شاعر وكاتب ورائد في مجال العدالة الاجتماعية ومصمم معماري، هكذا يمكن وصف فيكتور هوغو كفنان متعدد المواهب، ويسلط هذا التقرير الضوء على دقة أعماله التصويرية.

تقول الكاتبة سابين أودريري في التقرير الذي نشرته صحيفة "لاكروا" (La Croix) الفرنسية إنه في انتظار إعادة افتتاح منزل فيكتور هوغو في باريس -حيث كان من المقرر إعادة فتح المتحف للجمهور في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بعد 18 شهرا من الأشغال- سيتم عرض تلك الأعمال العام الجاري، إذ تكشف هذه المونوغرافيا الرائعة مدى ثراء رسوماته.

ويتمتع فيكتور هوغو بمواهب مذهلة، بما في ذلك عبقرية الكاتب والشاعر، والمفكر الملتزم بالعدالة الاجتماعية، والفنان والحرفي والمصمم لمنزليه اللذين تحولا إلى متحفين في باريس وغيرنسي.

وتظهر رسومات فيكتور هوغو مدى تفرده من خلال مزيج التمثيلات المجردة والقوية والصعبة التي نجدها في أعماله، فهي تمثيلات رومانسية، لكنها رمزية أكثر من أي شيء.

أعمال خيالية كاملة

وأضافت الكاتبة أن الكآبة والأحلام وهالة الحداد المحيطة هي المشاعر القوية التي يعبر عنها هوغو في أعماله، وبالإضافة إلى الرسومات المعمارية هناك رسوم كاريكاتيرية وأعمال تصور شفقا غامضا، وضباب الصباح، وبعض المناظر الطبيعية.

وأوضحت الكاتبة أنه في المشاهد الطبيعية التي يرسمها هوغو أشياء أكثر غرابة، وبالإضافة إلى ذلك هناك العديد من أعمال الخيال مثل تصويره وجهين للعدالة في شكل صورة ظلية لرجل مشنوق ووجه رجل يصرخ يقف في الليل.

وفي هذا السياق، يوضح جيرار أودينيه مدير دار فيكتور هوغو باريس غيرنسي أن "وحشية قانون (البشر) تتعارض مع عدالة (للشعب)، هذه الرسومات تجسد رعب هوغو من عقوبة الإعدام".

وعلاوة على ذلك، غالبا ما تكون أعمال هوغو باستعمال لون واحد كالحبر البني والفحم وقلم رصاص الغرافيت، مع إضافات من الألوان المائية، ويعيد عمل جيرارد أودينيه إنتاجها بعناية فائقة.

وبالإضافة إلى ذلك، يسمح لنا نصه بفهم التغييرات والإثراء الذي ظهر على مر السنين، وانعكاسات حياته الحميمية أو الأدبية أو السياسية على أعماله.

ويشير أودينيه إلى أن عمله "تشكل بفضل صراع كبير لمنح رؤاه المؤرقة تعبيرها الصحيح وشاعريتها الدقيقة وكتابتها الدرامية المثالية".

وعند هذا المستوى تتجلى عبقرية هوغو التصويرية، وهو ما يساهم في الحفاظ على استمرارية أعماله حتى يومنا هذا، وهذه هي الطريقة التي تمكنه من تزويد رسوماته بأكبر قدر من القوة.