تحليل لأسوشيتدبرس: كيف سيؤثر إنسحاب الإمارات على الحرب في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
- ترجمة خاصة الجمعة, 26 يوليو, 2019 - 03:14 مساءً
تحليل لأسوشيتدبرس: كيف سيؤثر إنسحاب الإمارات على الحرب في اليمن؟ (ترجمة خاصة)

[ جندي إماراتي - أسوشيتدبرس ]

بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، واحدة من أقوى الأطراف في حرب اليمن، في سحب قواتها بسحب عدة آلاف من القوات في خطوة تترك التحالف الذي تقوده السعودية هناك في وضع ضعيف مع وجود خيارات تكتيكية أقل.

 

دولة الإمارات العربية المتحدة لا تتخلى عن اليمن أو التحالف، الذي شكلته مع المملكة العربية السعودية في عام 2015 لوقف تقدم المتمردين الشيعة المتحالفين مع إيران والمعروفين باسم الحوثيين الذين سيطروا على الشمال.

 

لكن الانسحاب يمثل خطوة كبيرة من قبل الإماراتيين بعيداً عن سياسة المملكة العربية السعودية الشريك الرئيسي في الحرب - وهي ضرب المتمردين حتى الخضوع - والتي تعتبر استراتيجية لم تنجح إلى حد كبير.

 

وتقول الإمارات إن الخفض يهدف إلى تعزيز المفاوضات مع الحوثيين لإنهاء الحرب.

 

كتب أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، في الواشنطن بوست هذا الأسبوع:"لقد حان الوقت لمضاعفة العملية السياسية".

 

أجرى الحوثيون والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي يدعمها التحالف، محادثات الأسبوع الماضي لأول مرة منذ أشهر حول تنفيذ وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة في مدينة الحديدة، المدينة مطلة على البحر الأحمر والتي يسيطر عليها المتمردون وتعتبر نقطة دخول لمعظم المساعدات الإنسانية. تعد المحادثات ضرورية لفتح الطريق أمام مفاوضات سلام أوسع لإنهاء الحرب المستمرة منذ خمس سنوات.

 

الحرب التي اندلعت بسبب سيطرت الحوثيين على العاصمة في عام 2014، أودت بحياة عشرات الآلاف ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة وأحدثت أكثر الأزمات الإنسانية دماراً في العالم. الآن وصلت إلى طريق مسدود.

 

مع عدم اقتراب أي من الطرفين من إعلان النصر، فإليكم نظرة على ساحة معركة اليمن:

 

ماذا يعرف من التراجع؟

 

لن تكشف دولة الإمارات العربية المتحدة عن عدد القوات التي انسحبت، مما يؤكد فقط أن المستويات انخفضت بشكل كبير.

 

شارك حوالي 10,000 جندي إماراتي في اليمن قبل بدء الإنسحاب، وفقًا لمسؤولين يمنيين. قال شخص أطلع على هذه التحركات إنه كان هناك إنسحاب بنسبة 50-75 في المائة في جميع فرق العمل العسكرية الإماراتية في اليمن. تحدث الشخص والمسؤولون شريطة عدم الكشف عن هويتهم لأن الأرقام لم يتم نشرها على الملأ.

 

لم تشارك القوات الإماراتية إلى حد كبير في القتال المباشر، وبدلاً من ذلك كانت تشرف على الإستخبارات والعمليات وتدريب القوات المحلية.

 

لا تزال تلك القوات المحلية - حوالي 90,000 مقاتل في الميليشيات التي تدربها الإمارات - موجودة حول الجنوب الذي تسيطر عليه قوات التحالف. وتقول الإمارات إن قادتها المتبقين سيواصلون توجيههم وتقديم المشورة لهم.

 

كما عمل الإماراتيون عن كثب مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب في اليمن، وهو مجهود يقولون إنه سيستمر.

 

كما تراجعت مستويات القوات الإماراتية في القاعدة العسكرية لدولة الإمارات العربية المتحدة في ميناء عصب الإريتري، وهي نقطة انطلاق للعمليات في الحديدة. أعاد الإماراتيون بطاريات باتريوت وأنظمة دفاعية أخرى من اليمن في وقت شديد التوتر في الخليج الفارسي بين الولايات المتحدة وإيران.

 

ما هو التأثير على أرض المعركة؟

 

ليس من المرجح أن يوازن الميزان العسكري على الفور، لأن الميليشيات المتحالفة مع دولة الإمارات العربية المتحدة لا تزال على الخطوط الأمامية، بما في ذلك أهمها في الوقت الحالي وهي الحديدة. في خضم الجمود الطويل، خمد القتال على معظم الجبهات.

 

وقال بيتر ساليسبري المحلل البارز في المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات إن الإنسحاب على الأقل في الوقت الراهن يأخذ خيار الهجوم المتجدد على الحديدة خارج الطاولة.

 

وهذا يعطي الحوثيين بعض الوقت لإلتقاط الأنفاس. تمركز الإماراتيون لأشهر حول الميناء للضغط على الحوثيين لتطبيق شروط وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة هناك.

 

وحث قرقاش الحوثيين على النظر إلى الإنسحاب باعتباره "إجراء لبناء الثقة" وحثهم على "أن تكون أعينهم مفتوحة على مصراعيها لهذه الفرصة الحرجة" لإحراز تقدم في السلام.

 

لكن يمكن للحوثيين أن يروا على قدم المساواة الإنسحاب كإشارة تمكنهم من الصمود، بدلاً من تقديم تنازلات.

 

وقالت إليزابيث ديكنسون، المحللة البارزة في شبه الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات:"ربما تشعر المملكة العربية السعودية بأنها لا تزال بحاجة إلى فوز في اليمن مهما كان شكله، من أجل التركيز بشكل أوضح على المحادثات. هناك شعور في الرياض بأن الوقت الحالي ليس وقت التراجع".

 

ماذا يعني هذا بالنسبة للتحالف؟

 

لم تعلق المملكة العربية السعودية على الإنسحاب الإماراتي، لكن هذه الخطوة تظهر بلا شك الإنقسام في الأغراض بين الشريكين في قلب التحالف.

 

لطالما أراد السعوديون طرد الحوثيين من العاصمة صنعاء وإضعاف قدراتهم العسكرية على طول الحدود المشتركة. سنوات من الغارات الجوية المدمرة والقتال لم تتمكن من تحقيق أي منهما.

 

في الوقت نفسه، ركز اهتمام الإماراتيين على الجنوب. هناك، رسخت الإمارات نفسها كحاكم فعلي من خلال تمويل وتسليح الميليشيات بما في ذلك الإنفصاليون الجنوبيون. يدير الإماراتيون أيضاً قاعدة جوية رئيسية في عدن. لقد استبعدت سلطة الإماراتيين فعلياً حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي المعترف بها دولياً والتي يقاتل التحالف ظاهرياً لإستعادتها.

 

قال مسؤول في حكومة هادي إن الإنسحاب لن يقلل من تلك السلطة. وقال، شريطة عدم الكشف عن هويته خوفاً من الإنتقام:"لديهم بالفعل رجالهم في جميع أنحاء اليمن. إنهم الميليشيات التي تدعمها الإمارات حيث يسيطرون على كل شيء في عدن وغيرها من المناطق التي تخضع نظرياً لسيطرة الحكومة".

 

قالت الإمارات إنها لا تزال ملتزمة بالتحالف. ومع ذلك، يستمر التحالف في الإنكماش. سحبت قطر والمغرب قواتهما من اليمن في السنوات الأخيرة وسط خلاف مع المملكة العربية السعودية. ولا يزال في المعركة الآلاف من قوات السودان.

 

ما التأثير الذي أحدثته الحرب على اليمن؟

 

 أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 94,000 شخص، وفقًا لأحدث البيانات التي تم تتبعها من خلال مشروع بيانات الموقع وحدث النزاع المسلح.

 

 تسبب القتال والحملة الجوية للتحالف في دمار هائل للبنية التحتية في اليمن، مما تسبب في إنتشار الجوع والمرض. تقدّر مجموعة أنقذوا الطفل أن 85,000 طفل دون سن الخامسة قد ماتوا بسبب الجوع أو المرض منذ بداية الحرب. ويُعتقد أن تفشي الكوليرا أودى بحياة أكثر من 3000 شخص وتسبب في حوالي 1.4 مليون حالة مشتبه فيها.

 

قادت الأمم المتحدة جهود مساعدات ضخمة تهدف إلى إبقاء اليمنيين على قيد الحياة لكن وكالة الأسوشييتد برس وثقت مشكلة المساعدات المفقودة والمسروقة التي ألقي فيها باللوم على جميع أطراف النزاع.

 

 لا تزال البلاد منقسمة. يسيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات الشمالية وكذلك في الكثير من المرتفعات الغربية حيث يعيش غالبية سكان اليمن. وتسيطر القوات المدعومة من التحالف على الجنوب والمحافظات الشرقية.

 

 ماذا سيحدث بعد ذلك؟

 

 يعتمد الكثير الآن على المحادثات حول تطبيق إتفاقية الحديدة. وصف المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث محادثات الحديدة بأنها "بوابة للعملية السياسية". لكن جلسة الأسبوع الماضي لم تحقق سوى تقدم بسيط.

 

قال ساليسبري:"لا تزال هناك فرصة لإنقاذ الإتفاقية وتنفيذها جزئياً على الأقل والإنتقال إلى محادثات سياسية أكبر. ولكن لم نصل إلى هناك بعد".

 

 يؤدي فشل المحادثات إلى خطر إستمرار الفوضى، وقد حذر جريفيث من أن اليمن يخاطر بأن يتم جره إلى التوترات في الخليج الفارسي.

 

*ترجمة خاصة بالموقع بوست.

 

*للعودة إلى المادة الأصل على الرابط هنا


التعليقات