نقل موقع بوليتيكو (Politico) عن مسؤولين أميركيين أنه جرى اختراق الإدارة الوطنية للأمن النووي خلال الهجمات الإلكترونية الأخيرة، كما نقل أن هناك أدلة على أن القراصنة اخترقوا شبكات الإدارة المسؤولة عن الترسانة النووية، بهدف التجسس.
وقال الموقع إن مسؤولين في وزارة الطاقة كانوا يخططون اليوم لإخطار اللجان المعنية في مجلس النواب والشيوخ بحدوث الاختراق، وأكدت الوزارة أن مهام الأمن القومي لإدارة الأمن النووي الوطني لم تتأثر بالهجوم السيبراني.
بدورها، ذكرت شبكة بلومبيرغ أن الهجوم الإلكتروني طال 3 ولايات أميركية على الأقل، إلى جانب الوكالات الحكومية.
وأكدت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية -وهي جزء من وزارة الأمن الداخلي الأميركية- يوم أمس الخميس، أن الوكالات الحكومية الأميركية وكيانات البنية التحتية الحيوية تعرضت لخطر الاختراق من قبل قراصنة منذ مارس/آذار الماضي على الأقل، مؤكدة أن القراصنة "أظهروا صبرا وأمنا عملياتيا وحرفية معقدة في هذه الاختراقات".
وأصدرت الوكالة الأمنية أوامر للوكالات الحكومية بفصل أجهزتها عن برنامج "سولار ويندز" الذي يُعتقد أنه تعرض للاختراق، وتستخدمه العديد من الوكالات الحكومية والشركات الخاصة في الولايات المتحدة.
كما نقل موقع مجلة بوليتيكو عن مسؤولين أميركيين أن القراصنة ألحقوا ضررا بالهيئة الفدرالية لتنظيم الطاقة، أكثر من باقي الوكالات.
فتح تحقيق
في هذا الصدد، أعلنت لجنتا الرقابة والأمن الداخلي في مجلس النواب الأميركي يوم أمس الخميس، فتح تحقيق في الهجوم الإلكتروني الذي تعرضت له الوكالات الحكومية.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المحققين يعتقدون أن كشف مدى تأثر الشبكات الأميركية بعملية القرصنة سيستغرق شهورا، مضيفة: أن "القراصنة استخدموا أساليب هجوم تشكل خطرا جسيما على الحكومة الفدرالية".
ووفق الصحيفة، فإن مسؤولين فدراليين أصدروا تحذيرا عاجلا من أن مخترقي الأنظمة الحكومية استخدموا تقنيات مختلفة، مضيفة أن الأساليب المستخدمة في القرصنة أشارت إلى "خصم ماهر" مستعد لإنفاق موارد كبيرة للحفاظ على سريته.
وتم الإعلان أول مرة عن الاختراق من قبل شركة "فاير آي" (FireEye) الأميركية للأمن السيبراني، التي أبلغت وكالات الاستخبارات الأميركية بحدوث خرق أمني كبير يبدو أنه من تنفيذ جهة حكومية، واستهدف "عملاء حكوميين".
وأكدت لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي -يوم الأربعاء- أنها تلقت إحاطة بشأن الاختراق من وكالات استخبارية أميركية، وقال رئيس اللجنة وعضو الكونغرس آدم شيف -في بيان- "إن خطورة هذا الهجوم ومدته تظهر أنه لا يزال أمامنا عمل كبير وعاجل للدفاع عن معلوماتنا وشبكاتنا المهمة، وعلينا أن نتحرك أسرع مما يفعله خصومنا للتكيف مع هذا".
أولوية قصوى
من جهته، قال الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن -أمس الخميس- إن "هناك الكثير مما لا نعلمه عن الهجوم السيبراني الذي استهدف شركات أميركية ووكالات حكومية وفدرالية"، لكنه اعتبر أن "ما نعلمه عن هذا الهجوم يشكل قلقا كبيرا"، وتعهد بمعاقبة الأطراف الضالعة في الاختراق.
وقال بايدن -في بيان صادر عن فريقه الانتقالي- إن إدارته ستجعل الأمن السيبراني أولوية قصوى على جميع مستويات الحكومة، وستجعل التعامل مع هذا الانتهاك أولوية قصوى بمجرّد توليه السلطة في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.
وأضاف أن إدارته سترتقي بالأمن السيبراني باعتباره ضرورة حتمية، مشددا على أهمية عدم الاكتفاء بالدفاع، وضرورة تعطيل خصوم واشنطن وردعهم عن شنّ هجمات إلكترونية كبيرة في المقام الأول.
كما أكد أن إدارته ستفرض تكاليف باهظة على المسؤولين عن مثل هذه الهجمات الضارة، وذلك بالتنسيق مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها، قائلا "يجب أن يعلم خصوم الولايات المتحدة أنني بصفتي رئيسا لن أقف مكتوف الأيدي في مواجهة الهجمات الإلكترونية التي تستهدف البلاد".
وكانت مصادر مطلعة كشفت هذا الأسبوع أن متسللين يُعتقد أنهم يعملون لحساب روسيا، تجسسوا على رسائل البريد الإلكتروني الداخلية في وزارتي الخزانة والتجارة الأميركيتين ووكالة فدرالية وشركات من القطاع الخاص، وأن هناك مخاوف من أن تكون عمليات التسلل التي اكتشفت حتى الآن ليست إلا قمة جبل الجليد.
غير أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين) ديمتري بيسكوف، نفى الاتهامات الأميركية لبلاده بالوقوف وراء الهجمات الإلكترونية الأخيرة، وقال إن الأميركيين دائما يوجهون الاتهامات للروس في كل الأعمال التي تستهدفهم.