قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن بلاده ستتحرك الأسبوع المقبل، لتفعيل بند في الاتفاق النووي المبرم مع إيران يسمح بإعادة فرض العقوبات عليها، كما استبعد المشاركة في قمة اقترحها نظيره الروسي بشأن إيران.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في منتجع الغولف الذي يملكه في بدمينستر بولاية نيوجيرسي "سنلجأ إلى السناباك"، الآلية التي يمكن لأي دولة طرف في الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 أن تلجأ إليها لإعادة فرض العقوبات عليها".
غير أن إمكانية تفعيل الولايات المتحدة هذه الآلية تثير جدلا كون واشنطن انسحبت من الاتفاق بقرار من ترامب نفسه.
من جهة ثانية، استبعد ترامب المشاركة في القمة التي اقترحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخصوص إيران، مؤكدا أنه يفضل الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
والجمعة، دعا بوتين إلى عقد قمة طارئة عبر الفيديو تضم قادة مجموعة 5+1 (الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) وإيران، لحل الخلافات السائدة في مجلس الأمن الدولي بشأن الملف النووي الإيراني وسبل احتواء التوتر في الخليج.
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمس السبت إن الإخفاق في تمديد حظر السلاح على إيران خطأ جسيم.
وأضاف بومبيو -في مؤتمر صحفي خلال زيارة لبولندا- "نأسف لذلك الخطأ".
في المقابل، قال السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي إن فشل مشروع القرار الأميركي الخاص بتمديد حظر الأسلحة على إيران في مجلس الأمن يشكل هزيمة نكراء.
وأضاف ميرفي في تغريدة على تويتر أنه من بين أعضاء مجلس الأمن الـ15 لم تصوت مع واشنطن إلا جمهورية الدومينيكان، وبهذا باتت أميركا ضعيفة بصورة مذهلة، وهكذا أيضا تنظر بقية دول العالم إلى إستراتيجية ترامب الكارثية حيال إيران.
وأوضح في تغريدة ثانية أن الفشل المحرج لقرار حظر الأسلحة على إيران يشكل إنذارا من مخاطر وضع أشخاص لا يتمتعون بخبرة دبلوماسية -كالمندوبة الأميركية كيلي كرافت- في أهم المناصب الدولية.
"فشل" أميركي
من جانبها، اعتبرت طهران أن هذا الرفض هو تأكيد لعزلة إدارة ترامب، وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن فشل الولايات المتحدة في تمرير قرار ضد إيران في مجلس الأمن يعد خسارة تاريخية ومهينة لواشنطن، معتبرا أن هذه الخطوة تظهر قوة الاتفاق النووي الذي استطاع أن يقف أمام الإدارة الأميركية ويحملها الهزيمة.
وأضاف روحاني أن الدول لم تصوت على هذا القرار، لأنها تدرك أن الحفاظ على الاتفاق النووي مهم وضروري لضمان أمن المنطقة والعالم.
وفي تصويت أجراه مجلس الأمن الدولي على المسعى الأميركي الجمعة رفضت الصين وروسيا المقترح، وامتنعت 11 دولة عن التصويت، من بينها فرنسا وألمانيا بريطانيا، ولم تؤيد تمديد الحظر سوى الولايات المتحدة وجمهورية الدومينيكان.
وقال روحاني في خطاب بثه التلفزيون "لأول مرة تتقدم الولايات المتحدة بمشروع قرار إلى مجلس الأمن ولا تحصل إلا على تأييد دولة واحدة هي عبارة عن جزيرة صغيرة".
وأضاف "بفشل مشروع القرار الأميركي ضد إيران في مجلس الأمن تكون الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت نجاحا كبيرا آخر".
ومن المقرر أن ينتهي حظر السلاح المفروض على إيران في أكتوبر/تشرين الأول المقبل بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، والذي رفع الكثير من العقوبات الدولية المفروضة على طهران مقابل فرضها قيودا على برنامجها النووي، وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018.
ويتصاعد التوتر بشأن الملف الإيراني منذ أن اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 قرار انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الكبرى الذي جمد البرنامج النووي الإيراني، وإعادة فرضه عقوبات اقتصادية خانقة على الجمهورية الإسلامية.