[ السيناتور دان سوليفان قال إن ما فعلته السعودية من زيادة لإنتاج النفط "لن ينسى" (رويترز-أرشيف) ]
قال أعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي من الولايات المنتجة للنفط، إنهم أجروا اتصالا هاتفيا استغرق ساعتين مع ثلاثة مسؤولين من السعودية، وطالبوهم باتخاذ إجراء ملموس لخفض إنتاج النفط الخام.
وتحدث أعضاء الكونغرس مع وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان وخالد بن سلمان نائب وزير الدفاع، وسفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان.
وقال السيناتور دان سوليفان بعد الاتصال الهاتفي الذي جرى السبت إن ما قامت به السعودية من زيادة لإنتاج النفط خلال وباء كورونا "لا عذر له"، و"لن يُنسى".
ومع ذلك، أشاد سوليفان بما اعتبرها خطوة أولى لحل مشكلة إغراق الأسواق بالنفط، وقال إنه يتعين على السعودية أن تبادر الآن لخفض الإنتاج.
وقد توصلت السعودية وروسيا وحلفاؤهما -الذين يشكلون معا مجموعة "أوبك بلس"- إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط بمقدار 10% من إجمالي الإمدادات العالمية، في محادثات مطولة جرت يوم الخميس، وقالوا إنهم يريدون أن يخفض المنتجون الآخرون 5% أخرى.
وتراجعت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ 18 عاما في ظل وباء كورونا الذي تسبب في توقف أنشطة اقتصادية في أنحاء العالم، وبعد أن قامت السعودية وروسيا بزيادة إنتاجهما في سباق على الحصص السوقية.
وفي وقت سابق، قالت قناة "سي إن إن" إن 13 عضوا من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي عن ولايات منتجة للنفط، عبّروا عن إحباطهم من حرب أسعار النفط التي تضر بالمنتجين الأميركيين وتهدد بتقويض العلاقات الأميركية السعودية.
وكان هؤلاء الأعضاء طرحوا في الآونة الأخيرة تشريعا يقضي برحيل القوات الأميركية من السعودية، ونقل صواريخ باتريوت ومنظومة الدفاع الصاروخي ثاد ما لم تخفض السعودية انتاجها من النفط.
ونقلت القناة عن مصدر لم تسمه، أن أعضاء المجموعة سيتحدثون إلى وزير الطاقة السعودي يوم السبت، ولا ينوون كبح جماح غضبهم، وسيضغطون من أجل التوصل إلى حل.
تكساس غاضبة
وقال مصدر آخر إن السيناتور الجمهوري عن ولاية تكساس تيد كروز، أعلن بكل وضوح أن "تكساس غاضبة"، واصفا غضب أعضاء مجلس الشيوخ بأنه لم يُسمع به من قبل عن هذه المجموعة.
وذكرت القناة الأميركية أن أعضاء مجلس الشيوخ يخشون من خلخلة قواعدهم الانتخابية إذا تعرض المنتجون الأميركيون لضغوط مالية، وهو ما سيؤذي الاقتصاد أكثر في هذه اللحظة الحساسة التي قدم فيها أكثر من 16 مليون أميركي طلبات بطالة في الأسابيع الثلاثة الماضية.
مكالمة مع السفيرة
ونقلت القناة عن السيناتور الجمهوري دان سوليفان (عن ولاية ألاسكا)، تأكيده أن الرسائل التي بعث بها أعضاء المجموعة في اتصال هاتفي مع سفيرة السعودية لدى الولايات المتحدة الأميرة ريما بنت بندر آل سعود أواخر الشهر الماضي، أظهرت بوضوح أنهم لن يقوموا بإعادة تقييم للعلاقات فحسب، بل سيتخذون خطوات من شأنها تهديد العلاقات الطويلة التي كان يدعمها معظمهم.
وقالت "سي إن إن" إن مشروع قانون قد تم تقديمه بالفعل لسحب القوات الأميركية من السعودية، وكان هناك نقاش بشأن فرض عقوبات إذا لم تساعد السعودية في إيجاد حل.
وأضافت أنه خلال المكالمة بين الأميرة ريما وأعضاء مجلس الشيوخ الغاضبين، حاولت السفيرة أن تختصر الحديث وأن تقدم نقاطا للنقاش، لكنهم لم يسمحوا لها بذلك.
وأوضحوا لها أن فقدان السعودية دعمهم سيؤدي إلى فقدان المملكة شريان حياتها في الكونغرس، وأنه بعد مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تراجع الدعم للسعودية بشكل كبير في واشنطن، وقالوا لها إنه من دون دعم هؤلاء الشيوخ فإن التشريعات المناهضة للسعودية ستزداد أكثر وأكثر.
وذكر السيناتور سوليفان أن أعضاء مجموعة الشيوخ عندما التقوا الأسبوع الماضي الرئيس دونالد ترامب، طلبوا منه الوقوف إلى جانب منتجي النفط الأميركيين.
وأضاف سوليفان أنهم أوضحوا لترامب -الذي يخشى بشدة من ضرب الاقتصاد الأميركي بسبب وباء كورونا- أن صناعة النفط لعبت دورا كبيرا في إخراج الولايات المتحدة من الركود في 2008-2009.
يشار إلى أن ترامب بذل جهودا الأسبوع الماضي للتوسط لحل الأزمة خلال مكالمات هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وملك السعودية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان.