الانقلابيون يعلنون عن فتح معبر جديد لمدينة تعز المحاصرة والقرار يثير الجدل (تقرير)
- متولي محمود الأحد, 23 يوليو, 2017 - 11:03 مساءً
الانقلابيون يعلنون عن فتح معبر جديد لمدينة تعز المحاصرة والقرار يثير الجدل (تقرير)

[ قوات أمنية بأحد شوارع تعز ]

قال عضو المجلس السياسي لمليشيا الحوثي سليم مغلس، اليوم الأحد، إنهم انتهوا من الترتيب لفتح منفذ إلى مدينة تعز وسط اليمن. 
 
وأضاف مغلس أن "المعبر الذي سيتم فتحه يمر عبر حي صالة شرقي المدينة، وجاء حرصا على تخفيف الأعباء التي يعانيها أبناء تعز"، حسب قوله. 
 
كما دعا مغلس إلى التعاون المسؤول من الجميع مع هذه الجهود لأجل مصلحة المواطنين والتخفيف من معاناتهم، ويقصد بذلك طرف المقاومة الشعبية.
 
وكانت جهود حثيثة من طرف الانقلابيين والمقاومة بوساطة محلية قد بتت في الأمر قبل عام تقريبا، غير أنها وصلت إلى طريق مسدود بسبب تهرب وتلكؤ طرف الانقلاب، حسب لجنة الوساطة. 
 
ويمنع مسلحو الحوثي والمخلوع صالح أبناء المدينة من الدخول والخروج عبر منافذها الرسمية منذ أكثر من عام، مما يضطرهم إلى السفر قرابة 8 ساعات. 
 
الجدير بالذكر أن المدينة تعيش حصارا خانقا منذ بداية الحرب، غير أنه في الأشهر الأولى كان هناك العديد من المنافذ التي يتم عبرها الدخول والخروج من وإلى المدينة عبر نقاط تفتيش، غير أن الحوثيين أغلقوها جميعا قبل أكثر من عام.
 
ويرى مراقبون أن غموضا يكتنف هذا الإعلان، خصوصا أنه من طرف واحد، رغم وجود الوساطات السابقة التي تم رفض مخرجاتها، وأن وراء الأكمة ما وراءها، غير أن هذه الخطوة ستخفف كثيرا الحصار المفروض على المدينة من قبل أصحاب المعبر الجديد أنفسهم.
 
لكن آخرون رأوا أن الإعلان ليس سوى للاستهلاك الإعلامي وتلميع لمبادرة أعضاء المؤتمر بعد ثلاث سنوات من الحرب، وتزامنا أيضا مع زيارة ممثلة الصليب الأحمر لمدينة تعز.
 
نرحب بغض النظر عن النوايا
 
أديب الصوفي، القيادي في المقاومة يقول "المقاومة مرحبة بهذا القرار من أول يوم، ولا يمكن لها أن تحاصر نفسها، كما أنها لم تمنع أحدا من الخروج أو الدخول".
 
وأضاف الصوفي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "الحوثيون لهم مقاصد أخرى، لقد قام الحوثيون اليوم ويوم أمس بدخول منطقة أبعر الواقعة بخط التماس على هذا الممر واعتقال بعض الموطنين وأنذروا البقية بالنزوح من المنطقة".
 
وتابع "لا ندري أي نوايا يضمرونها، ومع ذلك المقاومة مرحبة في كل الأحوال، ومهما كانت نواياهم نحن مستعدون".
 
غياب للمروجين 
 
الكاتب الصحفي عبدالعزيز المجيدي يقول "نخشى أن اللعبة ستنطلي على قيادات تعز، فخلاصة نشاط هذه اللجنة المزعومة أنها شرعنت حصار تعز وبات الآن إغلاق المنافذ الرئيسية من قبل مليشيا الانقلاب كما لو كان حقا طبيعيا".
 
وأضاف المجيدي -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "لقد انتهى مسعى فاعلي الخير بتوجيه الشكر للمليشيا لأنها مستمرة بإغلاق المنافذ الرئيسية، وتعتبر إبداءها الاستعداد لفتح طريق فرعي ليس معروفا أنه طريق أصلا منجزا قفزت للاحتفاء به رغم ما ينطوي عليه من خدعة عسكرية  يبدو أنها  تسعى عمليا لوضع حد للعمليات العسكرية في تلك المنطقة للجيش الوطني".
 
وتابع "فضلا أنه قد يكون فخا بهدف فتح طريق للمليشيا للالتفاف على الجيش الوطني في تلك المواقع".

وأردف "ما يسمى باللجنة المجتمعية بدت ألعوبة لا أكثر بيد المليشيا، فعندما رفض الطرف الانقلابي التعامل مع مبادرتهم رغم الملق البائس للمليشيا ابتلعت لسانها، واليوم تصنع لنفسها وهما متماهية مع ما ظلت المليشيا تسربه منذ أشهر عن اعتزامها فتح خط فرعي من صالة مع تمسكها بإغلاق الخطوط الرئيسيية مبقية الحصار كما هو عليه".
 
واستطرد "كما ألقت بخيط لعبة مسلية، عبر صالة، ليلهو بها الباحثون عن أدوار، هم أنفسهم الذين أغمضوا أعينهم عن جرائم المليشيا طيلة الحرب بحق تعز وأهلها، وكان بعضهم أبواقا رخيصة للانقلابيين".
 
تلميع لن ينطلي علينا
 
أما الناشط محمد الصبري فيقول "السؤال الأهم مع من اتفقوا من قيادات تعز المحلية أو الجيش، الأمن أو المقاومة"؟
 
وأضاف الصبري -في حديثه لـ"لموقع بوست"- "ثانيا هؤلاء المذكورون في البيان ويشكرونهم، هم ذاتهم من باع تعز وتركها وأهلها يعانون صنوف الحصار والتجويع والقصف والقتل، وهم مشاركون في قتل أبناء تعز وأطفالها".
 
وتابع "اللجنة المجتمعية في دهاليز القاهرة حالة تلميع لأقذر قاذورات تعز وبقايا علي صالح، ولن ينطلي علينا لعب الأوغاد".
 
وأردف "أين كنتم منذ ثلاث سنوات عجاف، وتعز تعاني صنوف الحصار والقتل اليومي؟ شلت أياديكم وقبحت أقلامكم النتنة المشربة بالخيانة ودماء شهداء تعز".
 
تجميد الجبهة الشرقية
 
الناشط أكرم الحميري يرى أنه "ثمة ريب.. ولماذا اختاروا جبهة صالة تحديدا دون غيرها ليفتحوا مدخلا للمدينة".
 
وأضاف الحميري -في حديثه لـ"الموقع بوست"- "الجبهة في صالة ساخنة، لذا يريدون تجميد الجبهة لمنع أي تقدم لقوات الجيش والمقاومة الشعبية، وفي حال قامت المقاومة بالهجوم هناك، سيتم إقفال المنفذ والكسب إعلاميا".
 
وتابع "جبهة صالة من أخطر الجبهات على المليشيات، خاصة بعد تقدم المقاومة مؤخرا من عدة اتجاهات، وفي أي وقت سقطت تلة السلال ستكون مهمة الحوبان أسهل".
 
وأردف "هناك منافذ رسمية وسهلة والاشتباكات هناك خفيفة كعصيفرة، وجولة القصر، أو حتى مفرق شرعب، لكن لماذا صالة تحديدا؟ هذا ما لا نفهمه".


التعليقات