[ سقط مئات الضحايا من المدنيين ما بين قتيل وبتر أطراف نتيجة ألغام الحوثيين ]
تواصل حقول الألغام حصد أرواح المواطنين في مدينة تعز، على وجه الخصوص، واليمن عموما، وسط تجاهل وصمت دوليين، رغم كون استخدام الألغام في النزاعات جرائم حرب.
وتشير إحصائيات محلية بسقوط مئات الضحايا من المدنيين بين قتل وبتر أطراف، ولا يزال الرقم في تصاعد نظرا لتوسع الحرب في مناطق آهلة بالسكان.
وكان الحوثيون والمخلوع قد انتهجوا، ومنذ بداية الحرب، زرع حقول الألغام في مناطق التماس لإعاقة تقدم القوات الحكومية، خصوصا بعد تحرير المحافظات الجنوبية بوتيرة متسارعة.
وتشهد أرياف تعز الغربية معارك ضارية، شهدت هي الأخرى زرع آلاف الألغام، راح ضحيتها مواطنون معظمهم نازحون من مناطق النار.
كان آخر هذه الحوادث انفجار لغم أرضي بإحدى الحافلات التي كانت تقل نازحين من منطقة العفيرة بمديرية جبل حبشي إلي مديرية المعافر، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة من كانوا في الحافلة، أبرزهم الطفل عمار ناجي مقبل عبدالله، الذي بترت قدمه.
الفرق الهندسية التابعة للقوات الحكومية، من جهتها، انتزعت آلاف الألغام الأرضية من المناطق التي تم تحريرها من قبضة المليشيات في مختلف مناطق الجمهورية، في عمليات محفوفة بالمخاطر.
جرائم حرب ضد الإنسانية
تعد زراعة الألغام من الجرائم ضد الإنسانية طويلة الأمد، إذ يترتب عليها معاناة مستمرة تطال الأجيال المتعاقبة، وتلحق بالأشخاص عاهات مستديمة.
وتحتاج بلاد ما للتخلص من حقول الألغام لأعوام طويلة، نظرا لعدم وجود خرائط توضح أماكن تواجدها، الأمر الذي يجعل بعض تلك البلدان تكتفي بتحييد تلك المناطق كمصادر خطر، ولا تستطيع الاستفادة منها.
في الغالب، يتم زراعة الألغام من دول غازية معادية، ومن النادر جدا أن تزرع الألغام في الحروب الأهلية، أي بين أبناء البلد الواحد، كون الجميع سيطاله خطرها.
الجيش الوطني ينتزع آلاف الألغام
"تبذل الفرق الهندسية للجيش الوطني جهودا جبارة في نزع الألغام وتفكيك العبوات الناسفة التي زرعتها المليشيات الانقلابية بمختلف المناطق التي مرت منها هذه المليشيات".
وقال رئيس الجمعية الوطنية للتوعية بمخاطر الالغام (وعي)، العامري سعيد: "في مأرب مثلا، 42 منطقة ملوثة بالألغام، بما فيها المناطق السكنية والزراعية ومناطق الرعي وأماكن استخراج الأحجار، فضلا عن الطرقات العامة ومداخل القرى ومجاري انحدار السيول".
وأضاف العامري في حديث لـ"لموقع بوست": "لقد تمكنت فرق الهندسة من نزع أكثر من 15000 (خمسة عشر ألف لغم متنوع) خلال العامين 2015/2016، من المناطق التي يتم فيها دحر المليشيات الانقلابية وانسحابهم منها".
واستطرد: "لقد استطاعت الفرق الهندسية وبمشاركة خبراء المتفجرات من قوات التحالف من تدمير وإتلاف 9000 (لغم متنوع ومتفجرات) خلال العام 2016 وحتى منتصف شهر أبريل 2017".
المركز الإنساني للحقوق والتنمية
بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا الألغام، أقام المركز الإنساني للحقوق والتنمية - تعز الثلاثاء الماضي مؤتمرا صحفيا استعرض من خلاله تقرير بضحايا الألغام في اليمن على مستوى إحدى عشر محافظة يمنية.
ودعا المؤتمر الحكومة الشرعية وهيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لحمل مسؤولياتها تجاه هذه الكارثة.
وتم استعراض فيديو ريبورتاج استعرض صورا لحالات القتل والإصابات والأضرار التي خلفتها الألغام التي زرعتها مليشيات الحوثي والمخلوع في المناطق الآهلة على مستوى الجمهورية.
خبير الألغام عميد ركن م. طاهر حميد استعرض شرحا مفصلا حول أنواع الألغام ومخاطرها، وتأثيرها على الحاضر والمستقبل.
من جهته، استعرض رئيس قسم الأطراف الصناعية بمستشفى الثورة د. منصور الوازعي أوضاع ضحايا الألغام وأكد على ضرورة إيلاء الددعم اللازم لقسم الأطراف الصناعية بالمستشفى، كون الضحايا في تزايد.