في تعز.. مقاتلون دفنوا مع رواتبهم.. توفيق الشميري مثالا
- تعز - حمزة أمين السبت, 09 نوفمبر, 2019 - 09:08 صباحاً
في تعز.. مقاتلون دفنوا مع رواتبهم.. توفيق الشميري مثالا

[ في تعز .. مقاتلون دفنوا مع رواتبهم .. توفيق الشميري مثالا ]

تمر الذكرى الثالثة لرحيل الجندي المحامي توفيق الشميري، ومعها تمر أسرته بوضع مؤسف وحزن عميق.

 

كان توفيق من طليعة الجنود الذين أعلنوا ولائهم لـ"الشرعية" وقاتلوا في صفوفها متنقلا بين جبهات مدينة تعز شرقا وغربا حتى قتل على أيدي جماعة الحوثي في نوفمبر 2016.

 

يتحدث حاشد الشميري (شقيق توفيق) لـ"الموقع بوست" عن ذكريات اللحظة الأولى لانضمام شقيقه للقتال دفاعا عن المدينة التي تعرضت لغزو من جماعة الحوثي وحليفها الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

 

 

يقول: "أتذكر أنني كنت حاولت عليه أن لا يقاتل، إلا أنه أصر على الدفاع عن تعز ونحن تحمسنا معه وقلنا فعلا من أجل تعز وأرضنا نخرج للدفاع عنها، ومع ذلك لم نكن نتوقع بهذا المصير وبهذا الذي سيكون، بل لم نكن نتوقع أن المسئولين أو قيادات الجيش الذين عمل توفيق في صفوفهم سيتعاملون معنا بهذه الصورة ومع أسرته وأن لا أحدا يسأل أو يعير أسرته أهمية خصوصا وأن الجميع يعرفون عن الماسأة وعن توقف راتبه".

 

انطلق "توفيق" مدافعا عن تعز، واشتهر أكثر بظهوره مع بناته مرددا أغاني وأناشيد وطنية في مجموعة فيديوهات لقيت رواجا واسعا في وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهى به الأمر قتيلا في الميدان وهو يدافع عن المدينة التي تطوع للدفاع عنها.

 

 

عقب مقتله توقف الراتب الشهري الذي كان يتسلمه، وأصبحت عائلته بلا عائل، وكان نصيبها الإهمال والنسيان، ولم تشفع لها التضحيات في استمرار الراتب رغم ضآلته.

 

يروي شقيقه حاشد الشميري تفاصيل توقف راتب شقيقيه الجندي المحامي توفيق الشميري الذي قتل في منطقة ثعبات في نوفمبر 2016 أثناء التصدي لهجمات مليشيات الحوثي الانقلابية.

 

ويتابع حاشد: "قبل عامين تفاجأنا بتوقف صرف راتب شقيقي وسقوط اسمه من كشوفات الراتب، بحجة الازدواج الوظيفي، ذهبنا إلى قيادة اللواء 22 ميكا حيث أبلغونا بدورهم بمتابعة قيادة محور تعز، بعدها قالوا لنا إن سبب التوقف، هو الازدواج الوظيفي على الرغم من تنازل أخي عن وظيفته الجديدة في حين نزولها قبل تسعة أعوام".

 

 

ومن أجل معالجة ذلك، يقول حاشد: "قمنا بعمل تنازل آخر من قبل الورثة وقدمنها لقيادة المحور والدائرة المالية في المنطقة العسكرية الرابعة لكن دون جدوى وتنصل المعنيون من وضع المعالجات وإطلاق رواتب شقيقي، مر عامان منذ توقف الراتب واتسعت رقعة معاناة الأسرة وذهبت مناشداتهم في مهب الريح".

 

ويقول حاشد: "انضم أخي للسلك العسكري إبان حرب 1994 واستمر فيه برتبته العسكرية مساعد أول، حتى اندلاع ثورة الشباب السلمية11 فبراير لينضم إلى صفوفها فكان ناشطا ثائرا يصول ويجول في محطاتها بما توفر له من إمكانيات حتى اندلاع المقاومة الشعبية المسلحة في تعز ليخرج حاملا بندقيته برفقة ثلة من زملائه العسكريين مدافعا عن الثورة".

 

 

بحسب هذا الشقيق، أصيب توفيق في قدمه اليسرى إلا أن إصابته لم تكن عائقا في استكمال مسيرة النضال والتضحية انتصارا للقضية التي لطالما آمن بها بعد توقيع المبادرة الخليجية كان أخي ممن وظفتهم الدولة بعد العام 2011 وحتى لا تزدوج الوظيفتان العسكرية والمدنية وقع تنازلا رسميا عن وظيفته الجديدة واستكمل إجراءاتها ليستمر في مزاولة عمله في السلك العسكري في اللواء 22 ميكا حتى انقلاب جماعة الحوثي على الدولة في العام 2015.

 

بنبرة ألم وحزن تقول والدة الشهيد فاطمة محمد، إن أسرة توفيق المكونة من زوجة وثلاثة أطفال تواجه جوعا وألما وحرمان خصوصا بعد انقطاع راتبه، وقد كان هو العائل الوحيد لهم، والمشكلة أنها لم نعرف سبب توقف راتبه.

 

 


التعليقات