"كورونا" في اليمن... خوف وهلع وتعطيل للتعليم وإغلاق المنافذ (تقرير)
- خاص الأحد, 15 مارس, 2020 - 09:43 مساءً

[ تفشي كورونا في اليمن سيكون كارثة إضافية ]

لا تزال اليمن خالية من فيروس "كورونا" المستجد، الذي أكدت مرارا منظمة الصحة العالمية عدم وصوله بلادنا، برغم إعلانها أنه وباء عالمي.

 

وزارة الصحة اليمنية هي أيضا أكدت خلو اليمن من فيروس كورونا، خاصة مع ظهور كثير من الإشاعات تتحدث عن وجود إصابات هنا وهناك، وهو ما لم يتم تأكيده رسميا.

 

ومنذ اندلاع الحرب في اليمن، تم إغلاق أكثر المطارات، وبقي البعض منها يعمل في رحلات جوية محدودة، وقل بذلك عدد زائري البلاد مقارنة بما كان الوضع عليه قبل 2015.

 

مخاوف

 

برغم تأكيد كثير من الجهات على خلو اليمن من كورونا، إلا أن استمرار وجود رحلات بين بلادنا ومصر وحتى السعودية إلى وقت قريب، جعل كثير من المواطنين يشعرون بالخوف من إمكانية وجود حالات مصابة بالفيروس.

 

ومع زيادة انتشار الوباء في كثير من الدول، بينها حدودية مع اليمن كالسعودية وسلطنة عمان، وعدم القدرة على احتواء الفيروس، بدأ مواطنون في البلاد بينهم محمد ناجي الشرعبي بشراء المواد الغذائية المختلفة وتخزينها في البيت.

 

وبرر ذلك لـ"الموقع بوست" بأنه وغيره من المواطنين يشعرون بالخوف من إمكانية انتشار الوباء في اليمن، ما يعني ارتفاع أسعار المواد الغذائية المختلفة، فضلا عن صعوبة الخروج من المنزل في حال تم تأكيد وجود إصابات بالفيروس.

 

من الواقع

 

بدأ قليل من المواطنين في اليمن بارتداء الكمامات الطبيبة في الأماكن العامة خوفا على حياتهم، إلا أن نسبة كبيرة من اليمنيين لا يبدون متفاعلين مع الوباء وهم مستمرون في التجمعات في الأسواق والمنازل، والأكل من الشوارع.

 

ويقول علاء المقطري إنه يضطر لارتداء الكمامات لخروجه من المنزل يوميا لتوفير متطلبات أسرته، والذهاب إلى عمله.

 

وذكر لـ"الموقع بوست" أن ارتداءه الكمامات يجعل الناس المحيطون به يحدقون به باستغراب، مؤكدا أن ذلك يجعل خوفه يتزايد لتعامل المواطنين باستهتار مع كثير من الأوبئة التي تنتشر بينها كورونا.

 

وشهدت أسعار المعقمات الطبية والكمامات ارتفاعا كبيرا، ولم تتوفر في بعض الصيدليات، ولوحظ وجود طلب كبير عليها من قِبل التجار عبر مجموعات التسويق في مواقع التواصل الاجتماعي.

 

إجراءات

 

الحكومة اليمنية وجهت مؤخرا باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا، والتأكد من سلامة القادمين في المنافذ المختلفة.

 

وقررت اليمن رسميا تعليق كل الرحلات الجوية من وإلى المطارات في المحافظات الخاضعة لسيطرتها لمدى أسبوعين، على أن يتم استثناء الرحلات المخصصة لأغراض إنسانية.

 

كما تم إغلاق المنافذ البرية باستثناء حركة الشحن التجارب والإغاثي والإنساني، وتعزيز الرقابة في الموانئ الحبرية، وتخصيص مليار ريال كموازنة طارئة لدعم قدرات القطاع الصحي لمواجهة الوباء.

 

وفي تصريحات صحفية لوكيل وزارة الصحة ورئيس اللجنة الطبية لمجابهة فيروس كورونا، الدكتور علي الوليدي، فإن الوزارة جهزت غرفا ومحاجر صحية في مطاري عدن الدولي والريان، والمنافذ البرية والبحرية.

 

من جانبها أقرت جماعة الحوثي إغلاق مطار صنعاء أمام رحلات الأمم المتحدة لمدة أسبوعين كإجراء احترازي من تفشي الوباء. وأعلنت تطبيق الحجر الصحي المنزلي لمدة 14 يوما على كل القادمين من الدول التي يوجد بها الفيروس.

 

وأوقفت جماعة الحوثي الدراسة في صنعاء، على أن يتم تقديم اختبارات الفصل الدراسي الثاني عن موعدها، كإجراء احترازي.

 

من جهتها قامت الحكومة بتعليق الدراسة في جميع المدارس لمدة أسبوع.

 

أما في تعز، فأكد مدير مكتب صحة المحافظة عبد الرحيم السامعي، أنه يتم تسجيل معلومات حول الوافدين وأماكن سكنهم، للبقاء على اتصال معهم خلال فترة حضانة الفيروس، موضحا أنه وتم تحديد مركزين للحجر الصحي هما مركز الأمومة والطفولة في مديرية ذباب في باب المندب، ومركز الضباب.

 

وأفتى الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بجواز إيقاف إقامة صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في أي بلد يتفشى فيه وباء كورونا وأصبح يشكل مصدر خوف حقيقي بناء على التقارير الطبية الموثوقة.

 

كورونا.. الأعراض والوقاية

 

أما كورونا المعروف أيضا بـ"كوفيد 19" فهو وباء فيروسي، يصيب الجهاز التنفسي، ولا يوجد له لقاح حتى الآن وفق منظمة الصحة العالمية، ويتم علاج أعراضه فقط.

 

وبلغت عدد حالات الإصابة بكورونا حول العالم حتى اليوم 157979 حالة، أما الوفيات فعددها 6038، والحالات التي استردت صحتها هي 67003.

 

وتحث المنظمة على ضرورة غسل اليدين جيدا، وتغطية الفم والأنف عند العطس أو السعال، وغسل اليدين لمنع انتشار الفيروس، وتجنب ملامسة الأسطح ولمس العين والأنف والفم إذ أن كورونا يعيش على تلك الأسطح ساعات، إضافة إلى ضرورة الابتعاد عن المصاب، وتجنب أماكن الازدحام.

 

وبحسب المنظمة فإن الفيروس ينتقل من الحيوان إلى الإنسان، وبين الأشخاص ينتقل في حال المخالطة للمصاب عن قرب، وعدم اتخاذ تدابير النظافة الصارمة.

 

وتنصح المنظمة في حال خالط أحدهم مريضا مصابا بالفيروس، بالحصول على الرعاية الصحية لمراقبة الحالة والكشف عن الإصابة.

 

ومن ضمن الأعراض الشائعة للمرض التي غالبا ما تبدأ بالظهور خلال خمسة أيام، هي الحمى والسعال الجاف، وضيق التنفس، ومن مضاعفاته ويؤدي في الحالات الشديدة إلى التهاب رئوي حاد، وقصور في وظائف بعض أعضاء الجسم كالكلى.

 

ويشهد الوضع الصحي في اليمن ترديا واضحا، منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمس سنوات، بسبب تضرر البنية التحتية واستمرار المأساة.


التعليقات