توالت ردود الأفعال من السياسيين والإعلاميين والناشطين الحقوقيين، على جريمة إعدام مليشيات الحوثي والمخلوع صالح لأربعة رهائن من مشائخ ووجهاء محافظة البيضاء، وسط اليمن.
وأثارت الجريمة التي ارتكبتها المليشيا بمحافظة البيضاء، موجة غضب واستنكار واسعة، في الأوساط السياسية والإعلامية والحقوقية، في اليمن، حيث اعتُبرت هذه الجريمة امتداد لتحالف الشر الذي يستمد بقاءه وقوته من ممارسة أبشع الجرائم وأقذرها.
وكانت ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح أقدمت قبل يومين على إعدام أربعة من مشائخ ووجهاء البيضاء، وتم التعرف على جثثهم اليوم الأربعاء، بعد العثور عليها بإحدى المناطق بالمحافظة.
إعدام رهائن
بدورها بعثت لجنة التهدئة المحلية بلاغاً إلى المبعوث الأممي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بشأن الجريمة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، بإعدام أربعة من مشائخ المحافظة.
واوضحت اللجنة في بلاغها عن الحادثة منذ بدايتها، وقالت " ان الميليشيا اقتحمت يوم الأحد 31 يوليو 2016م منازل كلاً من الشيخ أحمد صالح أحمد العمري (رئيس فرع المؤتمر بمديرية ذي ناعم ) والشيخ/ محمد أحمد محمد العمري (مدير مكتب الخدمة المدنية بالمديرية ) والشيخ/ صالح سالم بنه العمري (احد وجاهات المديرية) والشيخ/ صالح أحمد صالح العمري وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة دون أدنى ذنب أو سبب يذكر".
ودعت لجنة التهدئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمجتمع الدولي إلى "الوقوف بجد وحزم أمام هذه الجرائم البشعة التي ترتكب على مرأى ومسمع من الكل في أرض اليمن".
جريمة منكرة وعمل حقير
وفي هذا السياق وصف وزير الاعلام اليمني السابق وعضو مجلس البرلمان، علي العمراني، قتْل مشايخ آل عمر وهم في سجون الحوثي، ورميهم في القفار الخالية جريمة منكرة وعمل حقير وغادر.
وقال "العمراني" في صفحته على موقع "فيسبوك": "لا يُستغرَب أن تأتي مثل هذه الجرائم من عصابة فاشية مجرمة، لكن السؤال لزملائنا السابقين المؤتمريين الذي يحتفلون بتحالفهم "الإستراتيجي" مع الحوثيين واستبشر كثير منهم من قبل باجتياح الحوثيين لعمران وصنعاء والبيضاء وتعز وعدن وغيرها".
وتساءل وزير الاعلام السابق قائلا: "إلى أين يقودكم ويقود البلد "الزعيم" الأرعن وأعوانه المتبجحون؟"، مشيرا إلى أن أحد الشهداء كان رئيس فرع المؤتمر بالمحافظة.
جريمة بشعة
من جانبه أوضح الكاتب الصحفي عبدالباسط القاعدي، أن جريمة تصفية أربعة من مشائخ آل عمر في محافظة البيضاء هي إحدى جرائم تحالف الشر اليومية بحق اليمنيين، مشيرا إلى أن هذا التحالف يَعمد للتغطية على جرائمه بارتكاب مجازر وجرائم أخرى.
وأضاف "القاعدي" بصفحته على "فيسبوك"، أن "طريقة تصفية مشائخ آل عمر بشعة بمقدار بشاعة وقذارة هذا التحالف القميء الذي دنس واقعنا وأحال حياتنا إلى جحيم".
وتابع قائلا: "ما هو الإرهاب إن لم تكن هذه الجريمة أهم صوره؟، وماذا أبقيتم لـ "داعش" التي تتشدقون ليلا ونهارا بمحاربتها؟"، مردفا بالقول: "مع العلم أن "داعش" التي ندينها لم تفعل باليمنيين معشار معشار معشار ما فعله تحالف الحوثي والمخلوع بهم".
وختم كلامه قائلا: "تدعون محاربة "داعش" وأنتم أهم أدوات إنتاجها وتدويرها".
طريقة مروعة
بدوره وصف الكاتب والمحلل السياسي "ياسين التميمي" طريقة تصفية المشائخ الأربعة الرهائن من قبل الحوثيين، بالمروعة والصادمة.
وقال "التميمي" بصفحته على "فيسبوك": "هذا الفعل الإجرامي لا يجب أن يكسر شوكة الأحرار بل ينبغي أن يوسع من دائرة الرافضين للقهر والقمع بأدوات الدولة المنهوبة".
وأضاف: "عليهم أن يقاتلوا بشجاعة حتى هزيمة الميلشيا الانقلابية وهي وشيكة، مشيرا إلى أن الميلشيا القاتلة ليست الحوثيين فقط، بل أيضاً عساكر المخلوع صالح الذين يقاتلون في البيضاء ويفرضون سيطرة عسكرية وأمنية شاملة على المحافظة"، حسب قوله.
عُنف مفرط
من جهته علّق الصحفي "فهد سلطان" رئيس تحرير موقع "اليمني الجديد" على جريمة تصفية مشائخ البيضاء من قبل الحوثيين بالقول: "يُخيلُ إليَ أن تصفية مشايخ آل عمر الأربعة بتلك الوحشية والعنف المفرط في محافظة البيضاء نفذه الحوثيون بتوجيهات المخلوع صالح، وربما يكون ذلك الفعل تدشين لمرحلة جديدة من إدارة الصراع بعد تسلمه إدارة المجلس السياسي الجديد".
واعتبر "سلطان" في منشور بصفحته على "فيسبوك" أن هذه الجريمة، رسالة للمشائخ المناوئين لمشروع الإنقلاب والمؤيدين لشرعية الدولة، "أنه وبغياب الدولة لا قانون يقف أمام تمددنا واستعادة النفوذ سوى سلطة المشايخ، فلتخضع لنا أو لتلقى مصيراً محتوماً"، حسب قوله.
من جانب آخر قال عضو مؤتمر الحوار الوطني، مراسل العرب اللندنية، وعضو الأمانة العامة لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين صالح البيضاني، إن "الميليشيات الحوثية المجرمة تجاوزت كل أنواع الإجرام والارهاب عبر التاريخ".
واضاف "البيضاني" على صفحته بموقع "فيسبوك": "في محافظة البيضاء في الأيام الماضية بلغت وحشيتها أقصى درجاتها"٬ مشيرا إلى أنهم فجروا المنازل وقتلوا الشيوخ وألقوا بجثثهم في الشعاب٬ مختتما منشوره متسائلا: "أي بشاعة أكبر من هذه؟".
