قتل أربعة متظاهرين وأصيب أربعة آخرون في هجوم نفذه مجهولون يرتدون زيا عسكريا على ساحة "الحبوبي" مركز الاعتصامات بمدينة الناصرية في محافظة ذي قار جنوبي العراق، وذلك وفقا لمصادر طبية.
وأضافت المصادر أن حالة من الحذر والترقب تسود ساحة الاعتصام بعد الهجوم الذي نتج عنه حرق خيام المعتصمين.
وكانت الاحتجاجات قد تجددت في الناصرية وبغداد، وعادت معها الاشتباكات بين متظاهرين وقوات الأمن أمس الاثنين.
يأتي ذلك بعد أن أحرقت القوات الأمنية خيام المعتصمين هناك، وأعاد هؤلاء نصب خيام مرة أخرى، وأكدوا بقاءهم واستمرارهم في الاحتجاج حتى الاستجابة لمطالبهم.
وفي بغداد، استخدمت الغازات المدمعة بساحتي الوثبة والخلاني لإبعاد المحتجين باتجاه ساحة التحرير مركز الاحتجاجات الرئيسي بالعاصمة.
وطافت مظاهرات احتجاجية شوارع بغداد وعددا من المحافظات للتنديد باقتحام جماعات مسلحة ساحات التظاهر واستخدام الرصاص الحي وإحراق خيام الاعتصام.
وانضمت مجاميع كبيرة من الموظفين وطلاب الجامعات اليوم إلى زملائهم بساحات التظاهر للتعبير عن دعم مطالب المتظاهرين، واستنكار الهجمات على ساحات التظاهر.
وشهدت ساحات بغداد والبصرة اليوم إعادة نصب خيام اعتصام جديدة بدلا من تلك التي التهمتها النيران، في حين قام متظاهرون في الناصرية ببناء خيام جديدة لتكون بديلا عن تلك التي أحرقت من قبل مسلحين فجر اليوم.
وفي تطورات أخرى، شهدت مدينة النجف (جنوب البلاد) هجوما مماثلا، قام خلاله مسلحون مجهولون بحرق خيام متظاهرين في ساحة الاحتجاج وسط المدينة.
وفي السماوة مركز محافظة المثنى جنوب البلاد، أغلق محتجون مصفاة نفط رئيسية بالمدينة، ومنعوا دخول وخروج شاحنات نقل المشتقات النفطية احتجاجا على عدم تلبية مطالب المتظاهرين والتعامل بعنف ضد ساحات الاعتصام في مدن وسط وجنوب البلاد.
إدانات
في غضون ذلك، أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق الشديد إزاء استمرار العنف ضد المتظاهرين بالعراق، وقال إن الأمم المتحدة لا تزال تعمل على الأرض مع السلطات والمجتمع المدني في العراق.
وطالب المسؤول الأممي القادة في العراق بالاستماع إلى الشعب، والعمل على تشكيل الحكومة في أقرب وقت ممكن، وقال "هناك استياء عام ويحتاج القادة إلى الاستماع للناس، ويجب تشكيل الحكومة، لكن العراق بلد ذو سيادة وهذا القرار يرجع للزعماء العراقيين".
وفي السياق، دان سفراء 16 دولة بالعراق ما وصفوه بالاستخدام المفرط والمميت للقوة من قبل قوات الأمن والفصائل المسلحة ضد المتظاهرين.
كما دان هؤلاء، ومنهم سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، في بيان مشترك، ما اعتبروه ترويعا واختطافا يتعرض له المحتجون والناشطون.
وناشدوا الحكومة العراقية ضمان إجراء تحقيقات يعتد بها، وتطبيق المحاسبة عن مقتل المئات وإصابة الآلاف من المحتجين منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ودعا السفراء الحكومة إلى احترام حرية التجمع والاحتجاج، كما دعوا المتظاهرين إلى الحفاظ على سلمية حراكهم.
بومبيو
وفي تطور سياسي آخر، قال مكتب رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي إن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبدى -خلال مكالمة هاتفية مع عبد المهدي استعداد بلاده لإجراء مباحثات جدية بشأن وجود القوات الأجنبية بالعراق، والتعاونِ لتحقيق السيادة العراقية.
وأضاف البيان أن عبد المهدي أعرب خلال الاتصال عن إدانته الاعتداءات التي استهدفت السفارة الأميركية في بغداد مساء الأحد، ووعد بتعزيز إجراءات القوات العراقية المسؤولة عن حمايتها.
وأشار إلى أن عبد المهدي شدد على أهمية التهدئة في المنطقة واحترام الجميع لسيادة العراق وقراراته، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.