ما دلالات زيارة المبعوث الأممي إلى مأرب؟ (تقرير)
- خاص السبت, 07 مارس, 2020 - 07:46 مساءً
ما دلالات زيارة المبعوث الأممي إلى مأرب؟ (تقرير)

[ زيارة المبعوث الأممي إلى مأرب.. هل هي ضوء أخضر للحوثيين لاجتياح المحافظة؟ ]

وصل المبعوث الأممي الخاص مارتن غريفيث إلى محافظة مأرب، التي استقبله فيها المحافظ سلطان العرادة، في الوقت الذي يزداد فيه الوضع توترا بعد توسع الحوثيين في الجوف.

 

خلال لقاء الرجلين، أكد المحافظ العرادة على أهمية وجود سلام حقيقي في اليمن، قائلا: "لا يشرفنا ولا يشرف المبعوث الأممي أن نكون مع سلام كاذب".

 

أما غريفيث فحذر في تصريحاته من خطورة المنعطف الحرج الذي تمر به اليمن، قائلا إنه إما أن يتم اسئناف العملية السياسية أو الانزلاق مرة أخرى إلى صراع كبير.

 

بحسب غريفيث فإن السعي نحو تحقيق مكاسب في السيطرة على الأراضي هي غير ذات جدوى لأن تلك الحرب لا يمكن كسبها عسكريًا، مؤكدا أن لا بديل للتسوية السياسية.

 

وبدا طلب غريفيث الوقف الفوري للأنشطة العسكرية غريبا بعض الشيء، إذ إن دعوته هذه جاءت بعد أن أسقط الحوثيون مركز محافظة الجوف وتوسعهم شرقي صنعاء.

 

 من جهته اعتبر ناطق الحوثيين محمد عبد السلام دعوات غريفيث للسلام بأنها مجزأة، وتهدف إلى إطالة أمد الحرب، داعيا المبعوث الأممي للنأي بنفسه عما اسماه الأجندة المشبوهة.

 

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن بحث أمس الجمعة (6 مارس/آذار) في العاصمة السعودية الرياض، مع رئيس الوزراء معين عبد الملك، جهود التهدئة وخفض التصعيد العسكري.

 

في حين شهدت الأيام الماضية اجتماعات رفيعة المستوى لمسؤولين في السلطة اليمنية، لتدارس الوضع عقب إسقاط الجوف، ورغبة الحوثيين بالتوجه نحو مأرب والتهديد باجتياح محافظات شرقية وجنوبية.

 

ضغوط وابتزاز

 

عن دلالة تلك الزيارة في هذا الوقت الحساس، يقول المحلل السياسي ياسين التميمي إن مهمة غريفيث تتصل بممارسة الابتزاز والضغط، أكثر من كونها تعبر عن نوايا حسنة لاستئناف العملية السياسية بين السلطة والحوثيين.

 

وأفاد في تصريحه لـ"الموقع بوست" بأن الزيارة الاستثنائية جاءت في توقيت حساس، تتعرض فيه السلطة الشرعية لضغط عسكري وسياسي من جانب التحالف العربي والحوثيين، في ظل تخادم بين الطرفين لم يعد خافيا.

 

ووفقا للتميمي فإن غريفيث بزيارته تلك يظهر كما لو أنه يقول للحكومة قدموا مزيدا من التنازلات سريعا، قبل أن تصبح مأرب ساحة للمعركة.

 

كما انتقد دعوة غريفيث الحكومة للسلام الفوري، بدلا من توجيه ذلك الحديث للحوثيين الذين يمارسون الضغط العسكري على السلطة.

 

ولم يستبعد المحلل السياسي التميمي أن تكون زيارة زيارة غريفيث مرتبة مع الرياض، كإسقاط واجب، ليقولوا لاحقا بأنهم عرضوا على الشرعية الذهاب للسلام لكنها رفضت، وبالتالي ذهبت السلطة والحوثيين للصراع المسلح، وهي نتائج حدثت في ظل خذلان التحالف.

 

وخلص بالقول إنه لا يمكن للزيارة أن تحسم لصالح الشرعية، فهي محسومة لصالح الحوثيين، وبذلك تكتمل المؤامرة السياسية والعسكرية التي حدثت.

 

خيار واحد

 

وأمام التحديات التي تواجه الحكومة، يرى الباحث في الشؤون السياسية عدنان هاشم أن أمامها خيار واحد وهو الانتصار واستعادة الجوف، أو أن مصيرها سيكون سيئاً أمام المجتمع الدولي وشعبها الذي يدعمها كما هو على الأرض.

 

وأكد لـ"الموقع بوست" أنه إذا كانت الحكومة ضعيفة، فلن يكون أمامها إلا الاستجابة للضغوطات، وهي في الأساس استجابة لتحركات الحوثيين على الأرض وتوسيع مناطق سيطرتهم.

 

وبحسب هاشم فالحلول الخارجية للحكومة معدومة، ولا حل إلا المواجهة، أو ستذهب إلى المشاورات المتوقعة بموقف ضعيف للغاية، ويتعاظم ضعفها مع الحالة السياسية السيئة التي تعيشها المناطق الخاضعة لسيطرتها.

 

يُذكر أن هناك الآلاف من النازحين في مأرب، التي قدم لها المواطنون طوال سنوات الحرب، بحثا عن الأمان والاستقرار بعد تشريد الحوثيين لهم من مدنهم.


التعليقات