[ ترامب أثناء تكريم للممرضات في البيت الأبيض (رويترز) ]
شهدت الساعات الأخيرة تخبطا في البيانات والأخبار المتعلقة بانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في البيت الأبيض.
وطبقا لجدول الرئيس دونالد ترامب ليوم الاثنين، يتناول ترامب الغذاء مع وزير الخارجية مايك بومبيو في 12:30 ظهرا، ثم يلقي تصريحات مع بقية فريق إدارة أزمة كورونا في مؤتمر صحفي يُعقد في تمام الساعة الرابعة بتوقيت العاصمة واشنطن، في حديقة البيت الأبيض.
من ناحيته، يشارك مايك بنس نائب الرئيس في مؤتمر مع حكام الولايات عبر الدائرة التلفزيونية في الساعة 11 من صباح اليوم.
وتم الإعلان خلال الأيام والساعات الأخيرة عن ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا داخل البيت الأبيض.
وشهد الأسبوع الماضي ثلاث حالات إصابة بفيروس كورونا في البيت الأبيض، إحداهما لمساعد للرئيس الأميركي، والأخرى لكاتي ميلر السكرتيرة الصحفية لبنس، وهي زوجة ستيفن ميلر أحد أهم مستشاري ترامب في البيت الأبيض. أما الحالة الثالثة فهي للمساعد الشخصي لإيفانكا ترامب، ابنة الرئيس والمستشارة بالبيت الأبيض.
وأشارت عدة تقارير إخبارية إلى أن ترامب وبنس يخضعان لفحص كورونا يوميا، ونتائج الفحص حتى الآن سلبية. وكانت وكالة بلومبرغ قد أكدت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد إلى أن نائب الرئيس قد عزل نفسه عن البيت الأبيض بعد تأكيد إصابة سكرتيرته الصحفية.
ولوحظ غياب بنس عن المشاركة في عدة فعاليات أمس الأول السبت بمناسبة الذكرى الـ75 لانتهاء الحرب العالمية الثانية في القارة الأوروبية. وأكدت مصادر في البيت الأبيض أنه سيبقى في منزله لعدة أيام على سبيل الاحتياط.
وفيما يتعلق بمساعد إيفانكا، فلم تظهر عليه أية أعراض، وقد عمل عن بعد خلال الشهرين الماضيين. وخضعت إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر للفحص، وجاءت نتائجهما سلبية.
تغيير في البروتوكول
وأبلغت إدارة البروتوكول بالبيت الأبيض كل من يلتقيهم الرئيس ترامب بضرورة الالتزام بالتباعد عنه بمسافة 1.5 متر على الأقل. ويجري البيت الأبيض فحوصا يومية على قائمة تضم عشرات الأشخاص الذين يعملون فيه ويلتقون بالرئيس ترامب كل يوم.
وأبلغ كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوس الصحفيين يوم الجمعة الماضي أن "البيت الأبيض ربما يعد أكثر مكان عمل آمن".
ومع زيارة حالات الإصابة داخل البيت الأبيض، قرر ميدوس بالتعاون مع الأجهزة الصحية والأمنية بالبيت الأبيض وضع بروتوكول جديد للتعامل مع انتشار الفيروس.
مسؤولون يحترزون
ودفع تزايد حالات الإصابة وحالات العزل أو الحجر الصحي بين الدوائر القريبة من البيت الأبيض والرئيس، إلى التساؤل عن دعوات ترامب إلى إعادة فتح الاقتصاد الأميركي.
وكان قائد الحرس الوطني الأميركي الجنرال جوزيف لينجيل قد عبر عن حالة من عدم اليقين بعد أن جاءت اختبارات أجريت له قبل أيام بشأن فيروس كورونا، متضاربة بين إيجابية وسلبية.
وسبق ذلك دخول أنتوني فاوتشي كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة وعضو فريق إدارة أزمة الفيروس بالبيت الأبيض، في "حجر صحي معدل" بعد اختلاطه بأحد العاملين في البيت الأبيض الذي ثبتت إصابته. وتكرر نفس السيناريو السابق مع مدير مركز مكافحة انتشار الأمراض روبرت ريدفيلد، ومدير إدارة الغذاء والدواء الأميركية ستيفن هاهن.
وينتظر أن يشارك المسؤولون الثلاثة في جلسة استماع تُعقد عن بُعد مع اللجنة الصحية بمجلس الشيوخ غدا الثلاثاء، يجيبون فيها عن أسئلة حول مكافحة الفيروس وخطط إعادة فتح الاقتصاد.
مخاطر فتح الاقتصاد
ووصل عدد الوفيات داخل الولايات المتحدة إلى 80 ألف شخص، وارتفعت الإصابات إلى ما يزيد عن 1.3 مليون بنهاية يوم أمس الأحد، طبقا لبيانات جامعة جون هوبكنز.
ويكرر ترامب دعواته إلى إعادة فتح الاقتصاد رغم عدم توافر المعايير التي وضعتها اللجنة المكلفة بمكافحة فيروس كورونا.
وركز البيت الأبيض على عدة معايير، على رأسها تسجيل انخفاض في عدد حالات الإصابة لمدة 14 يوما، والقدرة على تتبع الإصابات الجديدة، ونظام صحي يمكنه رعاية المرضى بأمان، ومن ذلك توفير معدات وقائية كافية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وتوفير اختبارات سريعة كافية.
ولم تستطع أي ولاية أن تطبق كل هذه المعايير رغم بدء إجراءات إعادة الفتح ودعم ترامب لهذه الولايات.
ومن المقرر أن تبدأ اليوم 31 ولاية أميركية في فتح العمليات الاقتصادية بالتدريج رغم تحذير خبراء الصحة العامة في بعض هذه الولايات، وفي ظل تخوف الأميركيين من هذه القرارات.
وعبر عدد من خبراء الصحة العامة عن تخوفهم وقلقهم من بعض الولايات التي يرون أنها فتحت مبكرا جدا، ويحذرون من جولة ثانية من عودة الإصابات والوفيات، مما سيؤدي في النهاية إلى الاضطرار للعودة إلى الإغلاق، غير أن ترامب ما زال يدعم بدء فتح الاقتصاد رغم اقتراب الفيروس من جناحه الغربي في البيت الأبيض.