[ الزميلة وئام الصوفي خلال إجراء الحوار مع مدير أمن تعز العميد منصور الأكحلي ]
كشف مدير أمن تعز العميد منصور الأكحلي، أن عملية اغتيال رئيس فريق الغذاء العالمي مؤيد حميدي، كانت عملية مخطط لها بعناية، وبدأ التخطيط لها منذ شهرين، وذلك بعد أن أعلنت كثير من المنظمات، ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة أن تعز ستكون مقرا لها، ولكثير من المنظمات.
وقال مدير أمن تعز العميد في حوار مع الموقع بوست إن الحملة الأمنية حققت نجاحات كبيرة، واستطاعت القبض على منفذين العملية في وقت قياسي، كما تمكنت من ضبط عدد من الأسلحة والذخائر والمتفجرات، التي كانت بحوزة العصابة، بالإضافة لضبط مصنع متفجرات مصغر، كانت العصابة تستخدمه في صناعة العبوات الناسفة.
وأوضح أن الحملة الأمنية تمكنت من توفير الحماية الكافية لمقرات المنظمات الدولية وتحركات منتسبيها، ومنع التجول بالسلاح، سواء كان على الأطقم، أو السيارات، أو الأفراد، وكذلك اغلاق مداخل المدن الرئيسية بنقاط تفتيش، ومنع حركة الدراجات النارية من الساعة الثامنة مساءً حتى السادسة صباحاً، وإزالة ملصقات السيارات (العاكس)، وفحص وثائقها، وضبط غير المجمركة، أو غير مرقمة.
نص الحوار:
* أين وصلت التحقيقات مع المتورطين باغتيال ممثل برنامج الغذاء العالمي؟
**في البداية نشكركم على الاهتمام بالقضايا الأمنية ومتابعتها اولاً بأول، وجميع القضايا التي تهم الأمن، أما بالنسبة للتحقيقات فقد وصلت لمرحلة متقدمة جداً، وهناك اعترافات مبشرة بالخير، والخلية المتورطة هي من تقوم وراء الكثير من الاغتيالات، ومنها اغتيال ممثل الغذاء العالمي مؤيد حميدي في التربة بالشمايتين، وهناك بعض المطلوبين أمنياً، ومن ضمنهم رئيس الخلية، أو زعيم هذه الخلية زكريا عبده الرقيب الشرجبي، ومجموعة معه، لا نزال نطارده، وما تزال الحملة الأمنية تتعقبه، وإن شاء الله سيتم القبض عليه.
*كيف تنظرون لهذه الحادثة وتأثير تداعيتها على تعز؟
**طبعاً هذا الحادث جبان، ويؤثر على سمعة تعز، ولها تأثير مباشر، لكن بحمد الله تعالى الأجهزة الأمنية كانت له بالمرصاد، واتخذت الإجراءات التي حدت من تأثير هذه الحادث على سمعة تعز، ولاتزال الأجهزة الأمنية والحملة الأمنية تطارد بقيه المطلوبين، وستتحسن بشكل ملحوظ.
*هل سيتم مصارحة الرأي العام بنتائج التحقيقات؟
**بالتأكيد عندما تنتهي التحقيقات سيتم اطلاع الرأي العام بكل شفافية، وبكل الإجراءات التي تمت مع نتائج التحقيقات.
*إذا كان هناك جهة يمكن توجيه الاتهام اليها حول المتورطين بعملية الاغتيال فمن تكون؟
**بالتأكيد المستفيد الوحيد لهذه الحادثة هم العدو الانقلابي الحوثي، ولكن العدو الآن يجند أكثر من جهة، وأكثر من طرف، يجند تنظيم داعش، ويجند تنظيم القاعدة، ويجند عملاء له في الداخل، ويجند مخبريين له، ومختلف الوسائل التي تمكنه من إلحاق سمعة سيئة بمناطق الشرعية وخاصة في محافظة تعز.
*قلت أن الحادث يأتي في سياق استهداف تعز خاصة بعد الإعلان على أنها ستكون مقر للبعثات الرسمية؟ هل ممكن التوضيح أكثر؟
**بالتأكيد من خلال الاعترافات والتحقيقات مع أغلب الذين تم ضبطهم يتضح أن التخطيط لهذه الحادث بدأ منذ شهرين تقريبا، الفترة هذه فعلاً هي الفترة التي أعلنت كثير من المنظمات ومنها المنظمات التابعة للأمم المتحدة إن تعز ستكون هي مقر لها، ومقر لكثير من المنظمات، طبعاً انفردت تعز من دون المحافظات في الجمهورية لهذا الاختيار، وهذا أغاظ العدو، وأغاظ كل من يكره تعز، أو يحقد على تعز بأن يرتكب مثل هذه الحماقات التي تودي لمنع المنظمات من دخول تعز.
*هناك أطراف لها موقف سلبي لسرعة عملية القبض على القتلة كيف تفسرون ذلك؟
**اذا كنتي تتحدثين عن الجهات الرسمية لا توجد هناك جهات رسمية لها نظرة سلبية.
**لا ليست جهات رسمية، الموقف السلبي على هيئة حملات اعلامية ضد الحملة الأمنية حول دخول منقطة شرجب للقبض على المتورطين، ورافقها اتهامات ومسلسلات مفبركة؟
**لا يهمنا من يهاجم الحملة الأمنية إعلامياً أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو أي وسيلة، نحن نقوم بعملنا بمهنية، وبما يتطابق مع الدستور والقانون، وبما يرضى الله سبحانه وتعالى، ولا يهمنا بعد ذلك من قال أو تحدث أو تكلم، من يريد أن يتظلم من أي إجراءات أو أخطاء حدثت في الحملة الأمنية فهناك وسائل يمكن أن يتبعها.
*البعض يثير أن تعز تتوجد فيها مليشيا منفلته في السلاح ويعتبر ذلك سبب من أسباب الجريمة ما تعليقكم؟
**طبعاً بالنسبة للسلاح هي فعلاً مشكلة نعاني منها في تعز، بسبب وجود الجبهات المنتشرة على حدود المحافظة، وخاصة المدينة، العدو يتمترس على مرتفعات مطلة على المدينة، وعلى تباب وثكنات، لحصار المدينة، بالتأكيد هناك من يحمل سلاح ضد هذا العدو، ولكن أصبح فعلا حمل السلاح عادة سيئة يقوم بها الشباب المراهق، ويؤدي هذا السلاح إلى كثير من الجرائم، نحن عملنا عدة حملات، ونسقنا مع قيادة المحور، لضبط المنفلتين، والذين يحملون السلاح بغير صفة رسمية، ونجحت الحملة في كثير من المديريات، وسنستمر فيها.
*يوجد في الساحل الغربي قوات أمنيه وعسكريه هل لها تأثير في تعز؟ أو هناك تعاون بين الطرفين؟
**هناك تعاون للغاية موجود مع الجهات الأمنية والعسكرية في الساحل الغربي، ولكن ليس بشكل المطلوب.
*كيف ليس بالشكل المطلوب؟ هل من توضيح أكثر؟
**والله المعني في بطن الشاعر، والسؤال يوجه لأصحاب الساحل.
*كان هناك حسم في التصدي للمتورطين لجريمة الاغتيال، هل يمكن شرح كيف عملت الأجهزة الأمنية؟ في ضبط القتلة؟
**طبعاً العملية كانت بمجرد ما تلقينا البلاغ، وتحركتُ أنا بحملة أمنية من تعز، ووصلنا العصر، وكان هناك الأجهزة الأمنية التي انتشرت، وأغلقت مداخل مدينة التربة، وتم التعرف على الصور التي استخرجت من كاميرات المراقبة، وعبر بعض المواطنين من أبناء المنطقة، الذين يتعرفون على الشخصيات الموجودة في مسرح الجريمة.
طبعاً التعرف على الصور هو عملية مبدئية، ولا يعتبر دليل قاطع، لكن كان بمثابة خيط يدلنا ويقودنا إلى الجناة، وتعرفنا على أحد المرتكبين للجريمة، وتم التحرك على الفور، وحددنا الخلية التي يتبعها ذلك الشخص، بحسب المعلومات الأولية، وتم التحرك وضبط الخلية، وكانت من أنجح العمليات التي قمنا بها، وهي في مرحلتها الأولى، ولم تطلق فيها طلقة واحدة، وهذا نجاح ممتاز.
*نشر مركز الاعلام الأمني عن العثور على عدد من الأسلحة؟ هل يمكن الحديث عن نوعها؟
*تم ضبط كميات مهولة من المتفجرات والأسلحة المختلفة، وهناك معمل مصغر لصناعة المتفجرات في داخل منزل الشيخ أحمد سيف الشرجبي رحمة الله عليه، وللأسف الشديد هذا المعمل يوجد في مكان نحن أبناء الحجرية كنا نعتبره مقدس لقداسه الشيخ أحمد سيف الشرجبي.
*كان هناك هجوم اعلامي على حملتكم، حول دخول منزل الشيخ احمد سيف الشرجبي رحمة الله عليه؟
**هذ هو السبب الذي جعلنا ندخل لمنزل الشيخ أحمد سيف الشرجبي رحمة الله عليه، لأنه أثناء التحقيقات مع المتهمين اعترفوا أن هناك متفجرات وأسلحة، وهناك مضبوطات موجوده داخل بيت الشهيد الشرجبي.
*ماذا عن معمل للمتفجرات؟
** هو عبارة عن معمل مصغر للمتفجرات، ووجدناه في منزل الشهيد الشيخ الشرجبي.
*ما الذي استنتجتموه من جريمة مقتل المسؤول الأممي؟
**طبعاً هناك عدة إجراءات قمنا بها بعد ارتكاب هذه الجريمة، منها تعزيز الحراسة والحماية الكافية للمنظمات الدولية، ومنتسبيها، أثناء تواجدها في المدن الرئيسية بتعز، وأيضاً أثناء تحركها وتنقلها في المناطق، وكذلك حملة لمنع السلاح، وعدة إجراءات، وما زالت الحملة مستمرة للقيام بها.
*كلمة توجهها لأبناء محافظة تعز؟
**أوجه كلمتي لأبناء محافظة تعز، وأطالبهم التعاون مع الأجهزة الأمنية، ونبذ العناصر التي يشتبه أنها تقوم بالإخلال بالأمن، وخاصة تلك الجرائم التي تمس بسمعة تعز وأمنها، وسمعة المجتمع التعزي المسالم، وأن يبلغوا أولا بأول عن أي إخلال، أو بأي شخص يشتبه به بهذه الجرائم، لأن ما يحدث فيما بعد يؤلم الجميع، لذلك أرجو أن يكون المواطن شريك أساسي في صناعة الأمن.