[ محافظ حضرموت ]
تباينت مواقف قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت بين القبول والرفض لإعلان المجلس الانتقالي للمحافظات الجنوبية، الذي أعلنه محافظ عدن المقال عيدروس الزبيدي.
وأدى ذلك التباين إلى أزمة صامتة في حضرموت بين قطبي السلطة المحلية، ممثلا بالمحافظ، والوكيل الأول للمحافظة.
ففي حين أعلن محافظ حضرموت اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك في بيان له تأييده للمجلس السياسي في المحافظات الجنوبية، اعتبر وكيل أول محافظة حضرموت رئيس حلف حضرموت ورئيس مؤتمر حضرموت الجامع عمرو علي بن حبريش أن موقف اللواء أحمد بن بريك من ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي "لا يمثل حضرموت على الإطلاق".
وأرجع حبريش ذلك الموقف إلى ما عكسه مؤتمر حضرموت الجامع من مواقف انطلاقًا من الشورى في الأمر، ووقوفها مع الشرعية الدستورية، ممثلة برئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ومخرجات الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وبناء اليمن الاتحادي.
واعتبر ناشطون أن موقف بن حبريش هو ما تحدث عنه محافظ حضرموت، بأنه يخشى تعرضه للطعن من الخلف، وذلك في بيان التأييد الذي أصدره وأيد فيه مجلس عدن.
بن بريك لن يعود
وحول هذه التباينات يقول الناشط سعيد النهدي إن بن بريك يقف بوضوح ضد مخرجات المؤتمر الجامع من يوم إعلان المخرجات عبر خطابه في افتتاح المؤتمر، والذي قال فيه "نحن مع الشرعية ونطالب بإقليم حضرموت".
ولفت النهدي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- إلى أن بن بريك راح و انتهى ولن يعود لحكم المحافظة بسبب خطاباته المتناقضة.
بن بريك يرضي كل الأطراف
الاعلامي والمدير العام الأسبق لإذاعة سيئون بمحافظة حضرموت أحمد محفوظ بن زيدان قال إن مواقف محافظ حضرموت شخصية ومتباينة، ووضع نفسه بعيدا عن الإجماع العام لأبناء حضرموت.
وأضاف "بالنظر للمساندة الواسعة للشرعية الدستورية، والمرجعيات الثلاث الرئيسية، وتأييد مخرجات مؤتمر حضرموت الجامع، والتي تحظى بغالبية أبنائها، فانه يلاحظ خروج المحافظ عنها، وسعيه نحو إرضاء كل الأطراف، ولو بالمغالطات والتناقضات بمواقفه المعلنة".
واعتبر بن زيدان -في تصريح لـ"لموقع بوست"- موقف الشيخ عمرو بن حبريش ينسجم مع نهج الشرعية ومخرجات المؤتمر الجامع تجاه المجلس الانتقالي الجنوبي.
ويتحدث بن زيدان عن موقف تكتيك وإتفاق سري، قال بانة يملس حيثياته على الواقع.
ويرى ان هناك تحالف بين الرئيس هادي والزبيدي كورقة ضغط وإنذار أخير لتحالف الحوثي والمخلوع والتي وصفها بالقوى الانقلابية، إضافة الى حزب التجميع اليمني للإصلاح، الذي قال بإن هناك شكوك بدوره الفاعل والحاسم بجبهات المواجهة الرئيسية.
ويرى بن زيدان أن هناك تحالف سري بين قيادة حزب الإصلاح والفريق الأحمر مع الرئيس المخلوع صالح للحفاظ على مصالحهم الخاصة بالسلطة والثروة، بينما أعينهم على محافظة حضرموت التي وصفها بالبقرة الحلوب.
ويضيف: الثوابت الوطنية هي التي تجمعنا وتفصل بيننا بممارسات العلن، وكذلك المنفذ الفعلي، ويطالب بالاحتكام لصناديق الانتخابات، كمعبر عن إرادة الشعوب تجاه القضايا المصيرية.
تسريبات الإقالة
وتوقع الناشط سعيد النهدي إقالة المحافظ بن بريك خلال الأيام القادمة لموقفه المتعارض مع القيادة السياسية.
وفسر النهدي تصريح بن بريك بأنه "غدر من الذين كنا نثق فيهم"، يقصد به القيادة السياسية في حضرموت، وأرجع تلك التباينات إلى وجود اختلاف بين الرجلين منذ فترة بعيدة وليس وليد اليوم.
ظهور التباين للعلن
ورصد ناشطون قراءة إذاعة سيئون في نشرتها الرئيسية أمس السبت خبر تأييد المحافظ بن بريك للمجلس الانتقالي نقلا عن صفحة المحافظ على الفيسبوك، في حين تجاهلت الإذاعة خبر رفض الوكيل عمرو بن حبريش الذي نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ".
وتساءل ناشطون في حضرموت "هل أصبحت الصفحات الشخصية مصدرا للحصول على الأخبار لإذاعة حكومية بدلا عن وكالة الأنباء الحكومية الرسمية؟".