أربعة ملايين عامل وعاملة فقدوا وظائفهم..
في عيدهم العالمي.. عُمال اليمن وضع بائس على رصيف البطالة المذل (تقرير)
- أكرم ياسين الثلاثاء, 04 مايو, 2021 - 04:34 مساءً
في عيدهم العالمي.. عُمال اليمن وضع بائس على رصيف البطالة المذل (تقرير)

[ الحرب في اليمن تلقي بالعمال إلى رصيف العوز والفقر ]

قرابة عامين مرا على بسام المقرمي، وهو نازح في قريته بأحد أرياف محافظة تعز وعاطل عن العمل بعد أن فقد عمله ومصدر دخله.

 

يقول بسام لـ"الموقع بوست" إنه كان يعمل في التخليص الجمركي لدى شركة "الحديدة للملاحة" وهي إحدى شركات مجموعة "إخوان ثابت" في ميناء الحديدة.

 

بسام أحد ضحايا الحرب التي أفقدته وظيفته واستقراره الأسري، ورمت به إلى رصيف البطالة المذل، في ديسمبر 2019 منحت شركة الحديدة للملاحة -التي اضطرت للإغلاق- بسام إجازة مفتوحة بعد أن ظلت تمنحه وزملاءه نصف راتب لمدة عام على أمل انتهاء الحرب.

 

ومع تلاشي الأمل سرحت الشركة جميع العمال الذين يتجاوز عددهم 70 عاملاً.

 

بالإضافة لشركة الحديدة للملاحة، تملك مجموعة أخوان ثابت التجارية (4) شركات ملاحية أخرى في ميناء الحديدة، أوقفت جميعها نشاطها التجاري وفقد قرابة (350) عاملاً وعاملة وظائفهم، بسبب الحرب الدائرة في اليمن منذ قرابة ست سنوات.

 

معاناة بسام المقرمي الذي يعول أسرة مكونة من سبعة أفراد رمت بهم الحرب إلى غياهب العوز والفقر، وفشلت كل محاولاته للبحث عن عمل هي نموذج لملايين العمال اليمنيين الذين سلبتهم الحرب مصادر رزقهم وأجبرتهم على النزوح واستجداء الأخرين.

 

في الوقت الذي يتقاذف طرفا الصراع في اليمن، جماعة الحوثي والحكومة الشرعية المدعومة من التحالف العربي، الاتهامات حول المتسبب في مأساة ملايين العمال اليمنيين الذين فقدوا مصادر رزقهم، لا يبرئ عبد الباري العريقي من الغرفة التجارية في أمانة العاصمة الطرفين من التسبب في مأساة إنسانية بهذا الحجم.

 

وأكد عبد الباري لـ"الموقع بوست" أن المئات من المؤسسات التجارية الخاصة المنظمة وغير المنظمة أجبرت الحرب أصحابها على إغلاقها وكبدتهم خسائر بمليارات الريالات، بينما اضطرت العديد من الشركات لنقل نشاطها التجاري خارج اليمن  بعض تلك المؤسسات تعرضت للقصف إما بالطيران أو من قبل طرفي الصراع.

 

سوق الحرب

 

من جهته أوضح الباحث الاقتصادي اليمني خليل الشرعبي في حديثه لـ"الموقع بوست" أن الحرب الدائرة في اليمن منذ ست سنوات قضت على سوق العمل، وحلت مكانه سوق الحرب، ولم يعد هناك بيئة نشاط تجاري أو اقتصادي، 70% من النشاط الاقتصادي توقف كليةً، وصل الوضع الاقتصادي المنهار اصلاً إلى مرحلة الركود التام، وجميع الأنشطة التجارية شبه متوقفة وانعدمت فرص العمل وسرح الملايين من العمال من وظائفهم، وفرضت الحرب سوقها ومنطقها وتركت ضحاياها يواجهون مصيرهم.

 

4 ملايين عاطل

 

أربعة ملايين عامل وعاملة فقدوا وظائفهم منذ بداية الحرب في أواخر مارس/أذار 2015 بحسب رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال الجمهورية "على بالخدر" الذي كشف في تحديثه لـ"الموقع بوست" أن عيد العمال العالمي، 1 مايو الحالي، يمثل فرصة لتذكير العالم ومنظماته الإنسانية بمأساة العمال اليمنيين، التي اعتبرها كارثة إنسانية ووصمة عار في جبين المدافعين عن حق الإنسان في العيش بكرامة وضمان حصوله على لقمة عيشه.

 

وأضاف بالخدر أن قرابة 4 ملايين عامل وعاملة فقدوا وظائفهم ونزحوا عن بيئة عملهم، دون أن يمد لهم أحد يد المساعدة.

 

ونوه إلى أن الاتحاد العام ناشد في عدة مذكرات الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي ومنظمة العمل الدولية والاتحاد العالمي للعمال باستشعار فداحة الكارثة الإنسانية التي يتكبدها عمال اليمن والمساهمة في ايجاد حلول لهم، إلا أنه كما قال: "لم تجد مناشداتهم أي تجاوب مع الأسف".

 

دعوة للغضب

 

ومع تجاهل الجميع لمأساة عمال اليمن وفي مقدمتهم طرفي الصراع، جماعة الحوثي، والحكومة الشرعية، والمنظمات الدولية، وفي ظل غياب أي بوادر لحلول سياسية تنهي الحرب، لم يجد اتحاد عمال اليمن بدا من التوجه إلى العمال أنفسهم ودعوتهم للخروج عن صمت المعاناة والذل إلى ساحات الغضب للدفاع عن كرامتهم وعزتهم ولقمة عيشهم ومستقبل أطفالهم.

 

وناشد بيان الاتحاد الصادر في 24/4/2021 جميع عمال الجمهورية للخروج إلى الساحات العامة لاستعادة كرامتهم المهدورة وإعادة البسمة والحياة للوطن الذي دمرته الأدوات الرخيصة، حسب تعبير البيان.

 

أربعة ملايين عامل وعاملة فقدوا مصادر رزقهم ينهش الجوع بطونهم وبطون أسرهم، ويمثلون مأساة إنسانية تتخذ منها الحكومة الشرعية ورقة إدانة على جرائم جماعة الحوثي بحق اليمنيين وترى فيها جماعة الحوثي مخزونا لرفد جبهات القتال بمقاتلين يبحثون عن خلاص من شبح الموت وهي عبارة مؤلمة وحزينة حملتها بطاقة التهنئة لعمال اليمن في عيدهم العالمي.


التعليقات