ثورة فبراير .. ثمان سنوات من الصمود في وجه المؤامرات (تقرير)
- خاص الأحد, 10 فبراير, 2019 - 10:41 مساءً
ثورة فبراير .. ثمان سنوات من الصمود في وجه المؤامرات (تقرير)

[ تحديات إقليمية تواجه ثوراة فبراير السلمية في اليمن ]

في ظل التجاذبات الإقليمية الحالية التي تمر بها المنطقة، يبدو مستقبل ثورة فبراير/شباط 2011 في اليمن غامضاً، خاصة بعد ظهور كثير من القوى داخل البلاد، واندلاع الحرب فيها منذ مارس/آذار 2015 التي غيَّرت خارطة التحالفات.

 

ويصادف يوم غد الاثنين الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير/شباط 2011، التي أدت إلى إسقاط نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي ظل متحكما بالسلطة طوال أكثر من ثلاثة عقود.

 

وخرج الشباب الجامعي منذ منتصف يناير/كانون الثاني بالتزامن مع الثورة التونسية، وما هي إلا أيام حتى انتقلت المظاهرات والاحتجاجات الشعبية إلى مختلف المحافظات اليمنية، ومعها بدأت التحولات داخل البلاد.

 

مخطط لوأد الثورة

 

وتعيش اليمن اليوم حربا شرسة أدت إلى تدخل التحالف العربي في البلاد، وفي ضوء ذلك يقول الصحفي محمد أمين الشرعبي: "أعتقد أن ثورات الربيع العربي ومنها ثورة الشباب في 11 فبراير في اليمن أمام تحدٍّ من قبل قوي إقليمية تري في هذا الربيع الثوري واستمرار نجاح ثوراته خطر عليها بشكل أو بآخر".

 

ويشير الشرعبي في حديثه لـ"الموقع بوست" إلى أن بعض الدول قد نجحت في إيقاف وصول التيارات السياسية التي كان لها حضور في هذه الثورات إلى السلطة وإعاقة وصول الآخرين بشكل جزئي كما هو حاصل في ليبيا واليمن.

 

ويرى أن هناك مخططا منذ ثلاث سنوات وهو مستمر في إيجاد بدائل سياسية رديئة وفاسدة عن الأنظمة الاستبدادية القديمة من أجل خلق قناعة شعبية بأن ما أنتجته هذه الثورات الربيعية هو بدائل خردة لم تقدم أي مشروع بل صنعت واقعا سيئا بكل المقاييس.

 

ويضيف لـ"الموقع بوست" أن الواقع السياسي في اليمن يقول إن ثورة 11 فبراير لغمت بالاتفاقية الخليجية التي سمحت لصالح طوال ثلاث سنوات أن تتاح له الفرصة للقضاء على خصوم الإقليم من القوى السياسية الربيعية، أو على الأقل العمل لكي يهندس مشروع الخراب للبلد بكل أريحية.

 

وتساءل: "هل محاولة إعادة نظام صالح إلى تصدر صناعة القرار مجددا هو امتداد لثورة قامت بالأساس على نظام فاسد؟". ويختم الشرعبي حديثه بالقول: "نحن أمام بلد ينهار وتسرق سيادته ونحتاج إلى معجزة لإنقاذ البلد من الحاصل المخيف".

 

اصطفاف في وجه الإمامة

 

وكيلة وزارة الشباب والرياضة نادية عبدالله تقول إن "هنالك مغالطات كبيرة وبالذات في محاوله تحميل كل ما يحدث باليمن لفبراير رغم أن الجميع يعلمون نتائج فبراير ممثلة بتغيير رأس السلطة وحكومة الوفاق الوطني والحوار الوطني".

 

وتضيف في حديثها لـ"الموقع بوست": "يعلم الجميع ما حدث بعد ذلك من محاوله انتقام من فبراير بالثورة المضادة التي قام بها صالح والحوثي والتي أنتجت انقلابا ضد الدولة وسقوطها".

 

وتابعت: "اليوم نحن جميعا أمام واقع جديد ويجب على الجميع تحمل مسؤوليتهم، نحن اليوم نعاني من انقلاب وتمرد ومحاولة عودة الإمامة وتقسيم اليمن".

 

وتشير إلى أنه اليوم ليس مفيداً للمناكفات، خصوصاً وأن اليمن يعيش في وضع مزري من الجوع والمرض والجهل والفقر والحرب.

 

وقالت: "على الحوثي أن يفكر قليلا بهذا الوطن وبمستقبله وأن يسلم مؤسسات الدولة ويعود إلى وثيقة الحوار الوطني، فيجب أن يكون الوطن للجميع".

 

وأضافت: "ويجب عليه أن يفيق من ظلاله، ويعود لحضن اليمن الجمهوري والدولة"، وأشارت إلى أن "المقابر امتلأت بشباب اليمن والذين كان المفترض أن تفتح مصانع لهم وليس مقابر"، على حد قولها.

 

وختمت حديثها بالقول: "نأسف لما وصلنا إليه اليوم، ولكن الحل بأيدينا جميعا أن نتحد، ونصنع لنا وطن جميعا".

 

حدث إيجابي

 

من جانبه يرى الصحفي أمجد خشافة أن "ثورة فبراير حدث إيجابي ضد نظام عجز عن استمرار عملية التنمية، لكن الثورة انتهت بتسوية سياسية بين رموزها مع نظام صالح، حينها كان قرار التسوية هو خيار سلمي حتى لا ينجر البلد إلى حرب مزمنة".

 

ويضيف خشافة لـ"الموقع بوست" أن "انقلاب الحوثيين جاء على التسوية في سبتمبر 2014م، بعد أن صارت مفاعيل ثورة فبراير منهكة، وفراغ سياسي صنعته أربع سنوات من الصراع السياسي وتفكك قوى الجمهورية، وفي هذا الانقلاب يكون الحوثيون قد أجهزوا على ما تبقى من ملامح ثورة فبراير".

 

وتابع: "إضافة إلى ذلك انتهت فلسفة ثورة فبراير التي كانت ترتكز على مسمى سلمية وذلك بعد أن تحولت غالبية قوى الثورة إلى العمل المسلح لاستعادة الدولة ضد الحوثيين في إطار عاصفة الحزم".

 

ويؤكد أن "اليمن الآن بحاجة إلى ثورة تكمل فبراير لاستعادة الدولة وهوية المجتمع المتشظية، وحين نحقق استعادة الدولة ونعيد تماسك المجتمع تكون البلد قد أعادت لثورة فبراير عنفوانها، فالثورة الإيجابية بما تفرزه من نتائج إيجابية لا بمجرد أحلام وردية"، على حد قوله.


التعليقات