حزب المؤتمر وأحداث الجنوب .. هل يكون حصان طروادة لتمزيق اليمن؟ (تقرير)
- خاص الثلاثاء, 23 يونيو, 2020 - 05:39 مساءً
حزب المؤتمر وأحداث الجنوب .. هل يكون حصان طروادة لتمزيق اليمن؟ (تقرير)

[ مواقف حزب المؤتمر الضبابية في اليمن ]

في قضايا جوهرية تمس السيادة اليمنية، يسجل حزب المؤتمر الشعبي العام، منذ إزاحة رئيس الحزب علي عبد الله صالح من سدة الحكم في 2012، عقب الثورة الشبابية السلمية التي أطاحت به، مواقف متماهية، تعمل لصالح أجندات ودول تقود مؤامرات تسعى لتمزيق البلاد.

 

ويصدر الحزب من وقت لآخر، مواقف مختلفة إزاء كثير من المتغيرات والقضايا الجوهرية التي تحدث في اليمن، وتحديدا خلال فترة الحرب المستمرة منذ ستة أعوام.

 

تم تداول بيان صادر عن المؤتمر فرع محافظة أرخبيل سقطرى، أيد فيه سيطرة مليشيات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" على الجزيرة، بحجة أن السلطة هناك هي لحزب التجمع اليمني للإصلاح.

 

سرعان ما نقلت مواقع أخرى -عن مصادر لم تسمها- نفيا لذلك البيان، زاعمة أن مقر الحزب في سقطرى تعرض للنهب وسرقة الختم، وتم إصدار بيان مجهول باسم الحزب.

 

وبرغم ذلك، إلا أن الشارع اليمني لم يستغرب صدور ذلك البيان عن المؤتمر، فقد سبق أن تحالف مع جماعة الحوثي وأسقطوا الدولة حتى انقلبت عليهم وقتلت الرئيس السابق علي عبد الله صالح، إضافة إلى ذلك فحزب المؤتمر يرتبط بعلاقة جيدة مع الإمارات والسعودية.

 

وبرغم كل ما حدث في الجنوب من أحداث كثيرة، إلا أنه يلاحظ أن مليشيات الانتقالي لم تهاجم قيادات وأعضاء المؤتمر، مثلما فعلت ببعض القوى الأخرى، كثير من قيادات الحزب إضافة إلى المجلس المدعوم إماراتيا يرفضون دعم السلطة اليمنية أو الاعتراف بقيادتها برئاسة عبد ربه منصور هادي الذي يرأس أحد أجنحة الحزب.

 

تكشف بيانات المؤتمر وردود الفعل الصادرة عنه، خططه المستقبلية والمكانة التي يريدها قادته للحزب، ويبدو أنه كذلك يسعى أيضا لاستغلال ثقة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بهم، مقارنة بباقي الأحزاب اليمنية، ويحاول النهوض من النكسات التي تعرض لها خلال سنوات الحرب وأدت إلى انقسامه.

 

تلون ورهان خاسر

 

ومنذ ثورة فبراير/شباط 2011، مر المؤتمر بمراحل كثيرة أضعفته كثيرا. وفي صعيد متصل، يشير المحلل السياسي فؤاد مسعد إلى الانقسامات العديدة التي تعرض لها الحزب، بعضها بين جناح يقف مع الحوثيين وجناح آخر موال للشرعية، إضافة إلى الانقسام الذي حدث بعد مقتل صالح فأصبح الجناح الموالي للحوثيين منقسما إلى ثلاث فصائل، الأول بقي في صنعاء تحت رحمة الحوثيين، والثاني التحق بالحكومة الشرعية، والثالث ربط نفسه بالدعم والتمويل الإماراتي.

 

وقال مسعد في تصريحه لـ"الموقع بوست" إنهم انتقلوا جميعا من خدمة إيران على حساب وطنهم، إلى خدمة أبو ظبي على حساب وطنهم أيضا.

 

وبيّن أن ذلك الفصيل يبدو أكثر استعدادا للارتزاق وبيع مواقفه حيث ترجح كفة الدعم، موضحا أنه "أمس وجدوها عند الحوثيين، واليوم مع الإمارات، وغدا ربما مع طرف أو دولة أخرى".

 

وتابع: "هؤلاء يرون أن الوطن الذي نهبوه ثلاثين سنة وعاثوا فيه الفساد والفوضى، أصبح وادي غير ذي زرع، وهم يبحثون عن الفتات أينما وجدوه".

 

وأكد مسعد أنه "لا يمكن المراهنة عليهم لأنهم أثبتوا أنهم مجرد أدوات رخيصة قابلة للبيع والتأجير بأبخس الأثمان، وإن كانوا قد باعوا زعيمهم صالح الذي أنفق عليهم من المال المسروق سنوات عديدة، فلا يمكن أن نثق أنهم سيثبتون على موقف واحد أو يدافعون عن وطن مهما كانت الظروف".

 

مخطط جديد

 

وتعمل حتى بعض قوات قيادات مؤتمرية مع الإمارات، وباتت بشكل صريح تحارب السلطة اليمنية والقوى الوطنية الأخرى وتستهدف حتى الجيش، رغم اتضاح أطماع أبو ظبي.

 

ويفسر مواقف المؤتمر تلك الصحافي محمد السامعي بالقول إن ما يحدث من معارضة للشرعية من قبل أحد أجنحة المؤتمر، هو انعكاس لتأثيرات وضغوط وإملاءات خارجية توجه الحزب من أجل القيام بذلك كون المُوجّه لم يعد راغبا بالشرعية واستمرارها وعمل بشكل مستمر على تقويضها، وكان آخر ذلك تأييد انقلاب المجلس الانتقالي في سقطرى ودعم المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، وكل ذلك مجرد تنسيق وتوجيه من أبو ظبي.

 

وفي تصريحه لـ"الموقع بوست" يشعر الصحافي السامعي بتماهي المؤتمر مع مطامع الإمارات، وكذلك الحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، اللذين لم يصدرا أي موقف مناهض لما جرى في سقطرى.

 

وبناء على ذلك يرجح أن هناك تكتلا سياسيا غير معلن مؤيد للإمارات ومناهض للشرعية، بزعامة كيان واحد هو المجلس الانتقالي، سيكون ضمنه المؤتمر الذي يطمح للبقاء والاستمرار في الحياة السياسية والمشاركة في الحكم في حال ما حصل توافق مستقبلي، ولن يكون ذلك له إلا برضا الموجه والممول له، بحسب السامعي الذي يؤكد أيضا أن المؤتمر لم يعد ذلك الحزب الكبير القوي، فقد أصبح مشتتا بعد مقتل زعميه صالح أواخر 2017.

 

وتفتت المؤتمر إلى ثلاثة كيانات، الأول ما يسمى "مؤتمر صنعاء" بزعامة صادق أمين أبوراس الذي واصل مشوار التحالف مع الحوثيين وبقيت قياداته البارزة في صنعاء، بينما الثاني هو المؤتمر المؤيد للسلطة الشرعية والذي تم انتخاب الرئيس هادي رئيسا له، وهناك أيضا مؤتمر ثالث بزعامة أحمد علي عبد الله صالح المتواجد في الإمارات، وهذا يتبنى مشروع أبو ظبي ويؤيد وجهات نظرها وتوسعها في البلاد.

 

علما بأن صحيفة "إسرائيل اليوم"، نشرت مقالا تحدث عما وصفه الكاتب أفيل شنيدر بـ"الأصدقاء السريين" الجدد في اليمن، ويقصد المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات التي قامت بالتطبيع مع تل أبيب.


التعليقات