هل يمكن لمليشيا الحوثي أن تتحول إلى حزب سياسي؟ (تقرير خاص)
- وئام عبدالملك - خاص الأحد, 19 يونيو, 2016 - 10:15 مساءً
هل يمكن لمليشيا الحوثي أن تتحول إلى حزب سياسي؟ (تقرير خاص)

[ عناصر من مليشيا الحوثي (ارشيف) ]

ما يزال الحديث مستمر حتى اللحظة، حول إمكانية وضرورة، تحول مليشيا الحوثي إلى حزب سياسي، على الرغم من مشاركة المليشيا في مشاورات الكويت كطرف رئيسي فيها.
 
وفي هذا السياق، أوضح رئيس الوفد الحكومي بمشاورات الكويت، عبد الملك المخلافي، أن الوفد بحث مع المبعوث الأممي الخاص، خلال الجلسة التي عُقدت يوم السبت، مسألة "التزام الحوثيين بحل المليشيا والتحول الى حزب سياسي قبل بحث أي شراكة سياسية".
 
مراقبون أشاروا إلى أن مسألة تحول المليشيا الحوثية إلى حزب سياسي، ليست بالأمر السهل، كونها مرتبطة بشكل جوهري بالداعم الرئيس للجماعة، ألا وهي إيران، والتي، بحسب مراقبين، تعتمد في سياستها الإقليمية، على تقوية وترسيخ الجماعات الطائفية داخل دول المنطقة، كجماعة الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، وذلك بهدف إغراق المنطقة في الفوضى، وبالتالي إتاحة المجال لتوسيع نطاق مشروعها الطائفي المدعوم من دول كبرى، ترى في الإسلام السني خطرا عظيما عليها.
 
لكن، وفي خضم هذه التداولات، ثمة تساؤل مهم، حول الأسباب التي تدفع جماعة الحوثي إلى عدم التحول إلى حزب سياسي في اليمن، بالرغم من ملاءمة البيئة السياسية المشجعة لذلك.
 
التحول إلى حزب لتحقيق أهدافها
 
المحلل السياسي محمد الغابري قال لـ(الموقع بوست) "إن تحول جماعة الحوثي إلى حزب سياسي غير وارد، وذلك لأسباب تتصل بمنطلقاتها العقائدية، والتي تتمثل في مجموعة قواعد، تعد جزءا من أصول الحركة الحوثية".
 
وأوضح الغابري، " أنها تعدّ نفسها فوق الدولة، وفوق الأحزاب، ومصدر الشريعة؛ فهي فوق الشريعة، وفوق القانون، وتعتقد بالوصاية على الأمة والإسلام معا، وليس فقط على الشعب اليمني".
 
وأشار إلى أن إيران قد تنصح المليشيا بالتحول إلى حزب سياسي، أو إنشاء ذراع سياسي، مع بقاء الجماعة، وذلك بغرض تحقيق أهداف الجماعة وداعمتها إيران على مدى أطول؛ من خلال الشرعية، والسعي للعمل على تقويضها"، كما بيّن" أن منطلقات الحركة الحوثية مانعة لها، إلا إذا زعمت أنها تخلت عنها ولو تُقية".
 
 وعن وجه الشبه بين جماعة الحوثي وحزب الله اللبناني، أوضح الغابري أن هناك فروقا جوهرية بين الحوثيين وحزب الله، مشيرا إلى أن الأخير، محكوم بمعادلات لبنانية طائفية واضحة المعالم، وهو جزء من تلك المعادلات، وكل ما يمتلكه من قوة عسكرية وأمنية، لا يستطيع بها السيطرة على السلطة والإنفراد بها، وكل ما يفعله هو تعطيل مؤسسات مثل الرئاسة، لكنه لا يستطيع أن يكون بديلا، حسب قوله.
 
وأضاف: "أما جماعة الحوثي فإنها تعمل على استعادة الإمامة، وتعدّ الشمال سابقا، ملكا لها، وتقبل بعودة التشطير إن كانت الجمهورية اليمنية، تجعل منها أقلية صغيرة، ولا تستطيع السيطرة على كل اليمن".
 
لن تشكل حزبا
 
من جانبه قال عضو المنتدى السياسي للتنمية الديمقراطية فهد سلطان، إنه لا يعتقد أن جماعة الحوثيين قد تعود إلى تشكيل حزب سياسي، مهما كانت الضغوطات الدافعة إلى ذلك.
 
وأكد في تصريح خاص لـ(الموقع بوست) "أن ذلك سيعيدها إلى الهامش مرة ثانية، كون عدد من التجارب السابقة للأحزاب، التي خرجت من المرجعية الزيدية فشلت تماماً، بسبب الطابع الطائفي والمناطقي".
 
وضرب أمثلة على ذلك، بحزب" الأمة" وحزب" الحق"، والحزب" الليبرالي"، الذي قدم في تجربة اتحاد القوى الشعبية، بزعامة الدكتور محمد عبدالملك المتوكل.
 
وضع الحوثيون كحركة، بحسب الناشط السياسي " سلطان"، يأتي امتدادا لما فعلته إيران في لبنان عبر حزب الله، وهي خطوة مناسبة لبقائها مسيطرة على القرار السياسي والاجتماعي والثقافي، بل والمشهد بالكامل في الداخل اليمني.
 
ويختتم رئيس تحرير موقع" اليمني الجديد" حديثه، بالتأكيد على أن مليشيا الحوثي: "لن تسلم السلاح، لأن ذلك يصادر عليها مشروع القوة الذي تنطلق منه، كما لن تتحول إلى حزب سياسي، فذلك يسحب البساط من تحتها، ويعيدها إلى مربع المشهد السياسي، وهي التي لا تعترف بالعملية الديمقراطية برمتها، ولا تريد أن تبقى في دائرة التحول الحزبي مقارنة مع الأحزاب الأخرى، فهي تريد أن تبقى مسيطرة على المشهد السياسي بالكامل كما يحصل في لبنان، وهي التجربة التي نجحت في السيطرة على البلاد بأكملها".
 
ليست المشكلة في المُسمّى
 
بالنسبة للباحث في الشأن الإيراني والخليجي عدنان هاشم فهو يرى أنه "من الممكن أن يتحول الحوثيون من مسمى (جماعة)، إلى (حزب)، لكن المشكلة ليست في المُسميات، كون المشكلة الأكبر معهم تتمثل في كون "بقاء التنظيم المسلح"، ولا يتم تفكيكه ودمجه في المجتمع، إلى جانب" مستقبل السلاح الثقيل والمتوسط بيد الجماعة"".
 
وأشار هاشم في تصريح لـ(الموقع بوست) أن الأمر الأكثر أهمية إلى جانب ما سبق، هو حجم تأثير قرار الجماعة في أي حكومة"، متسائلا: "هل سيحصلون على "الثلث المُعطل" كما أعطى اتفاق الطائف (1989) حزب الله اللبناني، لتستمر دورة الصراع السياسي في البلاد، أم تمثيل مؤقت كباقي التيارات حتى انتخابات برلمانية قادمة؟".
 
 ومضى الكاتب عدنان هاشم بالقول: "إن خطورة بقاء تنظيم الجماعة، حتى بمسمى (حزب) هو المهم الآن، فبقاء التسلسل الهرمي لـ"ميليشيا مسلحة"، وعدم تفكيكه، مع عدم تسليمه للسلاح، يعني القدرة على خوض حرب جديدة، حتى بدون وجود سلاح ثقيل، فإيران لن تتوقف عن تمويل الحوثيين بوجود الحكومة الدينية، وخطورة ذلك ليست على اليمن وحسب، بل أيضاً على أمن شبه الجزيرة العربية".
 


التعليقات