(الموقع بوست) يرصد ممارسات مليشيا الحوثي بحق المؤسسة التعليمية وكادرها بعمران (تقرير خاص)
- يوسف القحمي - خاص الاربعاء, 21 ديسمبر, 2016 - 09:58 مساءً
(الموقع بوست) يرصد ممارسات مليشيا الحوثي بحق المؤسسة التعليمية وكادرها بعمران (تقرير خاص)

تستمر مليشيا الحوثي والمخلوع صالح في انتهاكاتها بحق اليمنيين، في المناطق الخاضعة لسيطرتهم وخصوصا محافظة عمران، وفي ظل الهزائم المتلاحقة التي تتكبدها في مختلف الجبهات، لجأت المليشيا إلى تعويض ذلك من خلال جبهة جديدة، هي أخطر على المدى البعيد، وهي الجبهة التعليمية، حيث تمارس المليشيات انتهاكات متنوعة، أبرزها تغيير المناهج، واستهداف الطلاب صغار السن، بهدف طمس هوية المجتمع وتحويلها إلى مستنقعات لغرس الطائفية في عقول التلاميذ.
 
ومنذ وقت مبكر سعت المليشيا إلى إتلاف بعض الكتب وتغيير محتوى الدروس في البعض منها، واستهداف بعض المعلمين، من خلال دعوتهم  لحضور دورات تنظيمية واستخدام الترغيب والترهيب بحق الطلاب، في خطوة منها إلى جر العملية التعليمية إلى أتون صراعها الطائفي واستخدام الكادر التربوي وطلاب المدارس وقوداً لذلك الصراع.
 
المنهج بين الاستبدال والتغيير
 
قامت المليشيا بتغيير بعض كتب المنهج الدراسي، وخصوصا في الصفوف الأولى، حيث أقدم أحد المدرسين الموالين للمليشيا في مدرسة السلام بمديرية خارف بتاريخ 2016/12/13، بتوزيع كتاب القراءة حيث يوجد في مضمونة عبارات شعارهم المزعوم وقصيدة بعنوان حسينيون.
 
من جانب آخر قامت معلمة مادة الجغرافيا في مدرسة عائشة وسط مدينة عمران وبتاريخ 2016/12/16،  بشرح درس الحدود اليمنية بطريقة غير الواردة في المنهج، حيث قالت إنه يحد اليمن  من الشرق إيران ومن الغرب إسرائيل، ولم يتم كشف هذا، إلا من خلال أحد أولياء الأمور عندما نظر إلى كراسة ابنته، وعندما ذهب إلى المدرسة للإطلاع على الأمر، ردت عليه المدرسة المذكورة بالقول: "خذوا أبناءكم ودرسوهم في بيوتكم"، وهذا ما أكده موجه المادة في مكتب التربية بالمحافظة عندما وجه المعلمة بمراجعة معلوماتها عن درس الحدود.
 
المعلمون بين الإقصاء والاستهداف
 
في إحصائية حقوقية لمنظمة السلام بعمران فقد أقصت المليشيات قرابة 37 مدير مدرسة، على مستوى محافظة عمران، خلال العام 2016 فقط، علما بأن أغلب من تم إقصائهم هم من المناوئين للانقلاب، حيث كان آخرها في السابع عشر من نوفمبر الماضي، حيث تم إقصاء مدير مدرسة الشهيد الجناتي بمنطقة الجنات غرب مدينة عمران، واستبداله بمدير موالٍ لهم برغم عدم امتلاكه المؤهل المطلوب
 
وفي سياق استهدافها للتعليم، كانت المليشيات تقيم دورات تنظيمية سرية لعدد من المدرسين من جميع مديريات المحافظة، حيث أقيمت دورة تنظيمية بداية شهر ديسمبر الجاري لعدد من مدرسي مديرية خمر استمرت عشرة أيام، وتم العمل خلالها بحذر وتكتيم، بينما غادر العديد منهم بسبب الشحن الطائفي الزائد الذي تلقوه في الدورة.
 
وتستخدم المليشيات أساليب مختلفة في تعاملها مع المدرسين والكوادر التربوية بعمران، فمن لم يطاله الاستبدال والاستهداف، طاله الاختطاف والإخفاء، علما بأنه تم اختطاف ما يقارب 50 تربوياً في العام 2016، تم  الإفراج عن بعضهم فيما لا يزال في سجونهم 17 من تربويا.
 
الطلاب بين الفصل والاعتداء والتهديد
 
في الثامن والعشرين من نوفمبر الماضي أقدم مدير مدرسة الشهيد كامل في قرية المرخام بمديرية ظليمة بفصل سبعة طلاب على خلفية أدائهم الإذاعة المدرسية بعكس رغبة المليشيا، التي وجهت بضرورة إدانة ما وصفته بـ"العدوان"، وبعدها صدرت أوامر مدير التربية بالمديرية بعدم قبولهم في أي مدرسة من مدارسها.
 
أما في 2016/11/28 فقد أقدم مدير التربية بمديرية العشة المكلف من قبل المليشيا بالاعتداء ضرباً على إحدى طالبات مدرسة شيماء، بعد رفضها الخروج من المدرسة للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي أقامتها المليشيات ضد ما يسمونه بالعدوان، وهي الفعالية التي باءت بالفشل بعد أن تضامنت الطالبات مع زميلتهن التي تعرضت للإعتداء.
 
و بعد يومين من الإعتداء على الطالبة، أي يوم 30 نوفمبر الماضي قام مدير التربية في مديرية العشة بإشهار سلاحه في وجوه طلاب مدرستي رابعة والنهضة، مهددا إياهم، عندما رفضوا المشاركة في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت صباح ذلك اليوم
 
أولياء أمور بين ألم وأمل
 
كثير من أولياء الأمور يعتصر قلوبهم الألم، لما آلت إليه العملية التربوية في محافظة عمران الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، وسعيها لتغيير المناهج، واستبدال المعلمين من ذوي الكفاءة، بآخرين موالين لها، لا يملكون سوى مؤهلات طائفية.
 
يقول ولي أمر أحد الطلاب لـ(الموقع بوست): " أنا وكثير من أولياء الأمور ومن يهمهم العملية التعليمية خوفنا كبير جداً من حرف العملية التعليمية من مسارها الصحيح ومسخ هوية جيل بأكمله ولكن ليس لدينا حيلة إزاء ذلك لأن من يقوم بالإعتراض مصيره محتوم".
 
أما ولي أمر طالب آخر فقال لـ(الموقع بوست): " العملية التعليمية في طريقها إلى الهاوية في ظل صمت مريب من قبل الأهالي ولم يتبقى لنا إلا أمل واحد هو أن تعجل الشرعية بسرعة الحسم العسكري وإنهاء الانقلاب قبل أن تتوسع الفجوة وإلا فسيتم مسخ هوية جيل بكامله وعندها سيكونون عبئاً على هذا الوطن ".
 


التعليقات