[ شعارات الانتقام مرفوعة في تشييع جنازة سليماني أمس (رويترز) ]
تسود حالة من التأهب في الولايات المتحدة مع تصاعد التهديدات الإيرانية، كما تتزايد الانتقادات داخل الكونغرس لقرار الرئيس دونالد ترامب قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، في حين حذرت واشنطن رعاياها بالسعودية وإسرائيل من احتمال وقوع هجمات.
وقال زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل إن وزيري الدفاع مارك إسبر والخارجية مايك بومبيو ورئيس هيئة الأركان المشتركة مارك ميلي ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية جينا هاسبل سيقدمون إحاطة لأعضاء المجلس غدا الأربعاء، بشأن آخر التطورات في ملف إيران.
وكان ترامب قد هدد بضربة عسكرية شاملة وسريعة لإيران إذا استهدفت رعايا أو مصالح أميركية، مما دفع رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي للإعلان أمس عن طرح وشيك لمشروع قرار يحد من سلطات ترامب العسكرية في ما يتعلق بإيران.
وقال السيناتور الجمهوري راند بول لقناة "سي أن أن" إن ترامب حصل على مشورة سيئة بقتل سليماني، معتبرا أنه بات مؤكدا الآن أن يُـستهدف الأميركيون بمزيد من الهجمات انتقاما لمقتله.
ووصف بول قتل سليماني بالعمل الحربي الذي يحتاج لترخيص من الكونغرس، معربا عن اعتقاده بألا مخرج من هذا الوضع، كما وصف مقتل سليماني بنهاية الدبلوماسية مع إيران.
وقال أيضا "من الغباء الاعتقاد أن إلغاء الاتفاق النووي وفرض حصار وقتل جنرال سيدفع إيران للزحف نحو طاولة المفاوضات، من أجل تلبية ما تطلبه واشنطن".
من جانبه وصف رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف قرار قتل سليماني بأنه استفزازي وخطير، وقال في تغريدة على تويتر إن التهديد بقصف مواقع ثقافية وباستعمال القوة المفرطة أفعال رئيس لا يملك نهجاً عمليا للأمن القومي.
تأهب بالخارج
من جهة أخرى، أفاد بيان للخارجية الأميركية أن الوزير بومبيو استقبل خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع السعودي بواشنطن، حيث بحثا قرار ترامب اتخاذ إجراءات دفاعية حاسمة لحماية الأميركيين في الخارج.
وذكر البيان أن بومبيو شكر ضيفه السعودي على دعم بلاده المستمر، وعملها مع الولايات المتحدة للتصدي للتهديد الذي يشكله النظام الايراني.
وأكد بومبيو أن واشنطن لا تسعى إلى حرب مع إيران، كما أنها ملتزمة بوقف التصعيد، كما شكر نائب وزير الدفاع السعودي على جهوده المستمرة لإيجاد حل سياسي للنزاع في اليمن.
وذكرت وسائل إعلام أميركية الاثنين أن السفارة في الرياض أصدرت تنبيهًا أمنيًا حذرت فيه من "خطر متزايد لإمكانية وقوع هجمات بصواريخ وطائرات من دون طيار".
وأوضحت السفارة أن السعودية لديها نظام صافرات الإنذار من الدفاع المدني، كما أشارت إلى أنه قد لا يكون هناك تحذير مسبق من هجوم صاروخي أو طائرة من دون طيار.
من جهة أخرى، طالبت السفارة الأميركية في إسرائيل رعاياها بالتعامل بجدية مع صافرات الإنذار عند إطلاقها، واتباع تعليمات السلطات المحلية، والبحث عن مأوى عند حدوث هجوم.
وأضافت أنها أعطت تعليمات لموظفيها وعائلاتهم بعدم السفر إلى المناطق التي قد تتعرض لهجمات صاروخية.
ولم تصدر تل أبيب تحذيرا مماثلا للإسرائيليين، لكن إذاعة جيش الاحتلال أعلنت أنه على أهبة الاستعداد.
أما الخارجية البريطانية فوجهت تحذيرا إلى مواطنيها في مصر عبر موقعها الإلكتروني يقول إن حادث مقتل سليماني أدى إلى زيادة التوتر في المنطقة.
وأضافت أنه "من المرجح أن يحاول الإرهابيون شن هجمات في مصر. هناك تهديد متزايد لهجوم إرهابي عالمي ضد المصالح البريطانية والرعايا البريطانيين من مجموعات أو أفراد بدافع الصراع في العراق وسوريا".
وفي وقت سابق، قررت لندن خفض عدد الموظفين في سفارتيها بإيران والعراق إلى الحد الأدنى لدواعٍ أمنية.
وكان القائد الجديد لفيلق القدس إسماعيل قآني قد تعهد بأن طهران ستنتقم من الولايات المتحدة، وستتخذ خطوات لطردها من المنطقة.