[ الاجتماع الوزاري للناتو في لاتفيا يبحث على مدى يومين الوضع على حدود أوكرانيا وقضايا أخرى (رويترز) ]
توعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) روسيا بدفع ثمن باهظ في حال هاجمت أوكرانيا، في حين ردت موسكو بتحذير الحلف من مغامرة عسكرية شرقي أوكرانيا.
ففي كلمة ألقاها في اليوم الأول من اجتماع وزراء خارجية الحلف في عاصمة لاتفيا ريغا، حذر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ روسيا مما وصفه بثمن باهظ ستدفعه إذا تدخلت عسكريا في أوكرانيا.
وقال ستولتنبرغ إن هناك خيارات عديدة يمكن النظر فيها حيال هذا الأمر، مؤكدا نشر الحلف قوات قتالية شرقي أوروبا لأول مرة بسبب تهديدات موسكو.
وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أن روسيا والصين تعززان قدراتهما العسكرية مما يشكل خطرا على دول الحلف.
وكان أكد قبيل انطلاق الاجتماع الوزاري للناتو أهمية الدفاع عما سماه "قيم الحلف" لمواجهة النظم الاستبدادية مثل الصين وروسيا، وفق وصفه.
وطالب ستولتنبرغ الدول الأعضاء في الناتو بمواصلة استثماراتها لتعزيز قدرات الحلف الدفاعية، وشدد على أن وجود حلف شمال الأطلسي شرق أوروبا وفي كل من بحر البلطيق والبحر الأسود غرضه دفاعي وليس لاستفزاز أحد.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن قلق واشنطن العميق من تحركات روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا.
وأضاف أن أي عدوان جديد على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة، وأكد أن بلاده تراقب عن كثب التحركات الروسية، مجددا التزام إدارة الرئيس جو بايدن تجاه حلفائها في الناتو.
وجاءت تصريحات ستولتنبرغ وبلينكن وسط توتر متصاعد بين الغرب وروسيا، في ظل اتهامات لروسيا بحشد قواتها لغزو أوكرانيا، وهو ما نفته موسكو.
وفي تصريحات متزامنة، قال وزير الخارجية الألماني مايكو هاس إن الاجتماع الوزاري لدول الناتو سيوجه رسالة واضحة للحكومة الروسية تشدد على دعم الناتو لسيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها.
اجتماع وزاري
وقد انطلق اليوم اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في لاتفيا مع نظرائهم من دول شريكة للحلف وسط تراشق كلامي بين روسيا والناتو.
ويبحث الاجتماع -الذي يعقد الثلاثاء والأربعاء- الحشود العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، وأزمة طالبي اللجوء على حدود بولندا، ومسألة إعادة النظر في الأهداف الإستراتيجية للحلف.
ومن غير المتوقع أن يسفر اجتماع الناتو في لاتفيا عن إجراء فوري لمواجهة التحركات الروسية ما لم تقدم القوات الروسية على توغل جديد في الأراضي الأوكرانية.
وكان وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا دعا أمس الاثنين حلفاء بلده إلى الإسراع في التحرك لمواجهة الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، محذرا من أن روسيا قد تشن هجوما في أي لحظة.
وتتحدث كييف عن انتشار ما يصل إلى 115 ألف جندي روسي على حدودها معززين بعدد كبير من الآليات، كما تؤكد واشنطن وعواصم غربية أخرى وجود قوات روسية كبيرة على الحدود، ولكن تتباين التقديرات بشأن إذا كان ذلك يشير إلى عملية عسكرية وشيكة.
ونفت موسكو أن تكون لديها نية لمهاجمة أوكرانيا، ووصفت التقارير عن هجوم محتمل بأنها دعاية غربية ضدها.
خط أحمر
وفي موسكو، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم من تبعات الوجود العسكري للناتو على حدود روسيا.
وخلال مقابلة تلفزيونية، قال بوتين إن توسيع البنية التحتية للحلف الأطلسي في أوكرانيا خط أحمر بالنسبة لروسيا.
وأضاف أن تطوير روسيا صواريخ فرط صوتية يعد ردا على إجراءات الحلف قرب حدودها.
بدوره، حذر وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف أوكرانيا وحلف الناتو من الإقدام على ما وصفها بمغامرة عسكرية شرقي أوكرانيا.
وقال لافروف -في تصريحات صحفية- إن تحركات كييف والحلف قرب حدود بلاده تشكل تهديدا لأمن روسيا، وسترد عليه عند الضرورة.
واستنكرت الخارجية الروسية تحركات الناتو ضد ما وصفته بالخطر الوهمي الذي تمثله روسيا.
وقالت الوزارة -في بيان لها- إن تركيز الحلف على ما يراه خطرا روسيا يعطي انطباعا كأنه ليست هناك أي تهديدات إرهابية وأمنية على الحلف في مناطق أخرى.
وشددت الخارجية الروسية على أن ما سمته التوسع غير المنضبط للحلف وضمه المزيد من الأراضي يتزامن مع نشر بنيته العسكرية التي يستخدمها لتعزيز خطابه العدواني، وفق ما جاء في البيان نفسه.
وفي عام 2014، تدهورت علاقة روسيا وحلف الناتو بعد ضم موسكو شبه جزيرة القرم التي كانت جزءا من أوكرانيا، ويتهم الحلف روسيا بأنها وراء اندلاع الصراع شرقي أوكرانيا في العام نفسه بين كييف والانفصاليين الموالين لموسكو.
وتتهم روسيا الناتو بمحاولة تطويقها عسكريا بعد نشر الدرع الصاروخية الأميركية شرقي أوروبا في بولندا ورومانيا، وأيضا نشر الولايات المتحدة صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في اليابان، وتوسيع البنية التحتية للحلف في دول البلطيق وبلغاريا.