ناقش التلفزيون الحكومي الإيطالي "RAI 3" الصحفيين الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة، من خلال مصوّر وكالة الأناضول منتصر الصواف الذي توفي في الغارة الجوية مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وأوضح التلفزيون الإيطالي في برنامج "TG3" الإخباري، أن أكثر من 50 صحفيا لقوا مصرعهم في الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وبثت القناة مقتطفات من حوار أجرته مع مراسل الأناضول في القدس أنس جانلي وخبرا أعدته مراسلتها في المنطقة لوسيا جوراتشي.
وجاء في الخبر المذكور للمراسلة جوراتشي، أن منتصر الصواف الذي كان يعمل لدى وكالة الأناضول فقد حياته في أول هجوم بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في غزة.
وقال مراسل الأناضول أنس جانلي خلال مداخلته في البرنامج: "كنا نعمل معه عن كثب، كان يهرع إلى كل مكان تقريبًا على دراجته ويعمل بجهد كبير، لقد أصيب في هجوم وكانت إحدى عينيه مغلقة. وسألني ذات مرة، هل تعرف ماذا يعني أن يكون للمصور عين واحدة؟".
وأضاف جانلي: "خلال إحدى محادثاته الأخيرة مع الصواف كان يتابع إطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، سألني عن وقف إطلاق النار. لم أرغب في الكذب عليه. قلت له إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن سيأتي غدًا. قال لي هل تصدق أنه سيتمكن من إيقاف الحرب؟ لكنني لم أستطع أن أعطيه الأمل".
كما تطرق الخبر الذي بُث في البرنامج إلى الصحفي الفلسطيني رشدي السراج الذي فقد حياته نتيجة غارة جوية في 22 أكتوبر، والذي كان يعمل غالبا مع الصحافة الفرنسية.
وأوضح الخبر أن السراج كان يحاول نقل مجريات الأحداث في غزة بطريقة مختلفة.
وتخطى عدد قتلى الصحفيين جراء الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في أقل من شهرين، حصيلة قتلاهم خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945) التي راح ضحيتها عشرات الملايين وتوصف بالحرب الأكثر دموية في التاريخ الحديث، بحسب إحصاء مؤسسات معنية رصدته الأناضول.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، ارتفع عدد الصحفيين القتلى جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع إلى 73، منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث أن صحفيا واحدا على الأقل قتل على أيدي القوات الإسرائيلية كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية الحرب.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة "العدوان" الإسرائيلي على القطاع، إلى 16 ألفا و248 قتيلا، وأكثر من 43 ألفا و616 جريحا.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت دمارا هائلا في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة" إلى جانب القتلى، وفقا لمصادر فلسطينية وأممية.
