كشف الكاتب عبد الخالق سيف عن تلقيه عرضا لكتابة مسلسل يجسد شخصية الرئيس السابق علي عبد الله صالح، لكنه رفض ذلك العرض بسبب محددات المسلسل المضللة.

وقال سيف -في منشور بصفحته على فيسبوك رصده "الموقع بوست"-: "رفضت مبلغ 200 ألف دولار لكتابة مسلسل (الصالح) عن حياة وسيرة صالح في 2014 وذلك عقب فوزي بجائزة دبي الثقافية للإبداع والنجاح الكبير لمسلسل همي همك 6".

وتابع الكاتب الدرامي: "اعتذرت عن ذلك بسبب محددات المسلسل التي أرادت أن تظهر صالح بلا أخطاء وكأنه مقدس، وهذا يتنافى مع طبيعة البشر ولا يتفق مع سياق الدراما التي يجب أن تتناول الإيجابي والسلبي وإلاّ سيتحول العمل الدرامي لمجرد عملية تجميلية فاشلة"، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن القائمين على المسلسل أرادوا منه أن يسلط الضوء على حياته من ميلاده ومشاركته في ثورة 26 سبتمبر، وصولا لعام 1974 والتوقف عن تناول هذه المرحلة ثم القفز إلى تأديته اليمين الدستورية كرئيس للجهمورية العربية اليمنية في 1978.

واستدرك: "كان من المشاهد المطلوبة في السيناريو التركيز على تحقيق الوحدة اليمنية وإظهار أن علي سالم البيض هرب إلى الوحدة اليمنية وخانها في الأخير، بينما انتصار الصالح لمشروعه في 94".

واستطرد سيف قائلا: "من تفاصيل السيناريو الذي لم يتم كان من أهم التفاصيل التي يجب تناولها أحداث جامع النهدين واتهام أسماء معينة (لم يتم ذكرهم طبعا وأخبروني أن ذلك سيتم في نهاية كتابة العمل)".

وقال: "طلبوا مني التركيز على هذه الشخصيات المتورطة والإشارة بأن لها ارتباطات وتمويل خارجي ولم تصلني هذه التفاصيل، لأنهم أخبروني أن هذه التفاصيل ستصلني في آخر مراحل الانتهاء من كتابة المسلسل وفي آخر مراحل التصوير".

ومن ضمن السيناريو يقول سيف: "طلبوا مني حرفيا أن أكتب عن 11 فبراير كأزمة طاحنة للبلد، ولا يمكن تناولها كثورة أبدا".

يضيف الكاتب: "طلبوا مني في السياق الدرامي في المسلسل أن أكتب مشهدا لصالح وهو يبكي بشدة في جمعة الكرامة على الضحايا الأبرياء مع عبارة (فعلتها ياخسيس) وتركها مبهمة".

وعن كثير من التفاصيل  يقول: " أرادوا أن اكتبها بنهايات غامضة لا تقدم إجابات أو أنها تخفي أسرارا لم يحن الكشف عنها وهذا ما أقلقني أكثر في حينه".

يشير سيف إلى أنه اعتذر عن كتابة مسلسل الصالح بحجة انشغاله بمنحته لأكاديمية الفنون في مصر، وقال: "كما أنني تعودت أن أكتب قناعاتي أيضا إذ سأكون مجرد أجير لكتابة مسلسل لا كاتب بقناعات يجب أن تحترم وبكل تأكيد كان يجب أن نحترم التاريخ وأن نسرد أحداثه ومساراته دون انتقائية".

وذكر أن "مسلسل الصالح كان سيكون أغلى مسلسل يمني من ناحية التكلفة الإنتاجية بمبلغ يصل إلى 25 مليون دولار كما أخبروني وكان سيصور في اليمن وسوريا ومصر والمغرب".

يمضي الكاتب بالقول: "كان العرض أن أتفرغ لكتابته في لبنان خلال ستة أشهر أنا وطاقم الإعداد والتجهيز لمواد السيناريو في رحلة مدفوعة التكاليف بسخاء شديد، وكانت البطولة وتجسيد صالح ستكون محصورة في أحد النجوم التالية: الفنان السوري عابد الفهد، والفنان السوري قصي خولي، والفنان المصري ممدوح عبد العليم".

وختم سيف منشوره بالقول: "رغم التوبيخ المتواصل لي من معظم الذين استشرتهم في ذلك الوقت واعتباري مجنونا إن رفضت هذا العرض وهذا المبلغ، إلا أنني الآن في 2019 أشعر أنني اتخذت القرار الصائب لإيماني أن الدراما يجب أن يلتف ويجتمع حولها كل المتفقين والمختلفين معك إن شعروا أنك كتبت الواقع بصدق وتناولت أعقد الأحداث والتفاصيل التصادمية بنزاهة أو عالجتها برمزية ذات دلالات واضحة".