إدانات دولية لتصعيد الانتقالي في جنوب اليمن.. ما دلالات ذلك؟ (تقرير)
- خاص الأحد, 11 يوليو, 2021 - 05:34 مساءً
إدانات دولية لتصعيد الانتقالي في جنوب اليمن.. ما دلالات ذلك؟ (تقرير)

[ تصعيد الانتقالي الجنوبي في أبين ]

لاقى التصعيد الأخير للمجلس الانتقالي الجنوبي -المدعوم إمارتيا- ردود أفعال اقليمية ودولية رافضة، إذ عدتها المملكة العربية السعودية تعديا ومخالفة لاتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي والحكومة الشرعية اليمنية.

 

ولأول مرة لقي تصعيد الانتقالي ادانات دولية تعدت إلى التهديد الصريح، إذ طالبت القائمة بأعمال السفير الأمريكي كاثي ويستلي في رسالة لها نشرها حساب السفارة الأمريكية على تويتر، بالتوقف عن الخطاب والإجراءات التصعيدية، والعودة إلى الحوار الذي يركز على تنفيذ اتفاق الرياض ووضع مصلحة الشعب اليمني في المقام الأول.

 

وقالت ويستلي "أولئك الذين يقوضون أمن اليمن واستقراره ووحدته يخاطرون بالتعرض للرد الدولي ومضاعفة المعاناة في اليمن وإطالة أمدها.

 

وتبع ذلك ادانة فرنسية وبريطانية لتلك الخطوات التصعيدية التي أقدم عليها المجلس الانتقالي الجنوبي في جنوب البلاد.

 

يؤكد سياسيون استطلع رأيهم "الموقع بوست" أن البيان السعودي الرافض لخطوات الانتقالي والتصريح بأنها تخالف اتفاق الرياض وما تبعه من إدانات دولية تشير لجدية الموقف السعودي والذي يأتي في الوقت الذي ظهر فيه الخلاف السعودي الاماراتي إلى العلن، إذ أدركت الرياض أن أبو ظبي تعلب بالنار في جنوب اليمن وتزيد من حدة التوتر بين الحكومة والانتقالي من خلال قيامها بالإيعاز للأخير بالتصعيد.

 

مواقف كلامية

 

من جانبه الخبير العسكري اليمني علي الذهب يرى أن إدانات تصعيد الانتقالي مواقف كلامية لا تسمن ولا تغني من جوع حيث أنها قد تقوي المجلس الانتقالي أكثر مما تضعفه. وعلل الذهب ذلك بكونها أعطت له قيمة في التعامل الدبلوماسي.

 

في حديثه لـ"الموقع بوست"  يقول الذهب أن تلك الدول لو كانت جادة في دعم عملية السلام ووحدة اليمن واستقراره فمن المفترض أن يكون الموقف أكثر صرامة يتجاوز التعبير عن القلق.

 

وأشار الى أن المواقف تسير لإرضاء السعودية والحكومة اليمنية، حيث أن الحكومة قد تنسحب أو تتنصل من أي اتفاقيات، اضافة إلى أن تلك المواقف تأتي وفقا لمصالح تلك الدول التي تحاول استغلال الملف اليمني للضغط على ايران في مفاوضات الملف النووي.

 

التداعيات

 

وعن التداعيات يرى الذهب أن تلك المواقف ليست إلا تحصيل حاصل من حيث أثره، مؤكدا أن التعبير عن القلق ليس له اثر كما هو في القرار 2216 الذي حاصر الأطراف المعيقة للسلام، فالانتقالي يمارس أكثر مما يمارسه الحوثيون، وإلى حد المارسة نفسها بالانقلاب وتعطيل أجهزة الدولة واضعاف الشرعية، وهذا ما تحدثت عنه تقارير فريق الخبراء الدوليين خلال السنتين الماضيتين، اذ تحدثت بالاسم عن المعرقلين المدعومين من الامارات غير أنها توصيات لم تدفع باتجاه فرض عقوبات على معرقلي عملية السلام في اليمن، خصوصا فيما يخص الانتقالي الجنوبي.

 

ضغوط

 

الكاتب والصحفي اليمني صلاح السقلدي قال إن وجود نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان في واشنطن  في هذه الأثناء لبحث سبل وقف الحرب باليمن وتعويل المملكة ورهانها على الثقل العسكري والسياسي والاعلامي الأمريكي، كان سببا وجيها لهذه التصريحات التي قال إنها تباعا خلال 24ساعة.

 

وأضاف السقلدي في تصريحه لـ "الموقع بوست" أن السعودية تستعين دوما بهذا الثقل الأمريكي الغربي وتتوسلها عند مسيس الحاجة للضغط على خصومها وحلفائها على السواء.

 

وأشار السقلدي إلى أن التصريح الأمريكي الأخير على لسان نائبة السفير، وما تلاه من تصريحات لسفيري فرنسا وبريطانيا يأتي كونه استجابة لرغبة سعودية أكثر منه أمريكية لمضاعفة الضغوطات على طرفي اتفاق الرياض وبالأخص على الانتقالي الجنوبي، بالرغم أن هذه التصريحات وبالذات البريطانية والفرنسية كانت محايدة وهي تتحدث عن التصعيد بالجنوب، وطالبت الطرفين بوقفه وبسرعة تنفيذ الاتفاق.

 

ونوه السقلدي في ختام حديثه إلى أن ثمة قلق أمريكي حقيقي من سوء الأوضاع بالجنوب ومن تفاقم حركة التصعيد التي يقوم بها الطرفان وبالذات الانتقالي، وتخشى من أن يصب هذا الوضع المأزوم  لمصلحة الحوثيين في هذا الوقت الحساس الذي تدور فيه رحى حرب مفصلية في محافظة البيضاء، إذ أن واشطن والرياض تراهنا بأن تحقق قوات الشرعية هناك نصرا على الأرض يجبر الحوثيين على الانصياع لدعوات وقف الحرب والتوجه لطاولة التسوية، في وقت تضاعف فيه واشنطن والسعودية والامم المتحدة وقوى اقليمية جهودها الدبلوماسية للضغط على الحوثيين، بالقبول بمبادرات التسوية المطروحة من جهات عدة.

 

 


التعليقات