هل إيران قادرة على إرسال ميليشياتها إلى اليمن .. وما أبعاد ذلك؟ (تقرير)
- وئام عبدالملك - خاص الاربعاء, 07 سبتمبر, 2016 - 09:35 مساءً
هل إيران قادرة على إرسال ميليشياتها إلى اليمن .. وما أبعاد ذلك؟ (تقرير)

كشف الخبير العراقي صفاء الموصلي، اليوم الأربعاء 7 سبتمبر/ أيلول، عن توجه 5 آلاف من مليشيا الحشد الشعبي الطائفي في العراق إلى اليمن، بالإضافة إلى كتائب شيعية عدة، وذلك لمساندة مليشيا الحوثي الانقلابية، التي تخوض قوات الشرعية المسنودة بالتحالف العربي حربا ضدها منذ أكثر من عام.
 
وتأتي هذه التصريحات عقب زيارة اتسمت بالطائفية، قام بها وفد مليشيا الحوثي الانقلابية، إلى بغداد قبل أيام، ولقائه بعدد من المسئولين، منهم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، ووزير الخارجية بالحكومة العراقية، إبراهيم الجعفري، والمرجعية الشيعي العراقي عمار الحكيم، والقيادي بالحشد الشعبي، أبو عزرائيل، الذي ظهر برفقة الوفد وهو يهدد المملكة العربية السعودية.
 
كما جاءت هذه التطورات، عقب إعلان مسؤول إيراني رفيع، عن تشكيل ما يسمى" الجيش الشيعي الحر" العابر للحدود، وتأكيده أنه يقاتل تحت إمرة الجنرال قاسم سليماني، في عدة دول من بينها اليمن.
 
ويتزامن هذا مع ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري في تعز، وكذا في جبهة نهم الواقعة على تخوم صنعاء، وفي مأرب والجوف، وعلى الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية،  حيث تدور معارك عنيفة، تكبدت خلالها مليشيا الحوثي وحلفائها خسائر كبيرة.
 
ويقول مراقبون إن إيران تسعى لتغذية الطائفية في المنطقة العربية بحديث وكلائها عن هذه الخطوة- التي لا تخرج في الوقت الحالي عن دائرة "التهديد"- على غرار ما حدث في سوريا أو العراق، وأشاروا إلى أن هناك صعوبة كبيرة في إرسال "طهران" لمليشياتها وبأعداد ضخمة إلى اليمن، بسبب البعد الجغرافي بين البلدين، ووجود رقابة على السواحل اليمنية، التي تستخدمها لتهريب الأسلحة إلى المليشيا الانقلابية.
 
الجدير بالذكر أن تقارير عدة كشفت عن استغلال مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية للاجئين غير الشرعيين إلى اليمن، مستغلة فقرهم، وقامت بتجنيدهم والزج بهم في جبهات القتال.
 
صعوبات عدة
 
وفي هذا السياق قال الباحث في الشئون الإيرانية عدنان هاشم، إن من السابق لأوانه الحديث عن إرسال مقاتلين بالآلاف إلى اليمن، فلا حدود مشتركة تربط العراق باليمن، كما إيران وحزب الله بالنسبة للعراق وسوريا، لافتا إلى أن مليشيا الحوثي تحتاج إلى خبراء "صواريخ بالستية"، وخبراء حروب وتخطيط، إلى جانب مُدربين، إذا فرضنا أن المخططين جرى استهدافهم، وليس مقاتلين، إلى جانب الكثير من الأسلحة التي سيتم تدفقها بعدة طرق.
 
وأكد في تصريحه لـ(الموقع بوست) أن من الصعب دخول آلاف المقاتلين إلى اليمن، إلا إذا كان على شكل دفعات ضمن قوافل تجارية وسفن عملاقة، وذلك صعب للغاية، جراء الرقابة على السفن القادمة إلى اليمن والإيرانية منها خاصة.
 
ويعتقد الباحث اليمني أن التهديد بإرسال قوات من الحشد الشعبي إلى اليمن ليس كنتائج لزيارة وفد الحوثي إلى بغداد، وإن كان دافعاً لنشره، فالتهديد جاء قبل مدة من الأراضي الإيرانية، بتصريح من القيادي في الحشد الشعبي "أبو عزرائيل"، أنهم سينتهون في العراق لينتقلوا لقتال السعودية من اليمن.
 
ونظرا لاعتماد إيران على ميليشياتها التي تنتقل لحماية مصالحها يقول "هاشم" إن "الحرس الثوري" في العراق يقاتل كما يقاتل حزب الله اللبناني في سوريا لـصالح مصالح إيران وليس لصالح الرئيس السوري بشار الأسد، فعندما تقرر إيران أن "الأسد" لا مكان له من السلطة، ستسحب قوات حزب الله، وبالمثل عندما ترى إيران أن هناك حاجة للحشد الشعبي بالدخول إلى اليمن، سترسل مقاتليها إلى هناك إلى جانب خبراء من حزب الله.
 
دلالات وأبعاد
 
من جانبه يرى المحلل السياسي محمد الغابري أن إرسال إيران لقوات من مليشيا الحشد الشعبي إن صح ذلك له أبعاد خطيرة، تتمثل في التبعية الكلية لإيران من قبل حركة "الحوثية" سياسيا وطائفيا، بعد أن كانت تحتج على اليمنيين بأنها زيدية وليست اثنا عشرية.
 
مضيفا في حديث خاص لـ(الموقع بوست) أن ذلك يدخل في إطار إستراتيجية أمريكية تجاه المنطقة للحيلولة دون حدوث تغيير، وعدم تكرار ثورات الربيع العربي، التي عدّها الغرب وأمريكيا بداية يقظة لأمة تمتلك كل عناصر القوة التي تهدد بقاء الولايات المتحدة الأمريكية في المركز الأول، ويمكنها التفوق على الحضارة الغربية برمتها، وتغدو" إسرائيل" في خبر كان، تقوم فيها إيران بدور الحرب القذرة لإغراق المنطقة في الفوضى والتوحش، عبر أذرعها الشيعة العرب في العراق واليمن ولبنان، كما تجند الشيعة الباكستانيين والأفغان لمشروعها، الذي يتمثل في إحياء الإمبراطورية الفارسية مقابل الروم.
 
ووفقا للمحلل السياسي اليمني فإن تفكير إيران بإرسال ميليشياتها إلى اليمن، يعني فشل الحوثيين في السيطرة على اليمن، وثبوت كونهم أقلية بأفق طائفي ضيق يأبى الاندماج في الحياة السياسية اليمنية، بل يستعلي عليها ومن موقع الأقلية.
 
ولا ريب في أن قدوم مليشيا الحشد الشعبي من العراق، سيضيف عناصر للمشهد اليمني، أشد قسوة وأكثر توحشا، كون تلك المليشيا اشتهرت بالسلوك المتوحش الإجرامي. حد تعبيره.
 
وعلق "الغابري" في ختام حديثه عن أبعاد تلك التهديدات بالقول: "إن إيران تسعى لتأجيج الصراع الطائفي، وتكرار الحروب الدينية القذرة التي وقعت بين الطوائف المسيحية في أوروبا لكن بوسائل أكثر فتكا".
 
ويعوّل مراقبون على الشعوب التي باتت أكثر وعيا، للتصدي لمحاولات إيران وحلفائها زرع الطائفية في المنطقة العربية، التي تعايش أبنائها على مر عقود فيما بينهم.
 


التعليقات