إلى، أو تظهر، أو تمجد أعمال العنف" لمجموعة فاغنر، التي أسسها يفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين.
وأظهر 14 فيديو منها صورا جزئية أوكاملة لعملية لقتل واضحة للمرتزق السابق الروسي يفجيني نوزين، وهي التي لاقت تفاعلا عاليا خلال أيام بعد وضعها على المنصة الشهر الماضي، بحسب "نيوزغارد".
وقال محللون إن فيديو واحدا لعملية القتل شوهد 900 ألف مر على الأقل، قبل أن يُزال.
ومنصة توك توك مملوكة من شركة "بايت دانس" الموجودة في الصين.
كان نوزين يقضي عقوبة بالسجن بتهمة القتل لكنه وصف كيف جندته مجموعة فاغنر ثم أسره الجيش الأوكراني. وقال للصحفيين الأوكرانيين إنه غير موقفه طواعية وشجب مجموعة المرتزقة.
ويُعتقد أنه كان وقتها جزءًا من عملية تبادل الأسرى وفي غضون أيام، نُشر مقطع فيديو بشع يتضمن ضربه بمطرقة ثقيلة على قناة مرتبطة بفاغنر على تطبيق المراسلة تيليغرام.
وتوصلت "نيوزغارد" إلى أن خوارزميات تيك توك دفعت المستخدمين إلى محتوى مجموعة فاغنر العنيف.
فعندما بحث أحد المحللين عن مصطلح "فاغنر" اقترح شريط بحث تيك توك البحث عن "تنفيذ فاغنر" و "مطرقة فاغنر".
وأسفر البحث نفسه باللغة الروسية عن اقتراحات "مطرقة فاغنر" و "أوركسترا فاغنر". وتشير مجموعة فاغنر إلى مقاتليها بـ "الموسيقيين".
ووجدت "نيوزغارد" أيضا أنه يمكن العثور على مقاطع فيديو على تيك توك تُظهر جريمة قتل أخرى لفاغنر تورط فيها أحد الفارين من الجيش في سوريا في عام 2017 وقد وصلت إلى ملايين المستخدمين.
وقالت مجموعة التحليل على الإنترنت إنها حددت أيضا مقاطع فيديو موسيقية أخرى على المنصة تدعو إلى العنف ضد الأوكرانيين، بما في ذلك دعوات لقتل الأوكرانيين بزعم أنهم "نازيون".
وردا على التقرير، قال متحدث باسم تيك توك إنه "لا يوجد مكان للمحتوى البغيض أو العنيف على منصتنا".
ولم تعد العديد من مقاطع الفيديو التي حددتها "نيوزغارد" متاحة على المنصة بحلول يوم الخميس.
وأضاف المتحدث: "تحدد إرشادات المجتمع الخاصة بنا بوضوح أننا لا نسمح للأشخاص باستخدام منصتنا للتهديد أو التحريض على العنف، أو مشاركة الهجمات أو الإهانات على أساس جنسية الأشخاص أو الخصائص المحمية الأخرى. سنتخذ إجراءا بشأن المحتوى الذي يتبين أنه ينتهك هذه السياسات".
وبدأت فاغنر كمجموعة مرتزقة روسية غامضة، وفي عام 2014 توجهت إلى شرق أوكرانيا لمساعدة القوات الروسية بالوكالة على طرد الجيش الأوكراني.
كما نشطت في سوريا والعديد من الدول الأفريقية، واتُهمت مرارا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. ودعا البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي إلى إضافتها إلى قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية.
ولسنوات، نفى يفغيني بريغوجين أن تكون له أي علاقة بفاغنر، حتى سبتمبر(أيلول) عندما اعترف أخيرا بتأسيس المجموعة.
وعُرف ذات مرة باسم "طاهي بوتين" بسبب ثروته من تجارة الأطعمة، وظهر في مقاطع فيديو حديثة يجند سجناء في السجون الروسية للحرب في أوكرانيا.
لم تعرف عائلة يفغيني نوزين شيئا عن تجنيده للحرب، على الرغم من أنه أخبر الصحفيين الأوكرانيين قبل وفاته أنه ومجندين آخرين حندوا في السجن كانوا مجرد "وقود للحرب".