تعز.. أزمة الغاز المنزلي تتفاقم وانتعاش للأسواق السوداء (تقرير)
- تعز - وئام الصوفي السبت, 17 نوفمبر, 2018 - 08:16 مساءً
تعز.. أزمة الغاز المنزلي تتفاقم وانتعاش للأسواق السوداء (تقرير)

[ أزمة غاز منزلي بتعز ]

لا تقف معاناة المواطنين في مدينة تعز، عند ضائقتي الحرب والحصار المفروض من قبل الحوثيين، للعام الرابع على التوالى، وانهيار العملة المحلية فقط، فقد أضيفت إليهما أزمة جديدة تتمثل في انعدام الغاز المنزلي وبيعه في السوق السوداء بسعر مرتفع.

وألقت هذه الأزمة بظلالها على حياة المواطنين، حيث لا يستطيع الكثيرون منهم شراء أسطوانة الغاز بسعر مرتفع من السوق السوداء.

ويشكو المواطنون في تعز من أزمة خانقة في إسطوانات الغاز، وسط اتهامات لوكلاء استيراد الغاز المنزلي ببيع حصص الغاز التي يستلمونها للأسواق السوداء والمحلات والمحطات التجارية.

وأكد المواطنون أن تجار الغاز يستلمون حصصهم من شركة الغاز ثم يبيعونها للمحلات التجارية بشكل مضاعف ويحرمون بيعها للمواطنين في الحارات والأحياء السكنية.

وحمل المواطنون السلطة المحلية كامل المسؤولية عن تفاقم أزمة الغاز، حيث بات كثير من المواطنين في معاناة يومية للحصول على مادة الغاز المنزلي، وعادت طوابير الغاز الطويلة أمام معارض الغاز في محاولة للحصول على إسطوانات الغاز، لكن الكثير من المواطنين يعودون إلى منازلهم دون الحصول عليه بسبب قلة المعروض من الغاز مع كثرة الطلب عليه من قبل المواطنين.

وناشد المواطنون السلطة المحلية بتشديد الرقابة على وكلاء توريد الغاز وعدم السماح لهم بالتلاعب في أقوات المواطنين، والمتاجرة بمعاناتهم في ظل تفاقم أزمات معيشية أخرى تكالبت على المواطن.

 ويقول المواطن أحمد قائد مدهش لـ"الموقع بوست" إن وكلاء الغاز يحتكرون مادة الغاز المنزلي، ويقومون ببيعها لسماسرة، فيما يقومون بتحميل الدينة من ثلاثمئة إلى ستمئة إسطوانة غاز، لكن الوكيل في الحارة مثلاً يوصل خمسين إسطوانة أو ثلاثين، وهذه ليست حتى الربع من الكمية المستحقة للحارة.

من جانبه يقول المواطن هزاع الجبري لـ"الموقع بوست" إن سبب انعدام الغاز يأتي من شركة الغاز حيث تقوم بإنزال لكل موزع وكل وكيل حصة معينة في الأسبوع، فيما الموزعون والوكلاء يقومون باحتكارها وبيعها لأصحاب المحلات التجارية والمحطات، ويتم بيعها بشكل مضاعف على المواطن الغلبان.

وأضاف قائلا: نحن نحمل المسؤولية في أزمة الغاز السلطات المحلية التي لا تتابع هؤلاء التجار المحتكرين، كما نحمل عقال الحارات مسؤولية عدم المتابعة وكذا أصحاب محلات بيع الغاز الذين يبيعونها بأسعار غالية لأصحاب الأفران والمطاعم والبوفيات ويبتزون المواطنين.

وفي هذا السياق أوضح مسؤول الرقابة على معارض الغاز بتعز ناظم العقلاني، أن مسببات أزمة الغاز الخانقة في تعز، هي نقص في الكميات الواردة إلى محافظة تعز من منشأة صافر في مأرب، بسبب أعمال الصيانة في معامل الشركة، وأسباب هذا النقص يعود بسبب تخفيض مخصص المحطات التي تقوم بتزويد المديريات المحررة في المدينة والأرياف.

وأشار إلى أن "هذه الإشكالية بدأت منذ أكثر من شهر ونصف إلى شهرين تقريبا، لافتاً إلى أنها سببت جزءاً من العجز في تغطية احتياجات هذه المناطق".

وذكر العقلاني أن 50% هي نسبة العجز في تغطية المناطق، لافتاً إلى أن هذا يعود سببه إلى تحول عدد كبير جدا من السيارات والمركبات والباصات للعمل بنظام الغاز بدلاً من البترول بعد ارتفاع أسعار البترول إلى أكثر من عشرة آلاف ريال، والكميات التي يتم استخدامها لهذه السيارات يتم أخذها عن طريق الطوابير أمام المعارض، بالإضافة إلى تحول عدد كبير من الأفران إلى استخدام الغاز بدلاً عن استخدام الديزل بسبب ارتفاع سعر الديزل.

وأكد العقلاني أن أعمال الصيانة في معامل صافر أوشكت على الانتهاء وسيعود الإنتاج مجدداً، مطالباً السلطة المحلية بالتخاطب مع الإدارة العامة لشركة الغاز ومكتب التنسيق في صافر باعتماد الكميات والمخصصات التي تغطي الاحتياج الفعلي لتعز حسب الكثافة السكانية وكذلك الاستهلاك التجاري.

ويتزامن انعدام الغاز المنزلي، وارتفاع سعر المشتقات النفطية، مع ارتفاع مخيف في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بمحافظة تعز، بسبب ارتفاع سعر العملة الأجنبية، مما زاد من معاناة المواطنين الذين يشكون من الغلاء الفاحش في سعر المتطلبات الأساسية.

ويعيش الآلاف من سكان مدينة تعز أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة، بسبب تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الحوثي الانقلابية على المدينة ومحيطها منذ منتصف العام 2015م .


التعليقات