تلقى جو بايدن الاثنين أول إحاطة أمنية سرية كرئيس أميركي منتخب، وكشف عن فريقه الاقتصادي بعد أسبوع من الإعلان عن فريقيه الأمني والدبلوماسي. في غضون ذلك، صدّقت ولايتا ويسكونسن وأريزونا على نتائج الانتخابات بفوز بايدن.
وتخص هذه الإحاطة اليومية الأمنية السرية -التي تقدمها الأجهزة الاستخباراتية- التطورات الجارية في العالم، والمخاطر التي تهدد الأمن القومي الأميركي ومصالح البلاد؛ وذلك لكي يكون الرئيس جاهزا لمواجهتها عند تسلمه رسميا السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وكان الرئيس دونالد ترامب رفض في الأسبوعين الماضيين أن يتلقى بايدن هذه الإحاطات الاستخباراتية، بسبب تشكيكه في فوز منافسه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في الثالث من الشهر الماضي، وطعنه في نتائج العديد من الولايات التي فاز فيها المرشح الديمقراطي.
وكشف الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن أمس الاثنين عن أسماء مرشحين لشغل مناصب اقتصادية بارزة في إدارته، من بينهم وزيرة الخزانة، وذلك بعدما اختار بايدن فريقا نسائيا لإدارة الاتصالات في البيت الأبيض.
ورشح بايدن جانيت يلين لمنصب وزيرة الخزانة (المالية)، وهي التي شغلت إبان ولاية الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما منصب رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي).
كما رشح الرئيس المنتخب أديوالي أدييمو ليكون أول نائب لوزيرة الخزانة من أصول أفريقية، إضافة إلى نيرا تاندين لرئاسة مكتب الإدارة والميزانية، وسيسيليا راوس لرئاسة مجلس المستشارين الاقتصاديين.
وقال مراسل الجزيرة في ديلاوير فادي منصور إن جانيت تحظى باحترام كبير في واشنطن، وفي حال تثبيتها من قبل الكونغرس فستكون المرة الأولى التي ستتولى فيها امرأة هذا المنصب في الحكومة الفدرالية.
وكان بايدن أعلن -في وقت سابق- فريق الاتصال الخاص به في البيت الأبيض، والذي سيتكون من الإناث حصرا، وهو ما وصفه مكتبه بأنه الفريق الأول من نوعه في تاريخ البلاد.
فقد عين كلا من جين ساكي في منصب المتحدثة باسم البيت الأبيض، وكيت بيدينغفيلد مديرة للاتصالات في البيت الأبيض في إدارته المقبلة. وشغلت ساكي مناصب بارزة خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، منها مديرة الاتصالات في البيت الأبيض ومتحدثة باسم وزارة الخارجية.
وأثار تعيين جين ساكي متحدثةً باسم البيت الأبيض ردود فعل سلبية في روسيا، حيث وصفتها بعض وسائل الإعلام بالمتعطشة للعقوبات ضد روسيا.
ولايات تصدق على النتائج
في هذه الأثناء، صدّق حاكم ولاية ويسكونسن توني إيفرز الاثنين على فوز الديمقراطي جو بايدن بأصوات الولاية في انتخابات الرئاسة الأميركية.
وقال إيفرز -في بيان- "أديت اليوم واجبي في التصديق على نتيجة انتخابات الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني، وكما يستلزم قانون الولاية والقانون الاتحادي وقعت على شهادة التصديق على قوائم ناخبي الرئيس المنتخب جو بايدن ونائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس".
وأكدت لجنة الانتخابات في ولاية ويسكونسن فوز بادين في الولاية، بعد إعادة فرز الأصوات في مقاطعتين.
كما صدّقت ولاية أريزونا على نتائج الانتخابات الرئاسية؛ لتمنح بذلك رسميا 11 صوتا من أصوات المجمع الانتخابي للرئيس المنتخب جو بايدن.
وقال الحاكم الجمهوري لولاية أريزونا دوغ دوسي في تغريدة على تويتر "اليوم وقّعنا نتائج انتخابات 2020 في أريزونا"، الولاية التي فاز فيها للمرة الأولى منذ 25 عامًا مرشّح ديمقراطي بالانتخابات الرئاسية.
والمصادقة رسميًّا على نتائج الانتخابات الرئاسية في أريزونا لا تعني بالضرورة إغلاق الباب أمام إمكانية الطعن بها أمام المحاكم؛ إذ إن هذه الولاية تسمح بالطعن في النتائج حتى بعد المصادقة عليها.
ومن المنتظر أن تصادق ولايات أخرى -من بينها أيوا ونبراسكا ومونتانا- على نتيجة الانتخابات الرئاسية.
تبرير ترامب
في المقابل، قال الرئيس ترامب -في تغريدة على تويتر- إنه لا يحارب من أجل نفسه، بل من أجل 74 مليون شخص صوتوا له، فضلا عمن أُهملت أصواتهم من المصوتين له، وذلك في تبرير لاستمراره في معركة الطعون القضائية لنتائج الانتخابات في عدد من الولايات، رغم خسارته كل الدعاوى القضائية (39 قضية) حتى الساعة.
وكان ترامب استبعد الأحد أن تنظر المحكمة العليا الأميركية في أي من الطعون التي تقدمت بها حملته ضد نتائج الانتخابات الرئاسية، وذلك بعدما خسرت حملته أغلب معاركها القضائية للطعن في نتائج الانتخابات على مستوى الولايات.
تجدر الإشارة إلى أن موعد 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري هو آخر أجل لكي تصادق كل الولايات الأميركية على نتائج الانتخابات الرئاسية، وفي 14 من الشهر نفسه يجتمع ممثلو المجمع الانتخابي في ولاياتهم ويدلون بأصواتهم لرئيس الولايات المتحدة، طبقا لنتائج الاقتراع.