أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن العملية العسكرية في إقليم تيغراي انتهت بنجاح، بعد أن تمكنت القوات الاتحادية من السيطرة على مدينة ميكيلي عاصمة الإقليم، في حين أكدت قوات تيغراي أنها ستواصل القتال.
وأوضح رئيس الوزراء الإثيوبي، في خطاب متلفز، أن الجيش تمكن من دخول ميكيلي دون أن يلحق الأذى بالمدنيين الأبرياء.
وفي تغريدة عبر تويتر، كتب أحمد أن "العملية الرئيسية انتهت بنجاح.. أمامنا الآن المهمة الحاسمة لإعادة بناء ما تم تدميره وإصلاح ما تضرر".
وفي السياق نفسه، أكد رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال برهانو جولا، أن القوات الحكومية تسيطر على عاصمة الإقليم بالكامل.
قوات تيغراي: سنواصل القتال
وفي أول تعليق له على إعلان أديس أبابا؛ قال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في إثيوبيا دبرصيون جبر ميكائيل في رسالة نصية لرويترز إن قواته ستواصل قتال الحكومة الإثيوبية، وذلك بعد ساعات من إعلان أديس أبابا اكتمال العمليات العسكرية للجيش في الإقليم.
وأضاف في رسالته "وحشيتهم لن تزيدنا إلا إصرارا على محاربة هؤلاء الغزاة حتى النهاية".
وردا على سؤال من رويترز في رسالة نصية عما إذا كان ذلك يعني أن قواته ستستمر في القتال، أجاب ميكائيل "بالتأكيد. الأمر يتعلق بالدفاع عن حقنا في تقرير المصير".
ولم ترد حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد على ذلك حتى الآن. وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء الإثيوبي إن الشرطة تبحث عن قادة الجبهة وإنه سيتم القبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة.
مهلة قبل الحسم
والسبت، أعلن الجيش الإثيوبي السيطرة على بلدات إستراتيجية هامة من قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، والتوجه نحو ميكيلي.
وكانت الحكومة الإثيوبية أعطت "الجبهة الشعبية" مهلة الأحد الماضي لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على ميكيلي، التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة؛ مما أثار مخاوف منظمات الإغاثة من سقوط عدد ضخم من الضحايا المدنيين، وانقضت هذه المهلة يوم الأربعاء.
ويوم الخميس، أعلن أحمد -الحائز على جائزة نوبل للسلام- بدء "المرحلة الثالثة والأخيرة" من حملته العسكرية ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.
وفي 4 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بدأت مواجهات مسلحة بين الجيش الإثيوبي والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي في الإقليم.
وهيمنت الجبهة على الحياة السياسية في إثيوبيا لنحو 3 عقود، قبل أن يصل آبي أحمد إلى السلطة عام 2018، ليصبح أول رئيس وزراء من عرقية أورومو، وهي أكبر عرقية بنسبة 34.9% من السكان.
أهداف محددة
من جانبها، نفت لجنة إدارة الطوارئ في إثيوبيا ما قالت إنه تضليل وتحريف بشأن العمليات العسكرية في إقليم تيغراي.
وأعلنت اللجنة في بيان أن "القول إن إثيوبيا متورطة في حرب أهلية وحشية، غير صحيح، بل هي عملية لإنفاذ القانون من شأنها أن تجنب المنطقة الانزلاق إلى حرب أهلية".
وأضافت أن للعملية أهدافا محدودة وواضحة وقابلة للتحقيق، وهدفها الرئيسي هو تقديم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي إلى العدالة، كما قال البيان.
ورفض البيان الأخبار التي ترددت عن قصف جوي استهدف عاصمة تيغراي، وأوضح أن القصف الجوي دقيق واستهدف المستودعات والأسلحة التابعة لجبهة تيغراي.
لاجئون
وتسببت الحرب في إقليم تيغراي بفرار الآلاف، وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الجمعة إن نحو 100 ألف لاجئ إريتري في تيغراي يواجهون خطر نفاد الغذاء بحلول يوم الاثنين في حال لم تصل إليهم الإمدادات.
وفي شرق السودان، حيث وصل أكثر من 40 ألف لاجئ فروا من معارك تيغراي، تحاول السلطات المحلية جاهدة توفير الاحتياجات المتزايدة للغذاء والمأوى، وغير ذلك من الأساسيات.
وقال فيليبو غراندي المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن السودان بحاجة إلى 150 مليون دولار لإنقاذ حياة آلاف اللاجئين الذين يتدفقون على حدوده من تيغراي.
ودعا غراندي خلال زيارة لمخيم للاجئين شرقي السودان المانحين إلى تزويد الخرطوم بهذه الموارد بأسرع ما يمكن.