"الفيل الأزرق 2" أفضل فيلم رعب مصري.. مليء بالأخطاء الدرامية
- الجزيرة نت الأحد, 11 أغسطس, 2019 - 03:16 صباحاً

قرر صناع فيلم "الفيل الأزرق 2 " حجز مكان متقدم في سباق إيرادات أفلام العيد، لذلك بدأ عرضه قبل الموسم الفعلي بأسبوعين، ليتنافس مع نفسه تقريبا في غياب الأفلام العربية أو الأجنبية المثيرة للمشاهدين، ويتخطى حاجز ثلاثين مليون جنيه (1.83 مليون دولار) خلال عشر أيام فقط من عرضه، ويتوقع له المزيد.

 

لكن هل كان نجاحه هذا بسبب مزاياه كفيلم، أم للسمعة الكبيرة التي اكتسبها بعد نجاح الجزء الأول؟

 

مليء بالأجزاء الثانية

 

يعرض الجزء الثاني من "الفيل الأزرق" في موسم حافل بالأجزاء الثانية على عكس ما اعتدناه في السينما المصرية. ففي عيد الأضحى سنشاهد هذا الفيلم بالإضافة إلى "أولاد رزق 2، الكنز 2". ومثل هذه الأفلام تعتمد على نجاح جزء سابق لها منذ سنوات قريبة بما يكفي لتظل ذكراها حية في أذهان المشاهدين المعجبين.

 

عام 2014 عرض الجزء الأول من الفيل الأزرق، ليعتبره البعض نقطة فاصلة في السينما المصرية، ربما لنوعه السينمائي المختلف، وقد دأبت السينما المصرية في العقد الأول وبداية الثاني من الألفية الجديدة على منح أعلى الإيرادات للأفلام الكوميدية وحدها.

 

بدأ هذا الفيلم سلسلة تعاون بين أحمد مراد ومروان جامد، الأول ككاتب سيناريو للمرة الأولى والثاني كمخرج شاب لكن بسيرة ذاتية بها أفلام مهمة مثل "عمارة يعقوبيان، إبراهيم الأبيض". اجتمع الاثنان بعد ذلك في "الأصليين" عن سيناريو أصلي لمراد، و"تراب الماس" عن رواية الأخير، ثم "الفيل الأزرق 2".

 

.. إلا قليلا

 

تدور أحداث "الفيل الأزرق" في الجزء الثاني في نفس العالم الذي تأسس بالجزء الأول. الطبيب النفسي يحيى يعود لكن هذه المرة وقد حقق حلم حياته وتزوج من حبيبته لبنى وأنجب منها صبيا، وترك الطب النفسي وعالم العباسي، وقطع علاقته بالأخ من الجزء الأول شريف "خالد الصاوي" الذي أصيب بالمس ودارت حوله حبكة الفيلم.

 

تبدو الأمور من الخارج هادئة، لكن خلف هذه العلاقة الزوجية هناك حرب مشتعلة، وهي بسبب الخيبات المتبادلة والملل، كل ذلك يدمره خطر قادم تمثله مريضة جديدة في المستشفى الأمراض النفسية والعقلية، وهي فريدة التي تطلب أن تتحدث مع يحيى وحده.

 

إذن لدينا هنا عالم مؤسس له جيدا بجزء أول، وشخصيات تطورت بشكل ناضج، وشخصيات جديدة مضافة، ومخرج بالفعل يمتلك ما يقدمه، مما أثمر عن ثلثي فيلم ممتاز بالفعل، كاد أن يصبح أفضل فيلم رعب مصري وذلك لأنه تجاوز أغلب مشاكل الجزء الأول، مثل ضعف المؤثرات البصرية، أو الاعتماد على حبكات تافهة لا تخيف طفلًا صغيرًا.

 

هذه المرة الجمهور كان بالفعل خائفا، وحتى لو توقع القادم فقد كان يقدم له بصورة مبهرة، مع موسيقى تصويرية قوية من هشام نزيه، ومؤثرات تستخدم بهذه الاحترافية لأول مرة.

 

وبالتعاون مع أبطال الجزء الأول كريم عبد العزيز ونيللي كريم وبالإضافة إلى إياد نصار وهند صبري في الجزء الجديد امتلك الفيلم طاقمًا جيدًا بالفعل.

 

قدم البطلان القديمان أداء أفضل من الجزء السابق، فقد امتلكت شخصياتهما تحولات كبيرة، وعلى الرغم من استئثار كريم عبد العزيز بأغلب المشاهد إلا أن نيللي كريم استطاعت في مشاهدها القليلة نسبيا تقديم ما يعتبر ممتازا بالنسبة لشخصية لبنى، بينما كان أداء هند صبري يحتوي على الكثير من المبالغة ولكن بصورة مقبولة.

 

أما عن إياد نصار فهو المظلوم الأكبر في هذا الفيلم، لأن الشخصية التي قدمت له لم يكن لها أي داعي من الأساس، فهو لم يقدم أي جديد للدراما، ووجوده من عدمه سواء، بل كانت شخصيته نقطة ضعف بالتفاصيل التي أحيطت به والتي كانت غير متناسبة مع العالم المؤسس له بالجزء الأول والثاني.

 

هل هو سيناريست جيد؟

 

قدم مراد في تاريخه السينمائي أربعة أفلام، جميعهم مع مروان حامد، والأفلام الأربعة كانت نقطة ضعفها الأبرز هي السيناريو، في معادلة بسيطة يمكنها أن تجيب عن التساؤل بوضوح.

 

مراد كسيناريست لديه العديد من المشاكل المتكررة في كل أعماله، بداية من إضافته الخيوط الدرامية والشخصيات بصورة غير مبررة ولا تخدم الحبكة الأساسية، والحوار الذي يجنح للسذاجة في بعض الأحيان، والتكرار بصورة مثيرة لأعصاب المشاهد لأشياء رآها منذ دقائق فقط للتأكيد على ملاحظته لها.

 

يمكن القول إن "الفيل الأزرق 2 " ضحية أحمد مراد بصورة مؤسفة، فعلى الرغم من أن بدايته كانت بالفعل مشجعة، وقد استطاع جمع خيوطه القديمة وحبكها ثانية في نسيج مثير للمشاهد، ولو تغاضينا عن شخصية الطبيب أكرم، لوجدنا أنه حتى بداية الكشف عن الأزمة كان الفيلم مقبولا.

 

فبعد ارتفاع توقعات المشاهدين إلى السماء، وجدوا أن هذا الجبل المهيب تمخض عن فأر، والكشف كان هزيلا وهزليا لدرجة معيبة بالفعل، ومستخفة بعقول المشاهدين، والأهم -وذلك عيب كبير في أي سيناريو- قد هدم أساسيات من الجزء الأول بني عليها هذا الجزء الجديد، وترك الفيلم المشاهدين في حيرة يحاولون جمع الخيوط المتناثرة في عملية كان على المخرج والمؤلف أن يفعلاها بنفسيهما بدلا من هذه النهاية المحبطة.

 

بعد انتهاء الفيلم توقع الكثير من المشاهدين صدور جزء ثالث من "الفيل الأزرق" وهو الخبر الذي أكده أحمد مراد من ناحيته، لكن أضاف أن تلك نية فقط حتى الآن ولم يتحدد الأمر بصورة نهائية بعد.


التعليقات