بث التلفزيون الإيراني تسجيلا مصورا لما قال إنه عملية إحباط محاولة أميركية لمصادرة نفط إيراني في بحر عمان، في حين نفت وزارة الدفاع الأميركية الرواية الإيرانية.
وأوضح التلفزيون الإيراني -في بيان سابق- أن "الولايات المتحدة صادرت شحنة نفط إيراني معدة للتصدير ونقلتها إلى ناقلة أخرى، ثم قادتها إلى جهة مجهولة".
وأضاف أن بحرية الحرس الثوري قامت "بإنزال" عسكري على متن الناقلة الثانية وصادرتها، مشيرا إلى أنها "باتت حاليا في المياه الإقليمية الإيرانية".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن قوات إيرانية سيطرت على ناقلة نفط بمياه الخليج الأسبوع الماضي وبحريتنا كانت تراقب.
وأكد مسؤول عسكري أميركي للجزيرة أنه لا صحة لمزاعم الحرس الثوري بشأن ناقلة النفط الإيرانية.
وأطلع البنتاغون الجزيرة على صور تظهر رصد مدمرة أميركية سيطرة قوارب إيرانية على الناقلة "سوثيز" (SOTHYS).
وأشار البنتاغون إلى أن مسيرات إيرانية نفذت تحليقا غير آمن أثناء خروج طائرات عسكرية أميركية من مضيق هرمز، واتخذت الطائرات الأميركية إجراءات حماية مناسبة حتى مغادرة المسيرات الإيرانية.
وأكد مسؤول لمجلة "نيوزويك" أن البنتاغون لم يعلن عن احتجاز إيران ناقلة نفط حتى لا يؤثر ذلك على فرص المحادثات النووية.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أميركيين أن إيران تحتجز منذ 24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي ناقلة نفط ترفع العلم الفيتنامي في خليج عمان.
وتظهر بيانات تطبيق "مارين ترافيك" الناقلة "سوثيز" متوقفة في ميناء بندر عباس الإيراني منذ 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالتحايل على العقوبات المفروضة على قطاع النفط، عبر تصدير الخام إلى دول مثل الصين وفنزويلا وسوريا، حيث أعلنت أكثر من مرة توقيف ناقلات تحمل نفطا إيرانيا متجهة نحو دول أخرى.
احتكاكات
وتتواجد البحرية الأميركية بشكل منتظم في هذه المنطقة ذات الأهمية الإستراتيجية الكبيرة، خاصة أنها تشكل ممرا أساسيا لنسبة كبيرة من صادرات النفط إلى الأسواق العالمية.
وفي السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بث التلفزيون الرسمي الإيراني شريطا مصوّرا قال إنه يظهر مطاردة قطع بحرية تابعة للحرس الثوري لقطع أميركية في الخليج، من دون تحديد تاريخها.
وتعود المرة الأخيرة التي تم فيها الإعلان عن حادث كهذا إلى 11 مايو/أيار الماضي، حين أعلن الحرس الثوري أنه حذّر قطعا بحرية أميركية بعد تصرف "غير مسؤول" من قبلها، بعيد إعلان البنتاغون إطلاق نيران تحذيرية باتجاه قوارب إيرانية في مضيق هرمز.
وفي أواخر أبريل/نيسان الماضي، أعلنت البحرية الأميركية اقتراب زوارق هجومية إيرانية من سفينتين أميركيتين في المياه الدولية شمال الخليج، مما دفعها لإطلاق نيران تحذيرية.
واتهم البنتاغون إيران بالاستمرار في ممارسة ما وصفها بالأنشطة الخبيثة في مياه الخليج.
وأوضح مراسل الجزيرة في طهران نور الدين الدغير أن الروايتين الإيرانية والأميركية تتقاطع في تاريخ الواقعة، وسيطرة الحرس الثوري على الناقلة.
وكانت البحرية الإيرانية أعلنت أمس الثلاثاء إحباط محاولة قرصنة طالت ناقلة نفط إيرانية بخليج عدن قرب باب المندب، في عملية هي الثانية من نوعها خلال أسبوعين.
وأعلنت طهران قبلها تصدي قواتها لمحاولة قرصنة استهدفت ناقلتين في خليج عدن يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.