ثلاثي الجوع والخوف والمرض يفتك بأبناء محافظة عمران في رمضان (تقرير)
- خاص الثلاثاء, 13 يونيو, 2017 - 10:00 مساءً
ثلاثي الجوع والخوف والمرض يفتك بأبناء محافظة عمران في رمضان (تقرير)

[ الوضع المعيشي في اليمن ]

تعيش محافظة عمران كغيرها من محافظات الجمهورية التي ترزح تحت وطأة مليشيا الحوثي منذ ثلاثة أعوام، الثالوث القاتل في ظل ظروف صعبة ومعقدة في مختلف الجوانب والمجالات الحياتية، وخاصة في شهر رمضان المبارك.
 
ويعاني المواطنون في عمران من التدني الحاد في الجانب المعيشي، لاسيما الموظفين منهم والذين يعتمدون اعتمادا كليا على رواتبهم الشهرية. أما في الجانب الصحي فتعاني من تدهور كبير في الخدمات الصحية والعلاجية التي تقدمها المستشفيات والمرافق الصحية، الأمر الذي ساعد على انتشار الأمراض والأوبئة القاتلة، مثل الكوليرا الذي فتك بحياة العشرات من المواطنين.
 
ومع كل تلك الظروف إلا أن المليشيا تجردت من الرحمة، واستكثرت على المواطنين العيش في ظل تلك الظروف، فسارعت لإفساد ما تبقى من فرحة وروحانية في رمضان، من خلال المضايقات والتعسفات التي لا تتوقف، مثل عمليات الاختطاف، واقتحام المساجد، ومنع المصلين من صلاة التراويح، ومضايقة التجار، وأصحاب البسطات، ونهب المعونات الإغاثية وبيعها.
 
ظروف معيشية صعبة
 
يعيش غالبية المواطنين في محافظة عمران أوضاعا معيشية مأساوية، لاسيما في ظل انقطاع المرتبات، وعجز مليشيا الحوثي عن دفعها لما يقارب العام، مما جعل الموظفين يعيشون في حالة تيهان بين انقطاع المرتبات وكذبة التموين الغذائي، الذي حاولت المليشيا أن تغطي به عجزها وفشلها في توفير مرتباتهم، وهذا ما جعل الكثير منهم، وخاصة المعلمين، يبحثون عن مصادر رزق لهم ولأسرهم، وحراجات العمال أثبتت ذلك.
 
أما بالنسبة لغير الموظفين فالحال أكثر سوءًا، وما انتشار المتسولين في المساجد والشوارع بعد ما بارت الحيل أمامهم، إلا مظهرا من مظاهر الوضع المعيشي الصعب الذي وصل إليه المواطنين في المحافظة، نتيجة السياسة الطائفية الفاشلة لمليشيا الحوثي.
 
 نهبٌ وبيعٌ واستحواذ
 
لم تكتف مليشيا الحوثي بنهب المال العام وبيع أراضي وعقارات الدولة وقطع المرتبات وتدمير حياة المواطنين المعيشية، بل تعدى هذا إلى سرقة المعونات الإغاثية والتبرعات الخيرية المحلية والدولية، المقدمة لمساعدة من فتكت بهم الظروف من الفقراء والمحتاجين، حيث يقوم مشرفو الحوثي في أغلب مديريات المحافظة بالسطو عليها وبيعها وقبض ثمنها إلى جيوبهم تحت مسمى المجهود الحربي.
 
"الموقع بوست" نشر خبراً في 4 يونيو/حزيران الجاري، جاء فيه أن مليشيا الحوثي بمديرية عيال سريح قامت بمصادرة كمية من السلال والمواد الغذائية كان قد تبرع بها  أحد فاعلي الخير للأسر المحتاجة في قرية بني قادم، وذلك بعد توقيف الناقلة (الدينا) التي كانت على متنها في نقطة تابعة للمليشيا بقرية عمد، وهي في طريقها إلى القرية المستهدفة.
 
ومن جانب آخر تقوم مليشيا الحوثي بعمران بالتضييق على التجار وأصحاب المحلات التجارية، من خلال فرض الإتاوات والتبرعات عليهم بالقوة، إضافة إلى إجبارهم على دفع الزكاة بمبالغ مضاعفة مقارنة بالأعوام السابقة، الأمر الذي أدى إلى تضرر المعوزين والمحتاجين من المواطنين الذين كانوا قد تعودوا أن ينالوا نصيبا من تلك الزكوات عن طريق التجار أنفسهم.
 
اقتحامات واختطافات
 
لا تزال مليشيا الحوثي مستمرة في مسلسل الاقتحامات التعسفية والمداهمات غير المبررة للعديد من قرى ومناطق المحافظة، مستندة إلى حجج واهية كالبحث عن مطلوبين، غير مبدية أي احترام لشهر رمضان المبارك أو أدنى مراعاة لمشاعر الصائمين، كما تقوم أيضا بعمليات اختطاف بحق المواطنين ومحاصرة منازلهم دون أسباب تذكر.
 
ففي الأيام الأولى من شهر رمضان، وبحسب مصادر موثوقة، قامت مليشيا الحوثي بمداهمة قرية بني الزبير بمديرية عيال سريح، واختطفت 25 من أبنائها من بينهم طفل، وذلك بحجة تكسير صور قتلاها في المقابر، كما أقدمت بمحاصرة منزل أحد المواطنين في إحدى القرى المجاورة لمدينة عمران أكثر من مرة، وترويع النساء والأطفال دون مبرر.
 
وفي إحصائية لإحدى المنظمات الاجتماعية التي تعمل في المجال الحقوقي بعمران، أكدت المنظمة أن إجمالي من تم اختطافهم من قبل المليشيا خلال النصف الأول من شهر رمضان من أبناء المحافظة 33 مختطفا، لايزال خمسة منهم يقبعون في سجون المليشيا إلى اليوم. 
 
مداهماتٌ للمساجد
 
تعمّدت مليشيا الحوثي إخراج مكنونها الطائفي إلى العلن، بعد أن حاولت إخفاءه مدة من الزمن، ولكنها اليوم تظهره للعلن، فقد قامت بممارسات و اقتحامات لأغلب المساجد بمدينة عمران، وإجبار المصلين على تنفيذ تعميم الأوقاف الذي يقضي بإغلاق مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح، وتحريك أطقم عسكرية إلى بعض المساجد مثل مسجد بير باكر وتهديد الأئمة الأساسيين بالسجن، كما هو الحال مع بكر العامري إمام مسجد سوق قبان بالمدينة.
 
كما قامت بمنع صلاة التراويح في كثير من المساجد بالقوة وتحت تهديد السلاح، وإطلاق النار في الهواء لتفريق المصلين، وفي أحد المساجد اشتبكت المليشيا بالأيدي مع المصلين الذين رفضوا الانصياع لرغباتها، كما قامت باختطاف إمام المسجد بتهمة التحريض، كما هو الحال في مسجد الضبر بمديرية عمران.
 
وفي مناطق أخرى من مديريات المحافظة أجبرت مليشيا الحوثي المصلين على إغلاق مكبرات الصوت أثناء صلاة التراويح في المساجد، ووزعت تعميما دعت فيه أئمة المساجد إلى إغلاق مكبرات الصوت أثناء التراويح وتهديد من لم يلتزم بالسجن، ومنع أي شخص لم تعينه المليشيا من إمامة المصلين. وهنالك مناطق في المحافظة منعت المليشيا فيها إقامة صلاة التراويح نهائيا كما حدث في قرية الشيم بمديرية ثلاء.
 
وهكذا تزداد الحياة تعقيدا في محافظة عمران، كغيرها من محافظات الجمهورية التي تعيش تحت حكم مليشاوي جائر أصاب حياة المواطنين في مقتل، واستأثر بكل شيئ تاركا أفراد الشعب فريسة للجوع والخوف والأمراض الفتاكة، بل تعدى ذلك إلى منعهم بقوة السلاح من أداء شعائرهم الدينية.
 


التعليقات