في حرب اليمن.. مصورة تجد نقاط النور في الظلام (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة السبت, 25 مايو, 2019 - 12:14 صباحاً
في حرب اليمن.. مصورة تجد نقاط النور في الظلام (ترجمة خاصة)

[ في حرب اليمن.. مصوره تجد نقاط النور في الظلام ]

أميرة الشريف تشردت بسبب الحرب الأهلية في اليمن. على الرغم من أن المصور الصحفي يتوق للعودة إلى المنزل إلا أن الصراع والمرض والتهديد المستمر بالاعتقال بسبب عملها دفعتها إلى الابتعاد عن بلدها في الوقت الحالي.

 

منذ أن كانت طفلة، دربت أميرة عدستها على العالم من حولها. في اليمن، تحطم هذا العالم في عام 2014 عندما جعلت الحرب الأهلية الوحشية الحياة الطبيعية مستحيلة. بدأ الصراع بعد إجبار رئيس اليمن الذي دام 33 عامًا على ترك منصبه بعد انتفاضة الربيع العربي. سيطر الحوثيون، وهم مجموعة من المتمردين الشيعة، على عدة مدن يمنية، مما أجبر الرئيس الجديد على الفرار وإغراق البلاد في حرب أهلية.

 

 

في عام 2015، بدأت المملكة العربية السعودية وبدعم من الولايات المتحدة ودول أخرى، غارات جوية ضد الحوثيين. تلا ذلك أزمة إنسانية حيث أنه ووفقًا للأمم المتحدة، قُتل ما يقرب من 18,000 مدني حتى الآن ونزح 3.3 ملايين شخص حتى الوقت الحالي.

 

لا تهتم أميرة بالإحصاءات أيضاً. إنها تشعر بالفزع من رغبة الغربيين في الحصول على صور لليمنيين الذين حرموا من الطعام أثناء الأزمة المستمرة وتحولوا إلى هياكل عظمية يائسة. إنها تخبرني عن الأشخاص الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ خمس سنوات وأصبحت حياتهم الآن محصورة على الأساسيات مثل العثور على الغذاء والبحث في مقلب النفاية وتجنب المرض.

 

 

تنتشر الكوليرا بين اليمنيين، تغذيها الظروف المعيشية الصعبة وضعف أجهزة المناعة بسبب الجوع ونقص المعلومات حول الوقاية والعلاج. في عام 2017، أصيب أكثر من مليون يمني بالكوليرا والمرض مرة أخرى في ارتفاع. ما يقرب من نصف الحالات في الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 14 سنة.

 

لكن أميرة غير مهتمة بتسليط الضوء على جوانب الحياة اليمنية هذه. إنها تفضل تصويرها لليمنيين الذين يذهبون لأعمالهم وأطفالهم الذين يذهبون للمدرسة وهم يلعبون والنساء اللائي يعشن ويحببن وتفتح الأزهار. إنها تلتقط صوراً للجانب المشرق في اليمن الذي لا يزال قائما رغم ظلال الحرب.

 

 

وتقول أميرة: "أنا سعيدة جداً في اليمن.. أنا حرة في اليمن". وتخبرني عن احتفالات عائلتها دون توقف وأصدقائها وتتحدث عن جمال جبل حراز، وهي منطقة جبلية تقع فيها القرى في ضباب كبير.

 

 

اختيار أميرة للتركيز على الأمل داخل اليأس هو خيار إستراتيجي. وتقول: "كل شخص لديه مآسيه الخاصة. إنهم لا يريدون أن يروا بؤساً آخر". وتأمل أن تتمكن صورها من نشر الأمل. ومع ذلك فهي تخشى أنها لا تقوم بما يكفي.

 

وتختتم قائلة: "الناس يتواصلون لكي يتقَوا. إنهم يريدون الأمل والحياة. يريدون أن تزهر حياتهم ويعود الضوء إليها".

 

أميرة الشريف مصورة يمنية تركز على قضايا المرأة والحرمات الاجتماعية لا سيما في اليمن.

 

---------------------------------

 

* ناشنال جيوغرافيك هي مجلة شهيرة تهتم بالعلوم والثقافات واكتشافات العالم.

 

* يمكن الرجوع للمادة في موقعها الأصل هنا

 

* ترجمة خاصة بالموقع بوست


التعليقات