قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الوضع القائم في المسجد الأقصى "لم يتغير، ولن يتغير"، مناقضا بذلك تصريحات لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
وفي بيان لمكتبه، مساء الأربعاء، قال نتنياهو: "الوضع القائم في جبل الهيكل (المسجد الأقصى) لم يتغير، ولن يتغير"، وفق وسائل إعلام عبرية بينها صحف "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" و"يسرائيل هيوم" والقناة 12 الخاصة.
وفي وقت سابق الأربعاء، قال بن غفير خلال مقابلة أجرتها معه إذاعة الجيش الإسرائيلي، بمناسبة ما تُسميه تل أبيب "يوم القدس"، والذي يؤرخ لذكرى احتلالها الشطر الشرقي من القدس عام 1967: "أنا سعيد لأن اليهود صعدوا إلى (اقتحموا) جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وصلّوا هناك اليوم".
ودعا بن غفير اليهود إلى الصلاة "علنا" في المسجد الأقصى، ما يمثل "انتهاكا" للوضع القائم فيه منذ ما قبل الاحتلال والذي تزعم إسرائيل أنها تحافظ عليه.
وحسب صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن هذه "هي المرة الأولى التي ينحرف فيها وزير إسرائيلي مسؤول عن تطبيق القانون في الحرم القدسي بشأن الوضع القائم (الراهن) هناك، والذي يمنع صلاة اليهود داخله".
والوضع القائم في المسجد الأقصى هو الذي ساد قبل احتلال إسرائيل مدينة القدس الشرقية عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد.
لكن في 2003، غيرت السلطات الإسرائيلية هذا الوضع بالسماح لمستوطنين باقتحام الأقصى، دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.
وتزعم إسرائيل أنها "تحترم الوضع القائم" بالمسجد الأقصى، وهو ما تنفيه دائرة الأوقاف الإسلامية التي أكدت مرارا في السنوات الماضية أن إسرائيل "تنتهك الوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد" عبر سماحها أحاديا للمستوطنين باقتحامه.
وبحسب ادعاءات "هآرتس"، حظرت الشرطة الإسرائيلية في السابق صلاة اليهود المقتحمين للأقصى، وقدمت ضدهم لوائح اتهام بـ"الإقدام على سلوك قد يُكدر السلم العام".
واستدركت الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة، وخاصة خلال فترة ولاية دورون ترجمان قائدا للشرطة الإسرائيلية بمنطقة القدس (منذ فبراير/ شباط 2021)، "بدأ اليهود بالصلاة همسا وحتى إقامة الصلاة في الجانب الشرقي من المسجد الأقصى، مع تجاهل الشرطة لهم".