مسلسل "أرض محرمة".. هل يليق بحدث الثورة السورية؟
- الجزيرة نت السبت, 21 نوفمبر, 2020 - 11:41 مساءً
مسلسل

[ يؤخذ على المسلسل الجديد اختصار الحرب في سوريا على محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة (مواقع التواصل) ]

أعلنت شبكة "أوربت شوتايم" (OSN) عن عرضها لمسلسل "أرض محرمة" (No Man's Land) بالتعاون مع شركة "فريمانتل"، ليكون أول مسلسل أجنبي تدور أحداثه الدرامية في سوريا.

 

ووفق الشركة، فإن المسلسل يتألف من 8 حلقات تتميز بوتيرتها السريعة، ويرصد تفاصيل الحرب السورية من منظور شاب فرنسي يبحث عن أخته التي افترقت عنه، حيث يبدأ باكتشاف الغموض المحيط باختفاء أخته تدريجيا من خلال التعاون مع وحدة من المقاتلات الكرديات المواجهة لتنظيم الدولة، ليسافر معهن عبر أراضي تقع تحت سيطرة التنظيم.

 

ويركز المسلسل -وفق الشركة- على الروابط العائلية، وتتنوع شخصياته بين المقاتلات الكرديات اللواتي يشكلن مليشيا لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، كما يرصد ظاهرة تجنيد النساء القاصرات للقتال في صفوف القوات التي تتصارع على النفوذ في سوريا، ولا سيما تنظيم الدولة وقوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية.

 

ويشارك في المسلسل ممثلون من جنسيات أجنبية مختلفة، مثل: فرنسا وبريطانيا وبلجيكا وسوريا، ويعتمد على وقائع حقيقية، ليقدم "نظرة فريدة عن الأحداث المأساوية في سوريا وتأثيرها على العالم"، كما تقول الشركة.

 

ووفق الجغرافية السورية، فالمسلسل يركز على منطقة شمال شرقي سوريا، التي شهدت خلال السنوات القليلة الماضية صراعا عسكريا حاسما بين تنظيم الدولة من جهة، وبين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد التنظيم من جهة أخرى.

 

وينظر إلى هذه الصراعات والمعارك من وجهة نظر عالمية على أنها محاربة للإرهاب في سوريا، خاصة في مدن سيطر عليها التنظيم كالرقة وعين العرب ومنبج، وهي الصراعات التي توصف من قبل فئة واسعة من السوريين بأنها لا تخدم مسار الثورة السورية وأهدافها.

 

وغابت الأعمال الدرامية عن الحرب السورية محليا وعالميا، واقتصرت بعض الأعمال على جهود فردية لم ترق إلى حدث الثورة في سوريا التي تكمل عامها العاشر.

 

ويؤخذ على المسلسل الجديد اختصار الحرب في سوريا على محاربة الإرهاب وتنظيم الدولة، وعدم الخوض في مسار الحراك الشعبي الذي بدأ عام 2011، قبل ظهور التنظيم ونشأة قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية.

 

ورغم الثورة الرقمية وكم المعلومات الهائل حول الأحداث في سوريا منذ عام 2011 وحتى اليوم، فإن ادعاء النظام السوري حول محاربة "إرهابيين" يريدون تدمير الدولة تم تسويقه في أذهان الأوروبيين والأميركيين، ويبدو أن المغامرة والتشويق التي تثير المشاهد بشأن خفايا تنظيم الدولة تم استخدامها من قبل منتجي المسلسل.

 

تجربة مشابهة

 

وفي وقت سابق أعلنت شركة "ميلو إنترتينميت" (MiLu Entertainment) في لوس أنجلوس الأميركية، عن إنتاج الفيلم الأميركي "حلب" (Aleppo) الذي يتناول قصصا عن المدينة العريقة في خضم الحرب السورية، بتوقيع من المخرج البرازيلي ديفيد شورمان، وتلعب دور البطولة فيه الممثلة الأميركية أوليفيا مون.

 

ويسرد الفيلم قصة تجمع بين صحفية أميركية من الأمم المتحدة وطفل سوري من مدينة حلب قتلت أمه وأخته بقصف استهدف أحد الأسواق، حيث يقرر والده إرساله إلى تركيا بحثا عن حياة أفضل بعيدا عن نيران المدافع والطائرات.

 

وتجمع الأقدار الطفل الحلبي الهارب بالصحفية الأميركية، ويحاول الاثنان النجاة من جحيم القصف والحرب عبر الخروج إلى الأراضي التركية، في وقت يواجهان فيه مخاطر هائلة على الطريق، مرورا بالصحراء ومناطق سيطرة تنظيم الدولة في ريف حلب (شمالي سوريا).

 

ومرة أخرى، تغيب محنة السوريين لتختصر بمغامرة الصحفية الأميركية في الهروب من براثن تنظيم الدولة، وهو ما أثار سخطا كبيرا على منتجي الفيلم الذي يتجاهل قصص السوريين في مواجهة الدكتاتورية والآلة العسكرية التي بطشت بهم على مدى 9 سنوات.


التعليقات