باحثة أمريكية: سياسة ترامب تجاه اليمن تتفق مع نهج إدارة أوباما (ترجمه خاصة)
- ترجمة خاصة الإثنين, 04 فبراير, 2019 - 11:20 صباحاً
باحثة أمريكية: سياسة ترامب تجاه اليمن تتفق مع نهج إدارة أوباما (ترجمه خاصة)

[ أحد المقاتلين الموالين للشرعية في جبهة الساحل الغربي ]

قالت باحثة أمريكية إن سياسة إدارة ترامب الحالية تجاه اليمن تتفق بشكل عام مع نهج إدارة أوباما.

 

وذكرت الباحثة الأمريكية فارشا كودوفايور -في مقال لها بأحد المواقع المعنية بالدفاع عن الديمقراطية- أنه أكثر من عقد من الزمان عملت الولايات المتحدة مع شركاء يمنيين وحلفاء دول الخليج لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفيما بعد الدولة الإسلامية.

 

وتشير كودو فايور إلى أنه بعد اندلاع الحرب في عام 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة نيابة عن الحكومة اليمنية المعترف بها ضد كل من حركة الحوثي المدعومة من إيران والقوات المتمردة الأخرى.

 

وتضيف "في عهد أوباما، نشرت الولايات المتحدة قوات عمليات خاصة لدعم حملة مكافحة الإرهاب التي تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة. استمرت هذه السياسة في رئاسة ترامب".

 

وأوضحت أن الولايات المتحدة تدعم حملة الإمارات بالاستخبارات والمراقبة والتزود بالوقود في الجو والدعم الطبي. وبشكل منفصل، تشن الولايات المتحدة غاراتها الجوية ضد أهداف القاعدة في شبه الجزيرة العربية وأهداف الدولة الإسلامية. خلال السنة الأولى من إدارة ترامب، أجرت الولايات المتحدة 131 ضربة في اليمن أي أكثر من السنوات الأربع السابقة مجتمعة على الرغم من أن وتيرتها قلت بشكل كبير في 2018.

 

وفي عام 2015، بدأت الولايات المتحدة في تقديم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للقوات السعودية والإماراتية المنخرطة في حملة منفصلة لإعادة حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دوليًا -والتي أطاح بها الحوثيون من العاصمة صنعاء- إلى السلطة.

 

وتذكر الباحثة الأمريكية أن الدعم الأمريكي شمل إعادة التزود بالوقود للطائرات الحربية السعودية، الأمر الذي دفع النقاد الأمريكيين والأجانب إلى توجيه اتهامات بأن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية كبيرة عن الإصابات المدنية التي تسببت بها الضربات الجوية السعودية. كما تسببت الضربات الجوية في إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية المحلية، مما تسبب في الحد من إمدادات المياه النظيفة وزاد من انتشار الأمراض مثل الكوليرا.

 

وفي نوفمبر 2018، أعلن البنتاغون أنه لن يقوم بعد الآن بإجراء إعادة التزود بالوقود في الجو للطائرات الحربية التابعة للتحالف، وهذا في جزء كبير منه رد فعل على غضب الكونجرس الذي نجم عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي من قبل عملاء الحكومة السعودية.

 

وتقول الباحثة الأمريكية فارشا كودوفايور إنه في ظل الانتقادات المستمرة، عملت الولايات المتحدة على تحسين قدرات الاستهداف السعودية للحد من الخسائر في الأرواح بين المدنيين. في عام 2018، جعل الكونجرس تمويل عمليات إعادة التزود بالوقود في اليمن معتمداً على إثبات وزير الخارجية بأن السعوديين والإماراتيين يحرزون تقدماً في الحد من الإصابات بين المدنيين والتخفيف من الأزمة الإنسانية. وفي سبتمبر، أصدر وزير الخارجية مايك بومبيو شهادة رفض فيها اعتبار هذا الأمر غير مستحق من قبل الأخصائيين العسكريين والإقليميين في الإدارة.

 

كما عملت الإدارة على رفع مستوى الوعي حول شحنات الأسلحة الإيرانية غير المشروعة إلى الحوثيين والتي تنتهك العديد من قرارات مجلس الأمن الدولي. أكدت الإدارة على التهديد الذي تشكله الصواريخ البالستية المتقدمة التي مكنت الحوثيين من الوصول إلى أهداف في عمق المملكة العربية السعودية. في ديسمبر 2017، قدمت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أدلة عامة ملموسة، بما في ذلك بقايا صاروخ ذاتي الدفع من صنع إيراني مما يدل على التدخل الإيراني. ووفقًا لوزارة الخارجية السعودية، فقد أطلق الحوثيون أكثر من 200 صاروخ وعشرات الآلاف من القاذفات الأخرى إلى المملكة.

 

وعلى الرغم من الجهود الأمريكية، لا يزال التهديد الإرهابي في اليمن كبيراً بينما يستمر النفوذ الإيراني في النمو. المشكلة الأساسية هي انهيار الدولة اليمنية وسط حرب أهلية متعددة الأطراف تبدو احتمالات حلها عبر المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة ضعيفة.

 

كافحت الولايات المتحدة أيضا للعثور على شركاء أكفاء لقيادة الحملة في اليمن، ومع أن الدور السعودي أصبح مثيراً للجدل بشكل كبير نظراً للسلوك الإنساني الوحشي للمملكة والادعاءات بأنها دفعت لمتطرفين.

 

وفقاً لوزارة الخارجية، لقد نجحت مكاسب مكافحة الإرهاب في عام 2017 في التخلص من العديد من القادة الرئيسيين وخفّضت حرية حركة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، لكن القاعدة في شبه الجزيرة العربية والدولة الإسلامية في اليمن ما زالتا تنفذان هجمات إرهابية في جميع أنحاء الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة. أكد تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس أن التحالف بقيادة السعوديين والإماراتيين خلق الوهم بالنجاح وذلك بالتفاوض على صفقات سرية مع القاعدة دفعتها للتراجع عن المناطق الرئيسية أو سمحت لها بالانسحاب بأسلحتها وأموالها ومعداتها ولكنهم ينكرون هذه الادعاءات.

 

وقد واجه الحوثيون نكسات في ساحة المعركة، لكنهم يواصلون السيطرة على كل من صنعاء وميناء الحديدة الواقع على البحر الأحمر على الرغم من أن قوات التحالف حاصرت الميناء. تكثف تهديد الحوثي بالصواريخ البالستية أيضاً مع بقاء البنية التحتية النفطية السعودية هدفا هاماً. كما مكنت التكنولوجيا الإيرانية صواريخ الحوثي من الوصول إلى أهداف مدنية عالية المستوى على بعد مئات الأميال داخل المملكة العربية السعودية مثل مطار الملك خالد الدولي. ومع ذلك، فإن إنكار طهران للمسؤولية يظل بدون قيمة بشكل متزايد وذلك بفضل عرض إدارة ترامب العلني للأدلة.

 

كما يظل مستشارو حزب الله مؤثرين في اليمن، وتبث قناة المسيرة التلفزيونية الحوثية من بيروت الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله. التشابه الإيديولوجي للحوثيين مع النظام الإيراني وحزب الله واضح من الشعار الحوثي الشهير "الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام".

 

أكبر تهديد لسياسة إدارة ترامب هو ردة فعل الحزبين ضد المملكة العربية السعودية في الكابيتول هيل والتي تعاملت معها الإدارة بشكل سيئ.

 

وأدى مقتل السعودي جمال خاشقجي -الذي يعتبر كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست ومنتقد شديد للرياض- إلى إعادة تنشيط جهود الكونغرس لإنهاء الدعم الأمريكي للتحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة.

 

 وقد استجابت الإدارة بالدعوة علناً ​​لوقف إطلاق نار سريع في اليمن وإنهاء التزود بالوقود الجوي لطائرات التحالف ودعم جولة جديدة من محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة التي بدأت في ديسمبر عام 2018، لكن الكونغرس يطلب أكثر من ذلك. لقد زاد الرئيس بنفسه من حدة المشكلة عن طريق إصدار بيانات غير متسقة ولا أساس لها حول مقتل خاشقجي وتوقع في بادئ الأمر أنها كانت من أعمال "القتلة المارقين".

 

للعودة إلى رابط المادة الأصل من هنا


التعليقات