الدواجن في اليمن تتحول لأضاحي وملابس الحراج مقصد لكسوة العيد (تقرير)
- محمد حفيظ الجمعة, 16 يوليو, 2021 - 06:18 مساءً
الدواجن في اليمن تتحول لأضاحي وملابس الحراج مقصد لكسوة العيد (تقرير)

[ أسعار الأضاحي تثقل كاهل اليمنيين في زمن الحرب ]

دفع الفقر والغلاء المعيشي كثيرا من اليمنيين نحو التخلي تدريجيا عن عادات وتقاليد رافقتهم وأباءهم الأولين خلال عيد الأضحى الذي تكرر موعد قدومه في وقت تعاسة وغير مرحب به لدى الكثير من المواطنين بسبب الحرب والانهيار الاقتصادي الذي وسع من قائمة المجاعة والعوز التي تجلب إلى حلبتها كل يوم ضيوفا جدد من أبناء البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فتحولت الدواجن إلى أضاحي بسبب العوز والفقر.

 

دجاجة واحدة وبدلة مستخدمة من الحراج هو ما تفكر به الأسر الفقيرة التي يتسع عدد أفرادها كأضحية ورداء عيدهم الذي يأتي بثقل وهموم تحجم من فرحة كان الناس ينتظرونها بلباس جديد وبرؤوس الأغنام والأبقار أضاحي تقربهم دينيا وطعام شهي بحجم مناسبة عيد الاضحى.

 

يقول أمين محمد (35 عاما) وهو نازح من محافظة إب ويسكن في مخيم الجفينة، أكبر مخيمات النازحين بمأرب، إنه محظوظ إن استطاع  توفير كيلوجرام من اللحم ليوم العيد، وإلا فالدجاج هو ما يفكر به، حيث بات سعرها يصل أيام العيد إلى ستة آلاف ريال، بينما الأضحية لم تدخل على باله أن يوفرها بسبب فقره وتوقف مصدر دخله الذي كان يكسب به قوت أولاده الستة.

 

الدواجن تتحول لأضاحي

 

فقد أمين دراجته النارية التي كانت مصدر دخل أسرته ومصادرتها من قبل المرور في مأرب، وباتت معرضة للتلف في منطقة حوش المطار وإلى جوارها آلاف الدراجات النارية التي منعت من العمل في مأرب، لأسباب أمنية، حسب ما حدثه الشرطي، حيث منع مالكو الدراجات من إخراج دراجاتهم وتركها منذ سنتين معرضة للتلف والاهتراء.

 

يستفسر أمين بلهجته المحلية بالقول "من أين نجيب ونعمل باليد، يوم نشتغل وخمسة أيام بدون، واحتياجات العيد من مكسرات وغيرها لن نستطيع توفيرها بسبب ارتفاع الأسعار وعدم توفر المال الكافي، كساء أطفالي الستة والدتهم غسلت ملابس عيدهم السابق (الفطر) وسيرتدونها في عيد الأضحى"، حسب وصفه.

 

 

وتحدث أمين عن توقف المنظمات عن تقديم لحوم كأضاحي العيد في المخيم منذ سنوات، مشيرا إلى أنه تسلم مرة واحدة قبل أربع سنوات 2 كيلوجرامات لحم من أحد المنظمات المحلية، ولم تعد تصرف المنظمات تلك اللحوم، ربما بسبب أسعارها الباهظة.

 

ارتفاع الأسعار وتدهور العملة

 

وتشهد أسواق اللحوم والمواشي ارتفاعا جنونيا في أسعارها مع قدوم عيد الأضحى، وكذا لأسباب انهيار الاقتصاد اليمني حيث تجاوزت قيمة الدولار الواحد حاجز الألف ريال يمني، وهو انهيار لم يشهده اليمن في تاريخه، ولن يتوقف عند هذا الحد بحسب مختصين إذا لم توضع حلول عاجلة لاستقراره.

 

وفي الشأن ذاته يقول عبد الله علي حمامة، أحد تاجر المواشي بمأرب، إن الإقبال على الأضاحي واللحوم طفيف بسبب أسعار المواشي واللحوم المرتفعة، بعكس الإقبال خلال العام الفائت، مشيرا إلى أن بعض المواطنين يجتمعون لشراء خروف واحد ويقومون بتقسيمه إلى أرباع وأكثر، بينما أغلبية المواطنين يشتري كيلو لحم أو دجاجة بسبب ارتفاع أسعار الأضاحي.

 

في حديث لـ"الموقع بوست" يضيف حمامة أن "سعر الأضحية الواحدة من الخراف من 250 ألف ريال إلى 120 ألف ريال، بينما سعر الأضاحي من الأبقار تصل إلى مليون ونصف مليون ريال وأقلها 800 ألف ريال، بينما سعر الكيلو الواحد من اللحم 9 آلاف ريال إلى 10 آلاف ريال".

 

ومثلها أسواق الملابس تشهد ارتفاعا جنونيا لأسعارها، في الوقت الذي تشهد فيه ركودا شرائيا على غير عادته التي تشهدها قبيل الأعياد في البلد الذي تجري عاداته على شراء الملابس الجديدة لكل أفراد الأسرة، لكن تلك العادات باتت غير مقدور على تطبيقها والملابس الجديدة لمن استطاع إليها سبيلا.

 

ملابس مستخدمة كسوة العيد

 

أسامة ياسين، يمتلك أحد محال بيع الملابس في مدينة مأرب يقول إن نسبة الإقبال لشراء الملابس خلال هذا الموسم قليلة جدا وعلى غير العادة.

 

 

يشير ياسين في حديث لـ"الموقع بوست" إلى أن غالبية الأسر التي تأتي لشراء الملابس تنصدم من الأسعار الملصقة على القطع ليتركوها ويبحثون في محل آخر في محاولة لإيجاد أسعار تناسب قدراتهم.

 

ومن وسط حلقة من النساء والرجال في تزاحم يقلبون بأيادهم كومة من الملابس المستخدمة والخاصة بالأطفال الملقية على الأرض في رصيف الشارع العام بمأرب، قال محمد الكدم (40 عاما) وهو تاجر ملابس مستخدمة إن الإقبال من المواطنين على سلعته كبيرا وأنه على وشك جلب ملابس مستخدمة بعد نفاد الكمية الأولى.

 

وأشار إلى أن الملابس المستخدمة التي بحوزته جيدة ولا فرق كبير بينها وبين الجديدة وأنه كنزها منذ أشهر وجمعها من تجار الجملة في صنعاء لكي يبيعها خلال هذا الموسم وبسعر أقل بكثير من الملابس الجديدة التي بات المواطن يعجز عن شرائها وأن الملاذ الوحيد هو الحراج للنازحين والفقراء.

 

كل ذلك ألقى بظلاله على ما نحن عليه اليوم من ارتفاع للأسعار بسبب انعدام العملة الصعبة من السوق المحلية، فمع توقف الصادرات إلى الخارج من الغاز والنفط بالكميات المطلوبة انعدمت العملة وبات المصدر الوحيد للعملة الصعبة هو ما يأتي عبر حوالات المغتربين في الخارج، بحسب الكامل.


التعليقات